لفترة طويلة كانت محافظات الصعيد مهملة، ولا تلقى العناية الكافية من الحكومات المختلفة، من حيث الاهتمام بتوفير المرافق والخدمات والمشروعات الكبرى التى توفر فرص عمل للشباب. وخلال الفترة الأخيرة شهدت عملية تنمية الصعيد والاهتمام به طفرة كبيرة، وحظى هذا الأمر باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى عقد كثيرا من الاجتماعات مع كبار المسئولين لمتابعة عملية تنمية الصعيد، إلى جانب عقد مؤتمر الشباب فى أسوان خلال يناير الماضي، بحضور كبير لشباب الصعيد، ومناقشة جميع محاور تنمية هذا الإقليم خلاله. ومنذ أيام أطلقت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى فاعليات بدء تنفيذ برنامج التنمية المحلية لمحافظات الصعيد الممول من البنك الدولي، الذى يهدف إلى رفع معدلات النمو الاقتصادى وتحقيق التنمية المرتكزة على زيادة الدعم للقطاع الخاص لتوفير المزيد من فرص العمل المستدامة. وقد تم اختيار محافظتى قنا وسوهاج حجر زاوية لبدء تنفيذ البرنامج، حيث وقع عليهما الاختيار على أساس مجموعة من المعايير، منها حجم السكان ومعدلات الفقر والتجاور الجغرافى والقدرات الاقتصادية. فى الوقت نفسه تبدأ وزارة التجارة والصناعة خلال هذا الشهر طرح 8 مجمعات صناعية مجهزة بالتراخيص على مساحة 300 ألف متر مربع لكل مجمع بمحافظاتأسوان والأقصر وقنا وأسيوط وسوهاج والمنيا وبنى سويف والفيوم، وذلك فى إطار إستراتيجية تستهدف إنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظات الصعيد. وقد تم تخصيص جزء كبير من الموازنة الجديدة للاستثمار فى الصعيد، علاوة على التوسع فى فروع مكاتب خدمات الاستثمار بالصعيد خلال الفترة المقبلة لتذليل العقبات التى تواجه مستثمرى الوجه القبلى وسرعة إنهاء المعاملات. جدير بالذكر فى هذا السياق أن تنمية الصعيد كانت على رأس أولويات المجلس الأعلى للاستثمار فى أول اجتماعاته خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث ركز على تخصيص الأراضى الصناعية المرفقة فى الصعيد مجانا، وذلك كخطوة جاذبة للاستثمار. لمزيد من مقالات رأى الاهرام