انتشرت اللغة البرتغالية من مهدها فى الشمال الغربى من الجزيرة الإيبيرية مع انحسار الممالك العربية وما تبعه من انتشار للممالك البرتغالية فى الشمال الغربى نحو الجنوب بمحاذاة الأطلسى ، وحلت مكان اللهجات المحلية التى لم تترك أى بصمات سوى بعض الخصائص اللفظية . وقد ظهرت البرتغال كقوة استعمارية فى القرن ال 15 و 16 امتدت من البرازيل إلى ماكاوً فى الصين وغوا فى الهند . وكان للأهرام لقاء مع السفير البرازيلى فى مصر السيد روى أماريل للتحدث عن الاحتفال السنوى باللغة البرتغالية ، حيث قال إن الهدف من وراء هذا الاحتفال السنوى هو المكانة التى تحتلها تلك اللغة على مستوى العالم، فهناك مقولة شهيرة فى اللغة البرتغالية تقول « إن وطنى هو اللغة البرتغالية « وإن هذه اللغة تعد جزءا لا يتجزأ من هويتنا، فقد لعبت اللغة البرتغالية دورا محوريا وكبيرا فى تشكيل الهوية البرازيلية وحرصت على العمل على وحدتها و تقويتها ، ونظرًا لوجود العديد من الدول تتحدث البرتغالية كان علينا الاحتفال بها، فهناك يوم للغة العربية وأيضا للغة الانجليزية. وهناك قائمة للدول التى تتحدث اللغة البرتغالية و تستخدم كلغة رسمية فى حياتهم اليومية والعملية ، وهذه الدول (البرازيل وأنجولا ، موزمبيق ، غينيا بيساو، تيمور الشرقية ، الرأس الأخضر وساو تومى وبرينسيبو البرتغال). وأصبحت اللغة البرتغالية هى اللغة الرسمية فى منظمة الوحدة الإفريقية نتيجة لجهود هذه المجموعة. وأكد روى أماريل أن مجتمع الدول التى تتحدث البرتغالى شعروا بسعادة كبيرة عندما افتتحت جامعة أسوان قسما للغة البرتغالية منذ أربع سنوات ، وهو الأول على مستوى مصر والعالم العربي، كما تدرس اللغة البرتغالية فى جامعة عين شمس كلغة ثانية فى القسم الإسبانى ويوجد به عدد كبير من الطلاب ، مؤكدا أننا سعداء لأن جامعة عين شمس لديها خطة إنشاء قسم للبرتغالى فى كلية الألسن وهذا دليل واضح على أن مصر تعطى اهتماما كبيرا لنشر اللغة البرتغالية. وفى الوقت نفسه أكد سفير أنجولا فى مصر أنطونيو دا كوستا فرنانديز والذى كان مشاركا فى الاحتفالية أن اللغة البرتغالية أسهمت بشكل كبير فى تطوير مجتمع أنجولا ، كما أنها أدت ايضا إلى وجود ترابط قوى بين أبناء أنجولا والذى يبلغ عددهم 25 مليون مواطن ،مؤكدا أنه على الرغم من وجود بعض الأختلافات من حيث العادات بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال فإن اللغة البرتغالية هى الشيء الأكيد والأساسى الذى يجمعنا معا ، وقد أوضح السيد أنطونيو داكوستا أن معظم الشعب المصرى ليس لديهم فكرة عن وجود بعض من دول افريقيا تتحدث باللغة البرتغالية كلغة رسمية تستخدم فى كل تعاملاتنا لأنها هى لغتنا الأم والأساسية . وفى الوقت نفسه أوضح سفير موزمبيق بمصر جوسيه ميجيل بوتين جونيور انه يتفق تماما مع سفير أنجولا أنه على الرغم من وجود اختلاف ثقافى بين أبناء الشمال والجنوب لكن العنصر المشترك الذى يجمع كل أبناء البلد هو التحدث بلغة واحدة رسمية ، لغة سائدة تستخدم فى جميع التعاملات الرسمية ، وفى إدارة البلد وهى اللغة البرتغالية التى تجمع جميع أطياف البلد والعمل على توحيدهم دون تفرقة ، وقد أضاف السيد جوسية أن للغة البرتغالية وضعا مقدسا فى دستور البلد، ونحن نقدر اللهجات المحلية الأخرى التى توجد فى الدولة ، ولكن كل تعاملاتنا الرسمية واليومية تكون بالبرتغالى لأبناء موزمبيق ، موضحا أنهم اجتمعوا يوم الاحتفالية هذه إيمانا منهم ويقينا منا بأهمية هذه اللغة ، وأننا ممثلون أيضا لكل من الدول التى تتحدث البرتغالية وأنها لغة رسمية. من جانبها أكدت مادلينا فيشر سفيرة البرتغال بالقاهرة أن اللغة البرتغالية تكتسب أهمية كبيرةً وتحظى باهتمام بالغ خصوصا على المستوى الأقتصادى والثقافى والسياسى وذلك يرجع بالتحديد إلى أن اللغة البرتغالية باتت منتشرة فى أكثر من قارة على المستوى العالمى ، كما أن أعداد الأشخاص الذين يتحدثون اللغة البرتغالية قد بلغ حتى الآن 260 مليون شخص ومن المتوقع أن يصل عدد المتحدثين بالبرتغالى إلى 338 مليون مواطن على مستوى العالم فى عام 2050 . وأشارت إلى أن هناك العديد من اللغات فى العالم ولكن هناك بعض اللغات تكتسب أهمية يوما عن يوم ، وبعض اللغات تقل أهميتها مع الوقت ، فاللغة البرتغالية مثل اللغة الأسبانية من اللغات التى تكتسب وتزداد أهمية واهتماما بها يوما عن يوم، ولكى نستطيع أن نقيم لغة بعينها ونرى كيفية استخدام هذه اللغة من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فعلى سبيل المثال اللغة البرتغالية هى اللغة الخامسة الأكثر استخداما على الإنترنت ، والثالثة على الفيس بوك ، كما أنها تعد اللغة الرسمية فى أكثر من 32 منظمة عالمية وأكدت سفيرة البرتغال بالقاهرة أن دولة البرازيل وهى دولة كبيرة فى أمريكا اللاتينية يتحدث فيها أكثر من 200 مليون مواطن ، هذا إلى جانب بعض الدول الأفريقية التى تتحدت بالبرتغالى لغة رسمية وهذه الدول لديها نمو سكانى بشكل اكبر من غيرها من الدول. . وأضافت سفيرة البرتغال أن هناك منظمة الدول التى تتحدث اللغة البرتغالية وهدفها الأساسى والذى تجتمع من أجله هو التعاون بين الدول التى تتحدث البرتغالية والعمل على نشرها فى العالم كله، وتعد هذه المنظمة مثالا جيدا للتقارب بين الشعوب . وذكر سفراء اللغات المتحدثة باللغة البرتغالية أن هناك طرقا كثيرة ومختلفة لنشر اللغة البرتغالية غير المراكز الثقافية مثل العلاقات الرياضية والفنية والموسيقية والاقتصادية ، كما أن سفيرة البرتغال قالت إن السفارة تقيم محاضرات عن الحضارات المختلفة باللغة البرتغالية.