عيار 21 ارتفع 115 جنيهًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الجمعة بالصاغة بعد قرار المركزي    كنيسة بالسويس تساهم في مشروع صكوك الأضاحي (صور)    تهديد إيراني جديد ل إسرائيل وأمريكا ردًا على خطة نتنياهو : «ستدفعون الثمن»    حادث واشنطن .. شريط فيديو وضع إلياس رودريجز في ورطة (تفاصيل)    لاعب الأهلي السابق: «الأحمر هيعاني من غير إمام عاشور»    بسبب خلافات أسرية.. التحقيق في اتهام جامع خردة بقتل زوجته بأوسيم    مصرع وإصابة 13 شخصا، ننشر أسماء ضحايا حادث انقلاب ميكروباص ملوي بالمنيا    خروجه مجانية.. استمتاع أهالى الدقهلية بالويك إند على الممشى السياحى.. صور وفيديو    الضرائب تنفي الشائعات: لا نية لرفع أو فرض ضرائب جديدة.. وسياستنا ثابتة ل5 سنوات    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين والبنوك والمدارس    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة «كريت» اليونانية (بؤرة الزلازل)    شيخ الأزهر يُعزِّي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه    أرقام رافينيا مع برشلونة بعد تمديد عقده حتى 2028    روسيا.. توقف الرحلات الجوية في مطاري فنوكوفو وجوكوفسكي بسبب تفعيل الدفاعات الجوية    "مياه الفيوم" تنفي شائعة تسرّب الصرف الصحي.. وتؤكد: مياه الشرب آمنة 100%"    وكيله: لامين يامال سيجدد عقده مع برشلونة    دورة هامبورج: روبليف إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ فبراير    أخبار × 24 ساعة.. حوافز استثمارية غير مسبوقة لتعزيز مناخ الأعمال فى مصر    جامعة دمنهور تشارك فى فعاليات إطلاق برنامج عمل "أفق أوروبا Horizon Europe" لعام 2025    ضبط طن دهون حيوانية ولحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي ببشتيل بالجيزة.. صور    «الطقس× أسبوع».. درجات الحرارة «رايحة جاية» والأرصاد تحذر من الظواهر الجوية المتوقعة بالمحافظات    ضبط عامل وربة منزل بحوزتهما مخدرات وسلاح نارى بكفر الشيخ    دينا فؤاد: شغفي بالفن أهم من الحب.. والابتعاد عن التمثيل موت بطيء    دينا فؤاد: مفيش خصوصيات بيني وبين بنتي.. بتدعمني وتفهم في الناس أكتر مني    دينا فؤاد: صحابي كانوا كتار ووقعوا مني في الأزمات.. بالمواقف مش عدد السنين    بعد الإفراج عن عمر زهران .. هالة صدقي توجه رسالة ل مرتضى منصور    بمشاركة منتخب مصر.. اللجنة المنظمة: جوائز كأس العرب ستتجاوز 36.5 مليون دولار    صراع ناري بين أبوقير للأسمدة وكهرباء الإسماعيلية على آخر بطاقات الصعود للممتاز    تعليم القاهرة يحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية بمسابقة الخطابة والإلقاء الشعري    فلسطين.. 4 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على منزل في جباليا شمال غزة    السلطات الكورية الشمالية تبدأ تحقيقًا في حادث أثناء إطلاق سفينة حربية جديدة    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 23 مايو 2025    وجه لها 16 طعنة وهي ونايمة، قرار من النيابة ضد طالب بالصف الأول الإعدادي حاول قتل والدته بالغربية    مصرع طالب أسفل عجلات قطار الركاب بمحطة كفر الدوار بالبحيرة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بقنا    تعليم القاهرة يحصد المراكز الأولى في العروض الرياضية على مستوى الجمهورية    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة قبل الأخيرة لدوري المحترفين    الكشف عن موقف تشابي ألونسو من رحيل مودريتش عن ريال مدريد    كرة يد - موعد مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس الكؤوس الإفريقية    Spotify تحتفل بإطلاق أحدث ألبومات مروان موسى في مباراة "برشلونة"    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    الشعبة: أقل سيارة كهربائية حاليًا بمليون جنيه (فيديو)    ما حكم ترك طواف الوداع للحائض؟ شوقي علام يجيب    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    ما حكم تغيير النسك لمن نوى التمتع ثم تعذر؟ المفتي السابق يجيب    قباء.. أول مسجد بني في الإسلام    «المفرومة أم القطع».. وهل الفرم يقلل من قيمة الغذائية للحمة ؟    «بربع كيلو فقط».. حضري «سينابون اللحمة» بطريقة الفنادق (المكونات والخطوات)    «لقرمشة مثالية وزيوت أقل».. أيهما الأفضل لقلي الطعام الدقيق أم البقسماط؟    مسلسل حرب الجبالي الحلقة 7، نجاح عملية نقل الكلى من أحمد رزق ل ياسين    "القومي للمرأة" ينظم لقاء رفيع المستوي بعنوان" النساء يستطعن التغيير"    تشميع مركز للأشعة غير مرخص بطهطا بسوهاج    «المصريين»: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة فى التمثيل    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    جدول مواعيد الصلوات الخمسة في محافظات مصر غداً الجمعة 23 مايو 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«دهاليز الظلام» سلسلة وثائقية عن جرائم الإخوان بالإمارات تنشر بالاتفاق مع قناة «أبوظبى» الجماعة مارست دورا خفيا لايعترف بوطن غير الجماعة ولا بقادة غير أمرائها ومرشدها
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 05 - 2017

* كيف اخترق التنظيم الإرهابى المجتمع الإماراتى فى الستينيات؟
* التنظيمات الإسلامية تقوم على قاعدة هدم الدولة الوطنية لأن المنظومة التى يعملون من خلالها لا تؤمن بوجودها
* منهجية عمل الإخوان فى الخليج هو إنشاء جمعيات النفع العام ومجموعة من رجال الأعمال تقدموا لإنشاء جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعى كأداة من أدواتهم وواجهة للتنظيم
* أعضاء الجماعة لم يكتفوا بإستغلال مقرات «جمعيات الإصلاح» لاستقطاب أفراد جدد وقاموا باستهداف مؤسسات التعليم والمراكز الصيفية والأنشطة الطلابية والكشفية بعد تولى أعضاء التنظيم مناصب قيادية


عرضت مساء أمس قناة أبوظبى أولى حلقات السلسلة الوثائقية «دهاليز الظلام» من إنتاج تليفزيون أبوظبي، حيث تطرح السلسلة الوثائقية على أربع حلقات جميع التفاصيل المتعلقة بالتنظيم السرى ل «جماعة الإخوان المسلمين» فى دولة الإمارات، فيما تقدم الحلقات تباعا أدلة دامغة وتسجيلات واعترافات حصرية تعرض للمرة الأولى عن الجرائم التى قام بها التنظيم ومخططاته فى دولة الامارات.
وتنشر جريدة «الاهرام» بالإتفاق مع شبكة قنوات تليفزيون أبوظبى التابعة لأبوظبى للإعلام اعتباراً من اليوم ‬ عرضا للسلسلة الوثائقية "دهاليز الظلام"، التى تتألف من أربعة أجزاء، وتعرض على شاشة قناة أبوظبي، سرداً تاريخياً عن التنظيم منذ نشأته وتكوينه وطرق تجنيد أفراده فضلاً عن سبر أغوار عالمهم السرى وحقيقة ولائهم وبيعتهم لمرشد الجماعة، مروراً بالربيع العربى وانتهاء بإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.
الجزء الأول من السلسلة الوثائقية على قناة أبوظبى استعرض مرحلة " البدايات وجذور التآمر" فى كواليس التنظيم السري، فيما يطرح الجزء الثانى الذى يعرض غدا مرحلة «الاستقطاب والبيعة» ضمن السرد التاريخى المفصل للتنظيم، ويتناول الجزء الثالث الذى يعرض (يوم الأحد 21 مايو الجاري) مرحلة «سقوط الأقنعة» عن أعضاء سابقين للتنظيم واكتشافهم وملاحقتهم، فيما يضع الجزء الرابع والأخير (يوم الثلاثاء 23 مايو) انهيار التنظيم ومرحلة «المحاكمة» والعديد من التفاصيل السرية التى لم يتم الإعلان أو الكشف عنها خلال الفترة الماضية.
وأشار عبد الهادى الشيخ المدير التنفيذى لدائرة التليفزيون إلى أن عرض السلسلة الوثائقية «دهاليز الظلام» يأتى امتداداً لمسئوليتها المستمرة تجاه المجتمع فى العمل على بناء الوعى وإيصال الصورة الحقيقية للرأى العام تجاه القضايا التى تتعلق بالوطن، ولاسيما معركته ضد الفكر الإرهابى الذى تمثله أجندة «الإخوان»، فضلاً عن كونه استكمالاً لمسيرة بدأت عبر الدراما التليفزيونية التى باتت جزءاً من الدور التنويرى والمؤثر فى تكوين اتجاهات الرأى العام. وجدير بالذكر أن شركة "أبوظبى للإعلام" قد أنتجت العام الماضى مسلسل «خيانة وطن» المأخوذ من رواية ريتاج للروائى حمد الحمادى، التى كانت شرارة بدئها العمل على فضح خفايا التنظيم السرى ل «الإخوان المسلمين» وتاريخهم، عبر التعمق فى حياة أعضائه الاجتماعية، والتركيز على وطأة الأفكار الهدامة التى يؤثرون بها فى محيطهم الاجتماعي.
وفى هذا السياق، لعبت أبوظبى للإعلام دوراً وطنياً عبر منصاتها الإعلامية التقليدية والرقمية المختلفة التى جرى حشدها لتقديم فهم أعمق حول حقيقة التنظيم السري، وطبيعة الدور التخريبى فى أجندة عملهم، وسبل مواجهتها بتكريس محاربة الفكر المتطرف، والتأكيد على أصالة الوطن وسمو رسالته الإنسانية.
الحلقة الأولى «دهاليز الظلام» عرضت نشأة التنظيم السرى فى الإمارات وبداياته، وتحت عنوان (البدايات وجذور التآمر)، قدمت الحلقة أمس سرداً تاريخياً عن جماعة الإخوان المسلمين، وكيفية نشأة التنظيم السري، وبداياته فى دولة الإمارات، فضلاً عن طرق انتقال الفكر الإخوانى من الخارج، وكيف استطاع الإخوان التوغل فى المؤسسات الحكومية وقطاع التعليم وكيف قامت الجماعة بإستخدام الغطاء الدينى لتحقيق أهدافها. وقد شارك أمس فى الجزء الأول من السلسلة الوثائقية نخبة من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين الإماراتيين وعدد من الأعضاء السابقين فى التنظيم الذى أدلوا بشهاداتهم خلال الحلقة.
وجديرٌ بالذكر أن سلسلة "دهاليز الظلام" التى أعدها ويقدمها حمدى ياسين ومن إخراج عمر إبراهيم، ومن انتاج تلفزيون ابوظبي، ستعرض فى الحلقات اللاحقة تسجيلات واعترافات حصرية تعرض للمرة الأولى عن الجرائم التى قام بها التنظيم ومخططاته.
البداية
بدأت حلقة دهاليز الظلام بأقوال مقتبسة من أحاديث حسن البنا: " نحن فى حرب على كل زعيم أو رئيس أو هيئة لا تستجيب لدعوتنا.. سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق" .
ويستكمل الفيلم الوثائقى أنه فى صيف يوليو عام 2012 استيقظ شعب الإمارات فى أحد أيامه على خبر غريب، خبر أثار فى النفوس كل علامات الصدمة وهو القبض على مجموعة متآمرة.
يقول محمد الحمادى ( كاتب وإعلامى ): إن إلقاء القبض على هذه المجموعة فى ذلك الوقت كان صدمة حقيقية لمجتمع الإمارات بعد أن اكتشف أن هناك مجموعة من المواطنين الإماراتيين من أبناء الوطن يعملون ضد الوطن. وكانت مجموعة سرية قد كتبت بحبر التآمر كل المخططات وناهضت دستور الدولة بأغرب الأجندات. ويقول الوثائقى إن التنظيم السرى فى الإمارات هو قصة بدأت فصولها قبل ثمانين عاماً، ويظهر تسجيل آخر خلال الحلقة لحسن البنا يقول فيه: أيها الشباب إنما تنجح الفتوة إذا قوى الإيمان بها، وتوفر الإخلاص فى سبيلها، وإزدادت الحماسة لها، ووجد الإستعداد الذى يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها.
ويشير دهاليز الظلام إلى التأسيس قائلا: على يد حسن البنا عام 1928 تأسست جماعة الإخوان المسلمين، فكان مرشدها الأول ومن أوهم تابعيه بكفر الأمة وغياب الإسلام عنها منذ قرون، وبأنه من سخره الله ليعيد الإسلام لهذه الأمة من جديد.
ويقول وسيم يوسف ( داعية ) إن حسن البنا قد استغل مسألة استرداد الخلافة وكان يتغنى بها دائماً.. بل كان يرشح نفسه ليكون خليفة المسلمين وللمؤمنين.. ويضيف الحمادى قائلا: المرشد الذى هم يومنون فيه .. مرشد الإخوان المسلمين ، هذا هو من يستحق البيعة. ويستطرد مرة أخرى وسيم يوسف:إن منظومة الخلافة الإسلامية واسترداد الخلافة الإسلامية هى أولى واجبات الحزب وهى الوصول إلى الكرسي.
ثم يسرد دهاليز الظلام: ومن هنا تبدأ عملها كجماعة إسلامية وصفت نفسها بالإصلاح بعد أن قسمت المجتمع إلى نصفين، مجتمع الإيمان والإصلاح المتمثل بهم كما يزعمون، ومجتمع الباطل المتمثل فى سائر المسلمين.
ومن جانبه، يقول الدكتور على راشد النعيمى ( أكاديمى وإعلامى ): فى أى دولة هم موجودون( الإخوان) تجدهم يسيؤون إلى رموزنا الوطنية والسيادية.. ويزكون أتباع التنظيم .. هؤلاء هم الأخيار.. هؤلاء هم الأطهار.. هؤلاء هم من سيصنعون الخلافة.
اما الدكتور عتيق جكة المنصورى ( باحث ): فيؤكد بوضوح أن الإخونجى الآسيوى هو أقرب للأخونجى المواطن من زميله وأخيه فى الوطن .
ويستطرد دهاليز الظلام: من قراءة فقرة من كتاب:( وإنما نعلن بوضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه لاحظ له فى الإسلام، فليبحث له عن فكرة أخرى يدين بها ويعمل لها). ويشير دهاليز الظلام الى أنه فى تلك الفترة دعت قيادات الجماعة فى مصر إلى حمل السلاح والاستعداد لمقاتلة كل من لايستجيب لدعوة إحياء مشروع الخلافة الإسلامية .
ويكمل الوثائقى بفقرة أخرى تقول: أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر وطنيتنا حدودها العقيدة ووطنيتهم حدودها التخوم الأرضية والحدود الجغرافية، وأنه لا إسلام إلا بجماعة وبيعة وسمع وطاعة. يشير وسيم يوسف: الأعجب أن حسن البنا كان همه فى ذلك "الحزب" لا ينظر للعقيدة، ولا ينظر للمنهج، كان هدفه أن يكون الحزب قائما على السياسة أو الوصول للحكم. ويؤكد د. خليفة السويدى ( أكاديمى ): أن التنظيمات الإسلامية تقوم على قاعدة هدم الدولة الوطنية، لأن حقيقة المنظومة التى يعملون من خلالها لاتؤمن بوجود دول وطنية.
ويستكمل الفيلم الوثائقى أن الإخوان دخلوا فى صراع من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدءاً من محاولة اغتياله عام 1954 فيما عرف بحادثة المنشية التى أصبحت تحولا فى علاقة الإخوان بالدولة ليستمر الصراع بين الطرفين حتى عام 1965 مما أدى إلى سجن عدد من أعضاء التنظيم. وقتها ظن الجميع بأن ما حدث كان نهاية الإخوان. فى ذلك الوقت كانت معالم المعاناة قد تمكنت من منطقة الخليج العربي، كان السكان يصارعون شظف الحياة القاسية بقلوب مؤمنة بالله والقدر الى أن تفجرت خيرات هذه الأرض بظهور الذهب الأسود واتجهت أنظار المتربصين حينها إلى هذه المنطقة. بحثا عن أرض خصبة لنشر أفكارهم ومنبع لتمويل التنظيم مختبئين خلف ستار الدين كأداة لكسب تعاطف الناس.
ويضيف النعيمي: كان الهروب إلى دول الخليج بالذات لإيجاد فرص عمل لهم، ولهذا تجد أنهم أول ما جاءوا تغلغلوا بالتعليم وأحكموا سيطرتهم على التعليم فى كل دول الخليج. ويعود الوثائقى ليكشف أنه فى منتصف ستينيات القرن الماضى وصل رجل مصرى إلى أرض الإمارات بخطا تعرف هدفها جيدا هو عبد البديع صقر أحد أعمدة تنظيم الإخوان المسلمين. ويوضح النعيمى أن عبدالبديع صقر هو أحد أعمدة تنظيم الإخوان المسلمين وهو من مصر. ويعلق دهاليز الظلام: تشير بعض المصادر إلى أن صقر كان ضلعا رئيساً فى تأسيس التنظيم فى الإمارات، كما عرض على الحكام خطة مشروع إنشاء روضات تابعة للإخوان المسلمين.
ويضيف الدكتور خليفة السويدي: كل من جاء الإمارات وتكلم باسم الله وعلى بركة الله رحب به سواء كانوا من أبناء الدولة، أو بعض من تم استقطابهم من علماء ومشاريخ ووعاظ، بل حتى المدرسين والأكاديمين فى الجامعات كان بعضهم عنده هذه التوجهات. ويستكمل دهاليز الظلام: أنشأ عبدالبديع صقر أول منشأة تعليمية تابعة للإخوان المسلمين بإمارة دبي، وتم استغلال تلك المؤسسات التعليمية فى ترسيخ فكر التنظيم فى الإمارات. فى عام 1971 عمت أرجاء الإمارات فرحة الاتحاد تحت راية علم واحد وقيادة واحدة. وفى نفس العام أفرج الرئيس المصرى محمد أنور السادات عن مجموعة من السجناء من جماعة الإخوان وكان من بينهم حسن إسماعيل الهضيبى المرشد الثانى فى جماعة الإخوان المسلمين.
عمل الهضيبى على إعادة بناء هيكلة التنظيم إذ تم تشكيل لجنة فى الإمارات، وتعيين أعضاء إماراتيين فى مجلس شورى الإخوان، كانت تلك البداية لمرحلة جديدة لتأتى بالصفوف والتآمر على الدولة.
ويستعين الوثائقى المهم بفيديو محمد أنور السادات يقول فيه: (أنا طلعت غلطان .. كان لازم خليتهم فى مكانهم).
ويستطرد دهاليز الظلام: كان لطلبة الإمارات العائدين من مصر دور مهم فى نشر فكر الإخوان المسلمين.
ثم يضيف النعيمي: بعض هؤلاء تم تجنيدهم هناك للإنضمام للتنظيم، وعادوا أعضاء عاملين نشطاء فى خدمة تنظيم الإخوان المسلمين.
ويؤكد خليفة السويدي: هنا الدولة رجع لها كثير من أبنائها الدارسين فى الدول العربية ورجع كل واحد حقيقة بشهادتين، شهادته التخصصية ، والفكرة التى أُسست فى رأسه.
ويأتى تعليق الفيلم الوثائقى ليؤكد أن ذلك التغلغل يحتاج إلى مظلة أو كيان يجمع بين أركان خطط التآمر، إذ سعى تنظيم الإخوان فى الإمارات عام 1974 إلى إنشاء ذلك الكيان.
وتشهد د. موزة غباش على الأحداث قائلة إنه فى لحظة من اللحظات التاريخية كنا نشاهد القيادات النسائية الإخوانية أكثر عدداً حتى من الرجال.. أصبحت هناك جماعات إخوانية تدخل البيوت وتعقد مجالس وتعمل على زيادة عدد عضوات هذه المجالس. ويعلق دهاليز الظلام قائلا إنخ كانت هناك عملية إقصاء تكفيرى ذلك الذى أشهرته الأخوات فى وجوه المخالفات لفكرهن وتوجههن. ثم تضيف غباش: كفرونا نحن.. أنا كنت أدرس فى جامعة الإمارات كانوا يسموننى "كافرة" .. كفروا القيادات المتعلمة، القيادات صاحبة الفكر المستنير، كفروا الكتب التى كانت تنشر فى ذلك الوقت.
ويستكمل السرد للأحداث أنه خلف ستار دعوى وخيرى وتربوى سارت نوايا جمعيات الإصلاح فى الإمارات تستمد من محيطها نشوة تمدد فكرها فى الخفاء. ويقول الدكتور محمد إبراهيم المنصورى إن الجمعيات كانت تحقق لهم بعض هذه المطالب كأن تقدم لهم خدمات مجانية للأطفال .. الذهاب إلى العمرة، الذهاب إلى الحج.. القيام برحلات ترفيهية.. تنظيم مباريات ومسابقات.. الخ .. فكانوا يعملون على هذه الجزئية. ويضيف السويدى قائلا: أنت كولى أمر.. ما الذى تريده لإبنك فى فترة المراهقة؟ تريد أن يكون صالحاً فى نفسه.. مصلحاً لمجتمعه.. وهذا كلام جميل جداً، لذلك تدافع الناس إلى إرسال أبنائهم إلى مثل هذه المؤسسات.
محاولة السيطرة على التعليم
ويعلق دهاليز الظلام أن أعضاء الجماعة لم يكتفوا باستغلال مقرات جمعيات الإصلاح والتوجيه الاجتماعى لاستقطاب أفراد جدد للتنظيم، بل قاموا باستهداف مؤسسات التعليم والمراكز الصيفية والأنشطة الطلابية والكشفية بعد أن استحوذ أعضاء التنظيم على مناصب قيادية فى تلك المؤسسات. ثم يوضح النعيمى أنهم مديرو المدارس.. هم المدرسون.. هم الذين يشرفون على إعداد المناهج. وبالذات عندما تأتى إلى مرحلة لاحقة.. مواطنوا دول الخليج الذين تعلموا فى الخارج وإنضموا للتنظيم عندما عادوا لدول الخليج أيضا أمسكوا بقطاع التعليم.
ويضيف د. السويدي: عندما أمسك هؤلاء مناصب فى الدولة استقطبوا من يعينهم.. وكما يقال كل إناء بما فيه ينضح. ويتبعه د. النعيمى قائلا: ولهذا تجد الكثير منهم أصبحوا وزراء، وكلاء وزارات أو رؤساء جامعات، وطوعوا هذه المؤسسات لخدمة التنظيم، وأكبر شاهد دولة الإمارات، ففى الإمارات فى مرحلة من المراحل كان وزير التعليم من أعضاء تنظيم الإخوان، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات كان من تنظيم الإخوان ولذلك تم استغلال تلك الفترة لتعيين المنتمين لتنظيم الإخوان وتمكينهم من هاتين المؤسستين.
ويستكمل دهاليز الظلام تعليقه أنه فى تلك الفترة تمكن الإخوان المسلمون من السيطرة على لجنة المناهج التعليمية عبر إصدار 120 مقرراً دراسياً اعتبرها الإخوان من أكبر إنجازاتهم. وهنا يوضح د.على راشد النعيمى قائلا : ولذلك تدرك أنهم عندما سيطروا على المناهج كان لهم هدف وهو إعادة صياغة العقول، وأيضا السيطرة على البعثات من خلال منح بعثات لأعضاء التنظيم سواء كانوا إماراتيين أو غير إماراتيين، كما تم ذلك خلال سيطرتهم على وزارة التربية والتعليم.
ويشير محمد الحمادى الى أنه أصبح التعليم تقريبا بيد جماعة الإخوان المسلمين، إدارة المناهج كانت إدارة مهمة كذلك بالنسبة لهم، غيروا المناهج للأسف فى الدولة، ونحن حتى هذا اليوم نعانى من عبث الإخوان المسلمين فى التربية والتعليم.
بداية المواجهة مع التنظيم
ويستكمل دهاليز الظلام: تنبهت الدولة لسيطرة الإخوان على المناهج، فى عام 1987 تفاجأ التنظيم بقرار وزارة التربية، حيث أصدر القائم بمهام الوزارة الجديد أمراً يقضى بنقل 25 موظفا من إدارة المناهج التى كان يسيطر عليها بعض أعضاء التنظيم. ثم يضيف الحمادي: القرار الذى تم أعتقد أنه كان قراراً رحيماً، فالدولة أخذت هؤلاء المعلمين ووزعتهم على الوزارات . لم تُنه خدماتهم، ولم تحرمهم من رواتبهم، ولم تحرمهم من ميزاتهم، ولم تعاقبهم. كل مافعلته الدولة أن هذه المجموعة غير مرغوب فيها فى مجال التعليم .. طبعاً كانت هذه ضربة قاصمة للإخوان وكبيرة جداً واعتبروها ضرباً لمشروعهم.
ويشرح دهاليز الظلام مستطردا كيف بدأ التنظيم وقتها حملة شعواء ضد القرار.. احتقان دفع أحد خطباء المساجد المنتمى للتنظيم إلى اعتلاء المنبر وتكفير الوزير… كلمة حق أريد بها باطل استغلتها جماعة الإخوان المسلمين وطوعتها طبقا لمفهومها لتكون جسرا تحقق من خلاله أهدافها التى آمنت بها طبقا لتعليمات المرشد. ثم بدأت مرحلة أخرى اتجه فيها الإخوان إلى سلاح الإعلام، وهو سلاح سعت من خلاله الجماعة إلى بث سمومها وضرب خصومها الفكريين. ويوضح النعيمي: مجلة الإصلاح كانت تعتبر المجلة الثالثة لتنظيم الإخوان المسلمين على مستوى الوطن العربي، المجلة الأولى كانت مجلة "الدعوة" للتنظيم فى مصر، المجلة الثانية كانت مجلة "المجتمع" التى تصدرها جمعية الإصلاح فى الكويت، والمجلة الثالثة كانت مجلة الإصلاح المجلة التى تصدرها جمعية الإصلاح فى دبي.. المجلة ليست لها رسالة إعلامية إنما لها رسالة حزبية تخدم تنظيم الإخوان المسلمين.
ويضيف الحمادى قائلا لا نستطيع حقيقة أن نفصل فكر الإخوان المسلمين فى الإمارات عن فكرة الإخوان فى العالم، لانستطيع أن نفصلهم عن فكر حسن البنا وربما فى كتاباتهم وفى مجلة الإصلاح التى كانت تصدر عن جمعية الإصلاح كنا نجد الكثير من الكتابات والمقالات سواء عن حسن البنا أو مقتبسات من فكره وكتاباته، بحيث تبين من هو هذا الشخص وكيف أنه كان رجل دعوى ينشر الدعوة وينشر الدين .. وكل هذه أشياء اكتشفنا عكسها بعد ذلك. ويكمل دهاليز الظلام تعليقه أن جامعة الإمارات كانت مسرحا امتدت إليه أذرع التنظيم السري، ففى عام 1977 اكتسح أعضاء جمعية الإصلاح نتائج انتخابات اللجان الطلابية، وبعد أن تأسس الاتحاد الوطنى لطلبة الإمارات عام 1981 استعر صراع شرس بين جماعة الإخوان وبقية الطلاب إلى أن تمكن الإخوان من الهيمنة على الانتخابات حتى عام 1992.
ثم يعلق المنصورى ويقول: طبعا المواجهة بدأت بقوة من جانبهم ، وللأسف لديهم وسائل غير شريفة فى كثير من الأحيان. ويضيف السويدى قائلا كنت رئيس اتحاد الطلبة لدورتين منتظمتين.
ثم يستكمل دهاليز الظلام موضحا أن جمع الأموال بطريقة غير مشروعة، والارتباطات المالية والتنظيمية والسياسية بالخارج كانت سمة التنظيم السري.ويستكمل دهاليز الظلام: هكذا مارست الجماعة دورا خفيا لايعترف بوطن غير الجماعة ولا بقادة غير أمرائها ومرشدها. وتظهر على الشاشة بعض المشاهد التمثيلية: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق أبداً أبداً. إن كان ذلك الرجل هو أباك، وإن كانت تلك المرأة هى أمك لاطاعة أبداً وإن كان من يأمرك هو الحاكم فالحكم فى الإسلام له شروطه وله ضوابطه ولكن ياليت قومى يعلمون.. أبنائى أقرأ فى عيونكم الحماسة ومعالم فطنة متيقظة أقرأ فيها الرغبة فى خدمة الإسلام والمسلمين. حين أراكم أتذكر كلمات سيد قطب عندما قال: ألمحهم فى خيالى يردون هذا الدين كما بدأ، يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون.
ويقول د. السويدي: هل أنت تريد أن تُحكم من خارج الدولة؟.. أنت حقيقة لست من يصدر الأمر، أنت فى بداية النفق، فى نهايته هناك من يصدر الأوامر. فهل ترضى أن تحكم دولتك من الخارج ؟
ويختتم دهاليز الظلام الجزء الأول ويعلق أن إجابة هذا التساؤل ستجيب عليه سلسلتنا فى تناول فصول التآمر..
.....................
ونلتقى فى الجزء الثانى من سلسلة " دهاليز الظلام"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.