رمضان شهر الجوائز والنفحات الربانية شهر قسمه المولي عز وجل الي ثلاثة اقسام قسم للرحمة في ثلثه الاول، وثلثه الاوسط لمغفرته ورضوانه جل في علاه، ويزيد العلي القدير في كرمه لخلقه بالعتق من النيران في عشره الاواخر، بل أكد العلماء انه في كل ليلة من ليالي الشهر الفضيل عتقاء من النار، اللهم اجعلنا واياكم وابائنا وامهاتنا وذرياتنا من عتقاء رمضان، وبلغنا الليلة الافضل من عبادة الف شهر بتكرمكم علينا بثواب ليلة القدر. السؤال الاهم في هذه الايام المباركات هل تبكي السماء والارض وهل تفرحان وتشعران كما يفرح ويبكي الانسان في حياته الدنيا؟.. الاجابة نجدها في ايات القران حيث يقول المولي عز وجل "فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين"الاية ورد ذكرها بعد هلاك وغرق فرعون وقومه وعكس البكاء الفرح فمن شدة ظلم وتجبر فرعون فرحت السماء ولم تبك عليه وكذلك الارض،إذن السماء والارض تبكيان وتفرحان فمتي تبكي كل منهما ..تبكي الارض عندما تفارقها روح المؤمن الطاهرة الذكية والتي قال عنها المولي عز وجل "ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية ..." وفي ذات الموقف تفرح السماء فرحا شديدا بصعود هذه الروح الطاهرة الي بارئها. ويقول د. علي الجمال من علماء الاوقاف عن فرح السماء انه بموت المؤمن تبتهج السماء بصعود روحه وتزفها الملائكة عند كل سماء كالعروس وفي هذا قران يتلي "ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاتخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون" وعلي عكس فرحة السماء والملائكة بصعود روح العبد المؤمن يكون حزن الارض علي فراق هذا العبد المؤمن وذلك لانقطاع أعماله الصالحة وعبادته لربه،وكل خلق الله له باب في السماء ينزل منه رزقه ويصعد منه عمله وبموت العبد المؤمن يغلق هذا الباب ويبكي لتوقف صعود العمل الطيب منه وكذلك يبكيه مكانه من الارض الذي كان يصلي فيه ويتعبد لربه. وكم فرحت السماء وتهللت فرحا وسعادة بمعراج سيد الخلق وحبيب الخالق إليها وعبرها حتي وصل لسدرة المنتهي،ويافرحة السماوات السبع بتوبة العبد العاصي ورجوعه الي ربه وخالقه فبرجوع العبد المذنب الي الله ينادي مناد من قبل الله في السماء والارض أيها الخلائق هنئوا عبدي فلانا فقد اصطلح مع ربه. ومن دلائل فرحة السماء والارض أن السماء تفتح أبوابها فرحة بعباد الله الذاكرين والمسبحين قول ابن عمر رضي الله عنهما بينما كنا نصلي مع رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ قال رجل الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله من القائل ذلك فقال الرجل انا يارسول الله فقال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء ونقيضه عندما قال المولي في حق الضالين المكذبين "لاتفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتي يلج الجمل في سم الخياط ". والعجيب ان كل مخلوقات الله من جماد وحيوان وبحار ومحيطات وسماوات وأراضين تسعد وتحزن تسعد دائما بذكر وبعباد الله الذاكرين الشاكرين المصلين والصادقين المتصدقين "وان من شيئ الا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم" وتحزن بالمعاصي التي يرتكبها العباد وهجرهم لذكر الله وقرانه بل واصرارهم علي فعل كل ما يغضب الله ومخلوقاته في السماء والارض، بل جل همهم هو الافساد في الارض وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وإهلاك الحرث والنسل فكيف تضحك وتسعد السماء والارض بأمثال هؤلاء؟ وهم يروننا ويشاهدوننا من حيث لا نراهم ولا نشاهدهم يرون شرنا الي السماء صاعد والخير الينا نازل من الخالق العظيم. فهيا نريهم من أنفسنا خيرا في شهر الخير ونطلعهم علي طاعتنا في شهر الطاعة ونسمعهم ذكرنا في شهر الذكر، اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات والصائمين والصائمات والقانتين والقانتات، واجعلنا ممن تسعد السماء بهم ولهم وتحزن وتبكي الارض لفراقهم، واجعلنا من الفرحين بفضلك ورحمتك ..وممن كتبت لهم الحسني فاولئك عنها مبعدون، وممن تفضلت عليهم بالحسني وزيادة، واللهم أحسن بالباقيات الصالحات أعمالنا وأجعل زماننا رمضان وأرضنا البقيع .. اللهم امين. لمزيد من مقالات فهمى السيد;