كتبت:نهاد صالح: نضج ملحوظ شهدته الأعوام الأخيرة في الأداء الإعلامي الخاص بقضايا ذوي الإعاقة مقارنة بالعقود السابقة إذ كان المجتمع بما فيه الإعلام يتعامل بطريقة تسئ إلي هذه الفئة, فكان الإعلام يتناولهم علي أنهم فئة مهمشة, وعبء علي المجتمع. والسؤال كيف يقوم الإعلام بدوره تجاه هذه الفئة بكفاءة؟ للإجابة عن هذا السؤال يقول حسن يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية شموع لحقوق الإنسان ورعاية الاشخاص المعاقين, وإن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر وصلت إلي11% تقريبا من سكان مصر. وهم يمثلون شريحة ضخمة داخل المجتمع, فلهم حقوق يجب حصولهم عليها مثل التعليم والمشاركة والحياة الكريمة والتأهيل والعدالة والرعاية والحماية والدمج. ويضيف إننا كجمعيات مجتمع مدني نسعي إلي صياغة مؤثرة وفاعلة بين الإعلام والأشخاص ذوي الاعاقة تؤدي إلي دعم وتفعيل دور وحقوق ومشاركة هؤلاء الاشخاص في المجتمع, وحل قضاياهم العالقة منذ سنوات دون الوصول إلي حل أو نتيجة لإيماننا بأن الإعلام هو الفاعل المشترك الرئيسي في كل قضايا ومشكلات المجتمع. الإعلام الإيجابي... يؤكد د. عادل عبد الغفار ضرورة التفكير بشكل دائم في النهوض بالأداء الإعلامي تجاه ذوي الاعاقات, ويأتي ذلك من خلال دراسة وتحليل ما يقدمه الإعلام المصري لهذه الفئة وتقييمه علي مستوي الشكل والمضمون لمعرفة نقاط القوة لتعزيزها, ومعرفة نقاط الضعف لتلافيها. ويجب أن يؤخذ يتابع في الاعتبار بشكل دائم وجهة نظر ذوي الاعاقات أنفسهم, فيما يقدم لهم من مضامين إعلامية لمعرفة حدود ما تسهم به هذه المضامين في تلبية احتياجاتهم, ودرجة الاعتماد عليها في تحقيق الاشباعات الإعلامية لهؤلاء, بالإضافة إلي ملاحظاتهم في الأداء الإعلامي الخاص بذوي الإعاقات, وأهم مقترحاتهم للنهوض لهذا الجانب. ومن جانبها تشير عبير السعدي الصحفية بجريدة الأخبار وعضو مجلس نقابة الصحفيين إلي غياب الإعلام في قضايا الإعاقة مشددة علي أهمية التدريب لأسر هذه الفئة, لأن الثقافة اختلفت وطرق التعامل مع هذه الفئة يجب أن تتغير, خاصة أن الاعاقة لم تكن اختيار الفرد لنفسه, بل هي من اختيار الله. وتنتقد السعدي التشريعات الحالية التي من المفترض أن تحمي حقوق الأشخاص المعاقين, خاصة أن نسبة العمل في المؤسسات, وهي5%, غير مفعله بما في ذلك المؤسسات الإعلامية. وتوضح أن القانون الخاص بذوي الإعاقة الذي سيتم عرضه علي مجلس الشعب المقبل لابد أن يدعم المعاقين, ويفعل حقوقهم, وكشفت عن أن نقابة الصحفيين سوف تنظم في3 ديسمبر المقبل الاحتفال باليوم العالمي للمعاقين, وسوف تستعين بفرق من الاطفال ذوي الاعاقات. من أهم المشكلات في مصر أننا لا نعرف بعضا بما في ذلك طريقة تعاملنا مع الاشخاص المعاقين.. هكذا بدأ كلامه الكاتب سعد هجرس رئيس تحرير جريدة العالم اليوم خلال اللقاء الذي نظمته جمعية شموع. وأضاف أن قضية المعاقين ليست قضية شفقة ولا قضية خيرية لكنها قضية حقوق, وربما يكون موقف أي مجتمع تجاه أصحاب الإعاقة مقياسا لتطور المجتمع, وتحضره, فهي مشكلة لا تقل خطورة عن أي من المشكلات التي يواجهها المجتمع المصري, وجميعها تقابل بثقافة الإنكار كأننا مجتمع ليس به مشكلات. وينتقد هجرس القوانين المصرية ويقول: إننا نملك قوانين لكل الأشياء في مصر, ولكنها إما قوانين ناقصة أو نائمة, واحترام القانون هو الفريضة الغائبة في مصر. ومن جهتها تقول مني المنياوي كبيرة المذيعين بإذاعة الشباب والرياضة أن برامج إذاعة الشباب والرياضة تحاول أن تقنع الشباب بأهمية العمل التطوعي مع الأشخاص المعاقين برغم كل المصاعب الاجتماعية التي يواجهونها. ومن خلال هذه الآراء خرجت توصيات عدة أهمها ضرورة وجود مناخ ديمقراطي لحماية الفئات المهمشة التي لا صوت لها, وكذلك دعوة الجهات المانحة والمتبرعين إلي توجيه الاهتمام بالجمعيات العاملة في مجال الدفاع عن حقوق المعاقين, ونشر قضايا المعاقين بكثافة في وسائل الإعلام.