يوم 18 ابريل هو الْيَوْمَ العالمى للتراث الذى ترعاه منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمى والهدف منه هو حماية التراث الإنسانى على مستوى العالم وذلك بناء على تلك الاتفاقية التى أقرها المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو فى باريس عام 1972. وكان المجلس الدولى للمعالم والمواقع الأثرية قد اقترح فى عام 1982 تخصيص يوم 18 ابريل من كل عام للاحتفال بالتراث العالمى وحمايته عن طريق التوعية به وبأهميته. وفى محيطنا العربى كانت السعودية من الدول الحريصة على الاحتفال بذلك الْيَوْمَ بشكل رسمي. هناك يستمر الاحتفال قرابة الأسبوع الذى يبدأ فى يوم 17 ابريل وينتهى يوم 21 ابريل بفعاليات ثقافية تشترك فيها الجامعات والجمعيات والمؤسسات الثقافية وكلها بالطبع معنية بالتراث. أما التراث العالمى نفسه فإنه يصنف على نوعين: ثقافى ويضم الآثار والأعمال المعمارية، والطبيعى ويعنى المواقع الطبيعية، والهدف النهائى لكل هذا الاحتشاد هو منع العبث بالمواقع التراثية أو تهديد التراث بأى صورة من الصور أو عدم المحافظة عليه. والمفترض فى هذا الْيَوْمَ أن تقوم الدول صاحبة التراث بفتح مواقعها الأثرية ومتاحفها مجانا للمواطنين ولا مانع بالطبع من أن يصحبهم أى متخصص أو خبير أثرى فى جولة لتعريف المواطنين خاصة الشباب منهم بتراث بلادهم الذى هو تاريخهم وذاكرتها الضاربة فى عمق الزمان،. المفترض أيضا أن توجه الجهات المعنية الدعوة للمدارس وللجامعات والهيئات الثقافية لعقد الندوات والدورات والمؤتمرات والمعارض والمسابقات المعلوماتية مع عرض أفلام عن هذه الآثار مصحوبة بشرح بسيط يقربها لأفهامهم ويزيد حبهم لبلادهم وتاريخها. حبَّذا أيضا لو كانت هناك مسابقات للتصوير الفوتوغرافى وعمل بعض الرحلات إلى مواقع الآثار لربط البشر بأرضهم وتاريخها. لكن.. وآه من لكن هذه!! لكن ماذا حدث ؟! .وكان يوما صادما بكل ما تحمله الكلمة من ألم وقسوة المعنى.. حضرت أستاذة الجامعة مع طالباتها وحضر مدرس التاريخ فى المدرسة الثانوية ومعه فصل كامل من المدرسة ليشرح لطلابه ما يعرفه عن تاريخ بلده على الواقع. وطال الانتظار.. وطال اللجج والشرح والتبرير. قال المسئول إنه يعتذر عن قدرته على السماح للجميع بالدخول الى أى من المواقع اذ لم تخطره الجهات المعنية بالمناسبة. اعتذر الرجل وقال إنه على المستوى الشخصى يعلم المناسبة وموعدها لكنه على المستوى الرسمى لم تصله أى مذكرة بالموضوع ولا حتى اتصال تليفونى يخبرهم أن الْيَوْمَ هو الْيَوْمَ العالمى للتراث. -فى شارع المعز – وهذا اسمه- مجموعة لا يمكن تجاهلها من الآثار الإسلامية.. فهل بعد هذا كله نذهب لنحضر يوم التراث العالمى وينسانا هو؟! لمزيد من مقالات سامى فريد