«فى حديثه لرؤساء تحرير الصحف القومية أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الإرهاب الذى واجهته مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات لم يعد يهدد بقاء الدولة»وهو تصريح يعكس حالة النجاح التى حققتها الدولة المصرية عبر قواتها المسلحة وأجهزة الدولة، وكذلك اليقين فى دحر هذا الإرهاب الأسود الذى تفجر فى سيناء خلال تلك السنوات والقضاء عليه. وهى حالة تبدو الدولة المصرية متفردة فيها من قدرتها على التغلب على تشكيلات إرهابية مدعومة بسلاح وأموال بدون سقف، وتجد دعاية إعلامية إقليمية تدافع عنها وتعرض صورة مغايرة لطبيعة الأوضاع فى سيناء بهدف تشويه والنيل من سمعة الدولة المصرية وقواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية، فى الوقت الذى عجزت فية دول وقوى كبرى فى مواجهته رغم ما تتمتع به من تعاون أمنى بين أجهزة استخبارات عالمية وتطور تكنولوجى كبير ولكن قبل التطرق إلى الإستراتيجية المصرية التى نجحت فى تحقيق هذا الإنجاز هناك عدد من الأسئلة التى تشغل بال المحللين فى تناولهم لقضية مواجهة الإرهاب . هل تؤثر مواجهة الإرهاب فى تغيير التكتيكات ونظم القتال التقليدية المعروفه فى المدارس العسكرية، خاصة أن منظمات الإرهاب ليست تشكيلات قتالية بالمعنى التقليدى وهى أقرب فى المصطلح إلى ما يسمى بحرب العصابات أو قتال المدن وخطف الرهائن والسفن والطائرات واحتجاز مواطنين فى مؤسسات ومدارس وبرلمانات و ضرب أهداف ومنشآت حيوية للدول ومحطات القطارات والمترو وخطوط الغاز واستهداف لشخصيات مدنية كل هذه الصور من العمليات الإرهابية شاهدها العالم فى مناطق متفرقة بامتداد المعمورة ولاتكاد يخلو بلد أو قارة من نوع من هذه العمليات؟ الأجابة المباشرة نعم، فإن مواجهة عصابات وأفراد مسلحة بزى مدنى تسير فى المدن وتختلط بالمواطنين وتركب الطائرات والسفن والقطارات وترتاد مؤسسات و ليس هناك ما يميزها أو ينبىء عن هويتها، كذلك يأتى التساؤل عن مدى إستخدام القوة، خاصة أن تلك العوامل السابقة تجعل من إستخدام القوة التقليدية أمراَ محفوفا بالخطورة خشية وقوع ضحايا مدنيين أبرياء، بمعنى أن القوة التى تجابه هذا النوع من الإرهاب تفكر جيدا فى الاقتصاد فى القوة النيرانية وعدم اتساع محيطها ومجالها وهو أمر ضاغط على القوات النظامية أو التشكيلات القتالية التى تعتبر الكثافة النيرانية أحد أسباب نجاح مهامها فى ارباك العدو وشل تفكيره، لذلك يتم اللجوء الى التفوق فى فن المداهمة والإغارة على هذه الأوكار الإرهابية ومفاجآتها وأخذ زمام المبادرة وشل قدرة عناصرها على العمل وهو يحتاج الى تدريب نوعى متقدم وعناصر تتميز بخفة الحركة. وهى قوات ذات مواصفات خاصة من اللياقة البدنية والكفاءة التدريبية والجرأة وعدم التردد، كما تعتمد المواجهة أيضا على غزارة المعلومات حول تلك العناصر الإرهابية ودقتها وطبيعة المكان الذى تحتمى به ومعرفة جيدة بالدروب والطرق التى قد تحاول تلك العناصر التخفى والهروب من خلالها، وذلك من أجل محاصرتها وتضييق الخناق عليها. أما إذا امتدت المواجهة إلى مسارح مفتوحة كالصحارى مثل التى يواجه فيها الجيش المصرى جماعات العنف والإرهاب فى سيناء وهى حالة تزيد من معاناة تلك العناصر، خاصة أنها لن تستطيع طويلا التخفى وانها غير قادرة أومدربة على القتال فى مثل هذا من الأراضى المفتوحة، إذ تعتمد تلك العناصر على فكرة الضربات الخاطفة السريعة غير أن تداخل عناصر القوات الخاصة من الصاعقة والمظلات وهى المدربة على العمل فى هذا النوع من مسارح العمليات التى تتسم بصعوبتها وقسوتها وأيضا ما تتمتع به هذه القوات من خفة الحركة ودقتها والضربات المركزة لتلك العناصر هو ما حققت فية القوات المسلحة المصرية نجاحات باهرة تمكنت بسببها من الوصول إلى مناطق وعرة كان الإرهابيون يعتقدون أنها محصنة ضد الوصول إليها. وقد كان إقتحام جبل الحلال وتطهيره من تلك العناصر أمراَ مفاجئا وحاسماَ فى كسر شوكة الإرهاب الذى حاول الهروب من المواجهة إلى تنفيذ عمليات فى القاهرة والإسكندرية أو ضد الكنائس، وهو يعكس حالة اليأس والإحباط التى يعانيها فى سيناء بسبب نجاح الجيش المصرى فى محاصرته، وهو الأمر الذى ساعد فى نجاحه تلاحم أهالى سيناء مع القوات المسلحة وتفهمهم لطبيعة المهمة التى تنفذها واحترامها الكامل لأبناء سيناء ودورهم فى خدمة بلدهم، هذا التلاحم منع إنشاء وتقوية البيئة الحاضنة لهذه العناصر لذلك بدأت فى التساقط تباعا ولم تقتصر المواجهة المفتوحة من هذه العناصر على عناصر القوات الخاصة بل شاركت القوات الجوية فى الوصول الى مركز تجمعهم واستهداف شل حركتهم ومنعهم من التحرك بحرية فى سيناء والوحدات المقاتلة الأخرى فى محاصرة تلك العناصر. لذلك كان تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة المستمر أهمية دعم الجيوش الوطنية فى حماية الدولة الوطنية والحفاظ على المؤسسات القادرة وكذلك فإن تكاتف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة كان أمرا حاسماَ فى تحقيق النجاح والتغلب على الإرهاب .