«ياصائمى رمضان صوموا عن الغضب..لا يقبل الديان صوما بلا أدب»، وروى البخارى فى صحيحه أن رجلا قال للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أوصنى، فقال نبينا الكريم: لا تغضب! فظن الرجل أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يسمعه فكرر سؤاله: أوصنى يارسول الله... فردد الرسول: لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب» ورغم أن الغضب هو عاطفة إنسانية وظيفية طبيعية، ولكنه حالة انفعالية خطيرة تؤدى الى مخاطر زيادة عبء الإجهاد المفاجئ على عضلة القلب وشرايينه التاجية وشرايين المخ والدورة الدموية بصفة عامة بزيادة معدل ضربات القلب وإجهاده وارتفاع ضغط الدم الفائق وزيادة نسبة السكر فى الجسم بإعاقة فاعلية الأنسولين الداخلى الذى تفرزه خلايا بيتا فى البنكرياس. والغضب يؤدى الى تفعيل النشاط الهدمى للجسم «كتابوليزم»، عن طريق زيادة إفراز الغدد الصماء لمستويات فائقة من هرمونات الأداء الانفعالى للجسم مثل الثيروكسين والكورتوكويدز والأدرينالين، والنورادرينالين التى تدفع الجسم الى هاوية صحية لا رجوع فيها. وجاء فى دراسة لمجلة «الطب الباطنى»: إن سريعى التوتر والغضب أكثر عرضة من نظرائهم الأكثر هدوءا بحوالى ثلاث مرات للإصابة بالأزمة القلبية أو نزيف المخ أو مضاعفات مرض السكر أو ظهور السرطان نتيجة ارتباط جهاز المناعة بالحالة المزاجية للجسم. ويحدث ما يسمى ب «الغضب الانفلاتي» عندما تصبح الأفعال السلوكية أكثر عنفا مثل الصراخ والشجار باستخدام الألفاظ الخارجة وأحيانا الاعتداء التي ربما تتجاوز إلى درجة ارتكاب الجرائم. والتحكم فيه يكون عن أحد طريقين: كظم الغيظ عند عدم المقدرة على الرد، والعفو عند المقدرة على الرد، وفي ذلك يقول تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وعلاج داء الغضب كما يقول العلماء يتلخص فى: الاستعاذة بالله من الشيطان وتغيير حال وضع الجسم وترك مكان المخاصمة والسكوت والوضوء وكظم الغيظ والإكثار من ذكر الله تعالى والعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم (لاتغضب) والنظر في نتائج الغضب المتوقعة وقبول النصيحة وأخذ الدروس من غضب سابق واجتناب وإزالة أسبابه. الأستاذ المتفرغ بطب القاهرة