◙ هشام الحلبى: رصد الأهداف بدقة واختيار الذخائر المناسبة لتجنب المساس بالمدنيين وممتلكاتهم ◙ «داعش» يسعى للسيطرة على آبار النفط لشراء ولاءات دول ترعى الإرهاب
التحرك الحاسم السريع من الدولة المصرية عقب العمل الإرهابى الخسيس الذى استهدف حافلة الأقباط التى كانت تقلهم الى دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا لأداء صلواتهم، بتنفيذ ضربة جوية مركزة ضد تجمعات من العناصر الإرهابية بالأراضى الليبية بعد التأكد من اشتراكهم فى التخطيط لهذا لحادث الارهابي، كان الرد المناسب للثأر لدماء الأبرياء العزل التى أريقت جراء هذا العمل الإجرامى الجبان وأيضا تنفيذا لاستراتيجية مصر فى مكافحة الإرهاب باستهداف معاقله ومراكز تجمعاته وتدريبه. ويقول اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إن الضربة الجوية التى قامت بها القوات الجوية جاءت بناء على معلومات مؤكدة بأن الأهداف التى تم ضربها لجماعات متورطة فى العمل الإرهابى الذى استهدف الأقباط، حيث تم رصد الأهداف بدقة وتم اختيار أنواع الذخائر التى تستخدم فى الضربة وكذلك أسلوب الضرب مع مراعاة تجنب المساس بالمدنيين اوالتأثير على ممتلكاتهم فى منطقة الأهداف وما يحيط بها، مشيرا الى ان هذا أحد المعايير العليا للقوات المسلحة التى تشدد على الا يتأثر المدنيون او ممتلكاتهم فى مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن هذه الضربة لن تكون الأخيرة وستستمر القوات المسلحة فى مكافحة الإرهاب داخل الدولة المصرية وخارجها. وأشار الحلبى الى ان استراتيجية الجماعات الإرهابية الآن اختلفت عما كان يحدث فى التسعينيات حيث أصبح الإرهاب الآن عابرا للحدود ولايمكن فصله عن دولة بعينها وأصبحت قدرته على الانتقال بين الدول عالية جدا مما يجعله قادرا على بناء ولاءات جديدة مع جماعات جديدة فالإرهاب يتنقل من سوريا إلى اليمن الى العراق الى ليبيا الى مصر، وذلك من خلال دعم خارجى ترعاه دول كثيرة. وأوضح ان الجماعات الإرهابية تسعى حاليا للسيطرة على آبار البترول فى الدول التى تستهدفها فهى تتمركز بجوار أماكن النفط وتستخدم هذا النفط فى تحويله لدعم مالى من خلال شراء ولاءات وذمم من تسول له نفسه، حيث تشير التقديرات الأجنبية الى أن دخل داعش من آبار بترول سوريا يصل من 1الي3 ملايين دولار يوميا، وبالرغم من ذلك فإن هذه الجماعات الارهابية لا تستطيع إدارة عمليات تجارة البترول من تكرير أو تصدير، لكن هناك من الدول التى تساعدها من أبواب خلفية، حيث تقوم بشرائه وهذا ما يؤكد أن الإرهاب ترعاه دول معينة. وأضاف الحلبى أنه من الملاحظ أيضا أن الإرهاب لايستهدف منشآت داخل الدولة المستهدفة فحسب ولكن يستهدف السكان لضرب التماسك المجتمعى فعلى سبيل المثال يستهدف الأقباط فى مصر وفى دول اخرى يستهدف السنة والشيعة، وهذه استراتيجية الارهاب الجديدة حتى تستنجد شريحة السكان المستهدفة «الاقليات» بالمجتمع الدولى بغرض حمايتها من خلال التدخل الدولى لشعورها بفقدان الأمن والأمان وهذا ما حدث فى سوريا حيث تم عمل مناطق آمنة تحت رعاية دولية بحجة حماية مدنيين وخاصة الأقليات. ولفت الحلبى الى ان استراتيجية مصر فى مكافحة الإرهاب فى ظل هذة المتغيرات تكمن فى محاربة الارهاب فى الداخل والخارج من خلال ضرب مراكز تدريبه وتجمعاته مثلما حدث فى ليبيا سابقا وحاليا، مشيرا الى ان القوات المسلحة المصرية لديها من الإمكانيات ومن التسليح خاصة الطائرات للوصول الى أماكن وتجمعات بؤر الإرهاب فى أى مكان، كما أنها حققت نجاحات كبيرة فى تدمير عربات الدفع الرباعى وبلغ عددها الف سيارة والتى استهدفت الحدود الغربية من فترة وجيزة وعلى الرغم من ما تحويه هذه العربيات من أسلحة ومعدات الا أنه تم تكبيدها خسائر فادحة. وحمل الحلبى مسئولية للمجتمع الدولى فى تقصيره فى مكافحة الإرهاب خاصة فى الحالة الليبية بسبب تعنت قرار مجلس الامن بحظره تسليح الجيش الليبى منذ عام 2011 الامر الذى يصب فى صالح الجماعات الإرهابية، متسائلا كيف يكافح الجيش الليبى الإرهاب فى ظل قرار الحظر لذلك يقع العبء على كاهل القوات المسلحة المصرية وتقوم بواجباتها فى تأمين الحدود وتقف بالكامل بمفردها فى مواجهة الإرهاب ليس فقط فى مصر ولكن فى المنطقة بالكامل ولديها القدرة على هذه المواجهة . واشار الى ان مكافحة التطرف لاتتمثل فى مكافحة الارهاب فقط لأن التطرف هو المربع الذى يسبق الارهاب ومازالت مكافحة الارهاب غير كافية موضحا انه اذا اردنا مكافحة الارهاب فيجب التحرك فى اتجاهين متوازيين هما مكافحة الارهاب والتطرف لان الذى يغذى الإرهاب هو الفكر المتطرف حيث اصبح هناك سمات عديدة للتطرف أهمها أن الإرهاب أصبح عابرا للحدود وساهم فى ذلك وجود تكنولوجيا الاتصالات بكافة الانواع خاصة الانترنت حيث اصبحت الفتاوى المتطرفة تصل الى العديد من دول العالم فى وقت ضئيل جدا وأصبحت الدول التى تؤوى الارهابيين مؤثرة على الاقليم والعالم، لذلك يجب أن يتحرك المجتمع الدولى وكذلك المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة لوضع آليات وفرض عقوبات على الدول التى ترعى الارهاب، خاصة ان هذه الدول يتكشف يوم بعد يوما ودورها اصبح شبه معلن فى دعم الإرهاب والتطرف.