يحتاج أتلتيكو مدريد الاسبانى إلى شبه معجزة لتعويض خسارته ذهابا بثلاثية نظيفة أمام جاره ريال مدريد حامل اللقب، اليوم على ملعبه «فيسنتى كالديرون» فى اياب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا لكرة القدم. وكان النادى الملكى تغلب على ضيفه بثلاثية لنجمه البرتغالى كريستيانو رونالدو جعلته على مشارف بلوغ النهائى سعيا لاحراز لقبه الثانى عشر وتعزيز رقمه القياسى فى المسابقة الأوروبية المرموقة. وفى السنوات الأربعين الماضية لم ينجح أتلتيكو فى الفوز على ريال بثلاثة أهداف نظيفة على أرضه سوى مرة يتيمة، كانت منذ سنتين فى الدورى المحلى (4-صفر)، علما بأن اى ناد لم ينجح بقلب تأخره بفارق هدفين أو أكثر فى نصف النهائى. من جهته، يخوض ريال مدريد نصف النهائى للمرة السابعة على التوالى قياسيا فى النسخة الحديثة من المسابقة، والثانية عشرة بفارق مشاركة واحدة عن مواطنه برشلونة, وهما رقمان قياسيان من الصعب كسرهما. وفى المجمل، يخوض ريال مدريد نصف النهائى ال28 فى البطولة بدءا من موسمها الأول فى 1956. لكن ريال الذى لم يخسر هذا الموسم فى المسابقة (8 انتصارات و3 تعادلات)، فاز مرة يتيمة فى آخر 7 زيارات خارج ملعبه فى نصف النهائي. وستكون المباراة عاطفية جدا لأتلتيكو لانه يخوض مباراته الأوروبية الأخيرة على ملعب »فيسنتى كالديرون« الذى احتضنهم منذ 1966 قبل الانتقال الى ملعب »لا بينيتا«. يسعى ريال الى تأكيد العقدة القارية التى شكلها لجاره ولأن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب المسابقة منذ ميلان عام 1990. ولعب ريال مدريد مع اتلتيكو فى نهائى 2014 فى لشبونة وفاز عليه 4-1 بعد التمديد، فى مباراة تقدم فيها اتلتيكو 1-صفر حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع قبل ان يدرك سيرخيو راموس التعادل ويجر المنافس الى شوطين إضافيين سجل فيهما فريقه ثلاثة أهداف. ولا شك بان السقوط القارى المتكرر أمام ريال كان طعمه مريرا لاتلتيكو ومدربه الارجنتينى دييجو سيميونى الذى نجح فى ست سنوات فى منح فريقه لقبه الاول فى الدورى بعد انتظار 18 عاما، وانهى سلسلة من 14 عاما من دون اى فوز على ريال، عندما اسقطه فى نهائى الكأس 2-1 بعد التمديد فى 2013. من جهته، يطمح ريال لمواصلة مشواره القارى فى سعيه الى تحقيق ثنائية نادرة (الدورى المحلى ودورى الأبطال) للمرة الأولى منذ الخمسينيات وتحديدا عامى 1957 و1958 بقيادة الراحل دى ستيفانو. ويتقاسم ريال مدريد صدارة الدورى الاسبانى مع غريمه التقليدى برشلونة حامل اللقب برصيد 84 نقطة قبل مرحلتين من نهاية الموسم مع مباراة مؤجلة للنادى الملكى امام سلتا فيجو. ولم يفز ريال مدريد بلقب الدورى المحلى منذ 2012 وهو غالبا ما كان يضحى بها من اجل المسابقة القارية العريقة.