«اللهم اجعل الدنيا فى أيدينا ولا تجعلها فى قلوبنا»، إنه دعاء الصالحين الذى لخص قضية الزهد، ويقول الشيخ خالد عمران أمين الفتوى بدار الافتاء، إن الزهد ليس أن تفقد الدنيا وما فيها وقلبك معلق بها وبما فيها، بل الزهد أن يستوى عندك الوجد والفقد، وأن تعلم أن الحق يقلبك فى الأحوال لتخلص له عمن سواه، حقا، هى الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة، قال تعالى «اعْلَمُوا إَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ»، فأخرج الطمع فيها وما فيها ومن فيها من قلبك، وأبق العمل ثم العمل ثم العمل رجاء رضا ربك، ولكن اعمل فيها كأنك تعيش أبدا بجهدك وسعيك وإتقانك؛ لأَنه مطلب ربك منك، ولا تنس أن مقامك ليس فيها، أنت ميت غدا. وقال الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم - رحمه الله- « الصوفى أكثر من زاهد، إذ الزاهد فى الدنيا زاهد فى لا شيء، أما الصوفى فلا يزهد إلا فيما يحجبه عن الله، وبهذا يجعل الدنيا فى يده، لا فى قلبه»، نعم زهدك فى قلبك، وسعيد فى الدنيا لرضا ربك، فأنت مستخلف فيها، وهى معبرك إلى الآخرة، وفى ذلك قال الله جلّ جلاله «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ» وقال عز وجل «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ..».