أنا حين أشرب بعض مائي.. لا أري جسدي الذي بايعته يوما علي الإخلاص ألمحه يفر مع انفراط الروح... ناحية الهوي, ويدق أبواب الفراغ; ليفتح الملكوت, أبصرني كظل تائه, أمشي بلا جهة.. وفي عيني أحجار تواجه فتنة الدنيا, وتقذف ما تبقي من رحيق ظلالها لأسير نحوي.. فوق سطح البحر, أخرج من دمي سمكي.. وأغمسه بملح البحر; عل سفينة يوما تمر, فتجمع الأسماك.. تنشرها علي الشطآن.. حين تكون شطآن. فروح الكون تعصر جثتي; لأسيل زيتا.. لا يكاد يري.. سوي من كل عين مسها حجر, فأخفي بعض لؤلؤها, وأطلق في الفراغ بياضها.. يا من ترون الآن ذاكرتي, ابعثوا لي بعض أوراقي; لعلي أوقظ الكلمات.. أصحبها وتصحبني, فبعض حروفها بشر.. يمني الروح بالآتي, ويحيي من حروف حروفها كونا, يبعثر ضحكة الشمس الجريئة فوق رأسي, يخلع الشيب الذي غطي الفؤاد, فتخرج الأحلام ضاحكة, وتسرع في اتجاه البحر, تبذر للظلال الورد, تمنح للرمال يدا.. تشد البحر.. تحضنه.. وتسقط منه أسماكا.. تغير قشرها, وتمر بالورد الجديدعلي المحبين الذين يعطرون شطوطهم بالحلم.. أبصرني هناك.. أطوف حول حصونهم ضوءا; لأمنحهم غلافا.. يتقون به سهام الجاذبية.. علهم يتحولون إلي نجوم في السماء, تشق قلب الصخر, تنبت ظلها; لأسير نحو الظل.. مبتهجا, أوزع بعض أعضائي علي السارين, أمنحهم قلوبا, كل قلب مثقل بقلوب من حلوا به; فأري القلوب تطير.. تمنح جثتي جسدا, وتسرع لانتزاع إهابه; ليصير خارطة.. علي أطرافها تطأ الجبال; فيرسم التاريخ لوحته.. ويمضي.. تاركا لونا يغني في فضاء كتابه