يستقبل المسلمون شهر رمضان ويتهيأون له نفسيا وبدنيا وقلبيا، ولكن هناك بعض الأخطاء التى تقع فيها الصائمات، فهناك من النساء من تضع البرفانات إذا خرجن لصلاة التراويح، وكذلك عدم ارتداء الحجاب والتستر الكامل، وما يحصل أيضاً من رفع الأصوات فى المساجد. وقد تلجأ بعض الفتيات إلى ارتداء الحجاب خلال شهر رمضان فقط مراعاةً لحرمة هذا الشهر الكريم وحتى لا يضيعن عناء الصوم خلال هذا الشهر، لكن البعض ينفر من هذا السلوك ويرى أنه يعطى فكرة خاطئة عن الإسلام والحجاب، والبعض الآخر يرى أنه يمكن أن يكون خطوة إيجابية نحو الهداية والاستمرار فى ارتداء الحجاب. فما هو رأى العلماء فى ارتداء الحجاب فى رمضان فقط؟ وهل عدم ارتداء الحجاب يبطل الصوم؟ فى البداية تؤكد دار الإفتاء أن وضع »الروج« على شفاه السيدات فى نهار رمضان بمجرده لا يوجب فساد الصوم إلا إذا تحلل منه شيء مع اللعاب ودخل الجوف فإنه يكون مفسدا للصوم فى هذه الحالة. إلا أن التنبيه الذى يجب أن يكون معلوما للجميع هو أن تجمل المرأة إنما يكون خاصا لزوجها وأمام المحارم فقط.. فإن هى خالفت وأظهرت زينتها أمام الرجال الأجانب فقد ارتكبت معصية, ومخالفة لأمر الله وتتضاعف هذه المخالفة إذا كان فى شهر رمضان المعظم.. ومن هنا نفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه). فالزور قولا وعملا يشمل المعاصى كلها, والمسلم حريص على اغتنام الفرص والنفحات الإلهية ليسعد فى الأولى والآخرة. وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)، ولذا يجب تعظيم شعائر رمضان لأن الله تعالى قال فى محكم آياته: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). ويقول الدكتور عبدالفتاح محمود إدريس، أستاذ الفقه المقارن، هناك نساء يضعن المكياج ويثرن الرجال بالملابس والبنطلونات الضيقة والمثيرة ولكنهن صائمات.. أو يضعن الطرحة من باب الوجاهة والجمال بطريقة غير لائقة؟ فكيف تصوم هذه المرأة وكيف تصلي؟ وماذا عن إيقاعها الصائمين فى براثن الذنوب؟ أوجب الله تعالى على المرأة أن تستر عورتها عما لا يحل له النظر إليها, وأن تستر ذلك بثياب داكنة واسعة, غير مطرزة أو مطرفة, أو مزركشة أو ملونة, أو عليها عطور, أو فيها تشبه بثياب النساء غير المسلمات, واشترط عليها إذا خرجت أن تأمن على نفسها عند الخروج, أو يأمن الناس على أنفسهم منها, وألا يترتب على خروجها افتتانها بالغير, أو افتتانه بها. وأشار د. إدريس إلى النصوص الشرعية الدالة على تحريم زينة النساء وهى كثيرة, تأمر المرأة بستر عورتها بما لا يصف ولا يشف عما تحته, وتبين شروط خروج المرأة لحاجتها, ومنها: قول الله تعالي: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن), وقوله تعالي: (يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن), ومخالفة النهى الوارد فى الآيتين معصية, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » صنفان من أهل النار لم أرهما,.... ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات, رءوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا », وهذا الذى ورد فى الحديث صادق على هؤلاء النسوة, المتبرجات, اللاتى يفتن الرجال بملابسهن ومظهرهن, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » لا تمنعوا إماء الله مساجد الله, وليخرجن وهن تفلات«, أى معطلات من كل زينة, فى الملبس أو المظهر, ومن ثم فإن من المحرمات على المرأة, أن تخرج من بيتها لغير حاجة تقتضى خروجها منه, ومنه أيضا: خروجها وهى غير مستورة العورة بالساتر المشترط فيه الشروط السابقة, أو خروجها متعطرة, أو إذا كان خروجها لاستعراض مفاتنها وسواء كان ذلك فى رمضان أو غيره, فإذا كان خروج المرأة فى رمضان بهذا المظهر المخالف للشرع, فإنها تأثم, لكونها تثير الفتنة بين الناس, فضلا عن منافاة مظهرها لما ينبغى أن يكون عليه المسلم فى هذا الشهر, وليس كل من أمسك عن المفطرات نهار رمضان فهو صائم, أو أن صيامه مقبول, » فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.. », كما جاء فى الخبر, وقد كانت الأميرات فى الغرب يسرن منتقبات, مع أنهن لم يخاطبن بآيات الحجاب, ولكنهن رأين أن الانتقاب يحقق لهن صيانة لا تتحقق بالعرض الفج لمفاتنهن أمام عامة المجتمع, فأولى بهذا المظهر من خوطبن به من النساء المسلمات. تبرج الجاهلية الأولي وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال الله عز وجل، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي، وقد كان من هدى آل بيت النبي، صلى الله عليه وسلم، والصحابيات الجليلات، وأمهات المؤمنين رضى الله عنهن، أنهن يخرجن من بيوتهن تفلات، بمعنى (غير متعطرات بأى أنواع من الطيب)، وكن فى ملابس احتشام، ولا يبدين إلا ما أمر الشرع به، هذا فى رمضان وغير رمضان، وبتنزيل ذلك فى الواقع المعاصر، فإن الالتزام الشرعى يتأكد فى رمضان لشرف زمنه، ولعلو شعيرته، وكما هو معلوم من قاعدة المتسبب كالمباشر، فإذا سببت امرأة متبرجة فتنا حركت غرائز أدت إلى إفساد صيام صائم، سواء بنظرة شهوانية، أو بتهييج مشاعره، فالإثم يقع عليهما (على المرأة لتسببها وعلى من لم يغض بصره).