أعلنت وزارة الدفاع السورية أن «التحالف الدولي»، أقدم مساء أمس الأول على الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية السورية على طريق التنف فى البادية السورية،مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بالإضافة إلى بعض الخسائر المادية، دون ذكر أعداد أو تفاصيل أخري. وذكرت الوزارة فى بيان لها أن «هذا الاعتداء السافر الذى قام به ما يسمى التحالف الدولى يفضح زيف ادعاءاته فى محاربة الإرهاب، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة المشروع الصهيوأمريكى فى المنطقة». وشدد البيان على أن «الجيش العربى السورى يحارب الإرهاب على أرضه ولا يحق لأى جهة أيا كانت أن تحدد مسار ووجهة عملياته ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة، وعلى من يدعى محاربتهما أن يوجه ضرباته إليهما، لا أن يعتدى على الجيش العربى السورى القوة الوحيدة الشرعية التى تحارب الإرهاب مع حلفائها وأصدقائها». واختتم البيان بالتأكيد على أن «الجيش العربى السورى مستمر بالقيام بواجبه فى محاربة داعش والنصرة والدفاع عن كامل أراضيه، ولن ترهبه كل محاولات ما يسمى بالتحالف بالتوقف عن أداء واجباته المقدسة». فى السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الضربة الأمريكية على القوات السورية فى سوريا مرفوضة جملة وتفصيلا، وستأتى بعواقب حتمية على العملية السياسية. وقال جينادى جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسى إن «أى عمليات عسكرية تؤدى حتما إلى تدهور الوضع فى سوريا، وتؤثر بالضرورة على العملية السياسية». وأضاف أن «ضرب القوات المسلحة السورية فى التنف غير مقبول تماما، ويعد انتهاكا لسيادة سوريا ولا يساعد العملية السياسية». وشدد جاتيلوف على أن المهمة الرئيسية فى سوريا تكمن حاليا فى وقف القتال وضمان تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التصعيد، موضحا أن نتائج هذا العمل ستحدد بقدر كبير التقدم على المسار السياسي. من جانبه، دعا سيرجى موروزوف عضو مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، اعتبار الضربات الجوية الأمريكية غير المنسقة مع روسيا فى سوريا، اعتداء على وحدة وسيادة الدولة السورية. وقال ماروزوف إن «الولاياتالمتحدةالأمريكية مستمرة فى عملياتها العدوانية ضد القوات السورية، فليس من مصلحة أمريكا الوصول إلى الاستقرار والسلام فى سوريا، فهم يريدون إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد، كل الخطوات الأمريكية فى سوريا تدل على أن الأمريكيين يريدون إضعاف الأسد والجيش السورى فقط، يلاحقون القوات السورية ويضربونها من جهة ويعطون الفرصة للتنظيمات الإرهابية من جهة أخري». واعتبر موروزوف أن السبيل الوحيد لإيقاف الضربات الأمريكية للقوات السورية هو تسليم الجيش السورى أسلحة قادرة على ردع ومجابهة العدوان الأمريكى الجوي. وفى واشنطن، قال جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى إن الولاياتالمتحدة لا توسع دورها فى الحرب السورية، لكنها ستدافع عن قواتها عند الضرورة. وأضاف ماتيس تعليقا على الضربات «نحن لا نوسع دورنا فى الحرب السورية. لكننا سندافع عن قواتنا. وهذا جزء من تحالف يضم أيضا قوات غير أمريكية، ومن ثم سندافع عن أنفسنا إذا اتخذ أحد خطوات عدائية ضدنا». وكان مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلن أن طائرات التحالف قصفت قافلة لفصيل تدعمه الحكومة السورية، بينما كانت متجهة إلى حامية نائية للتحالف قرب الحدود الأردنية. وذكر المسئول أن «قافلة كانت على الطريق لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف فى التنف. وفى النهاية وجهت ضربة إلى طليعتها». وأشار إلى أن القافلة تتألف من أربع دبابات، و12 شاحنة بعضها محمل بمضادات طيران. من جانب آخر، أكد مصدر أردنى أن الأردن لم يكن طرفا فى الضربة الأمريكية التى استهدفت القافلة المسلحة السورية.