شاهدت فيلم وثائقى بعنوان "من قتل الأرمن"، بمقر جمعية الثقافة الأرمنية "هوسابير" مصر الجديدة بدعوة من الدكتور أرمين مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية للأرمن بالقاهرة. الفيلم للمخرج محمد حنفي و الإعلامية مريم زكي وحصل على جائزة الجمهور والنقاد كأحسن فيلم فى ختام " مهرجان نيويورك السينمائي" وذلك وسط منافسة قوية في المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية من بين 32 دولة. كما حصد الفيلم جائزة خاصة تقدم لأول مرة في تاريخ المهرجان وهي جائزة "دعم نساء العالم"، حصلت عليها الإعلامية مريم زكي لأدائها المتميز في هذا الفيلم ومشوارها الإعلامي في دعم قضايا النساء حول العالم، ولاقي الفيلم حفاوة كبيرة وترحيب من كبار النقاد والسينمائيين ولجان التحكيم من بينهم براد بلفور وجياكومو سيلوني والنجم الفرنسي مارك ديوريه. وفيلم "من قتل الأرمن" هو اول فيلم وثائقى عن مذبحة الأرمن حيث تدور قصة الفيلم حول أحداث المذابح التي وقعت قبل مائة عام على يد تركياعام 1915، فتم تدمير عدد 4717 منزلاً و276 الف فدان زراعى ونهب الأتراك ما يقرب من 4000 كنيسة ، كما يروى الفيلم ان جميع الأرمن فى ذلك الوقت تم إخراجهم من الجهاز الادارى للدولة ، كما استدعي الارمن للاحتياط فى الجيش وتم قتل 800 الف جندى ارمينى بالاضافة الى القتل العمد للمدنين بامر الدولة ، بل تم قتل عقل الامة اى النخبة من الأرمن. الفيلم ملئ بمشاعر الحزن والتعاطف مع هذا الشعب فاستطاع المخرج " محمد حنفى " أن يسرد التاريخ بالوثائق والصور الأرشيفية للاحداث لكنه لم يعتمد فقط على الصور الارشيفيه فاعطى للفيلم روحا حية باستضافة نماذج من الأرمن الذين على قيد الحياة سواء من عاصر منهم هذه الابادة وكتب له الله عمر وعاش أو من هم من الاجيال التى لم تعاصر هذه المذبحة وسمعت عنها فقط ، فهذا يحسب للمخرج الذى عمل " مزج " للمشاهد أى أعتبره توثيق من الاجيال الارمينية لما هو ارشيفى كما كان الأداء الصوتى للاعلامية " مريم زكى " به شئ من نبرة الحزن التى تدل على تعاطفها مع القضية وإيمانها بها مما اضاف لاذن المشاهد وهو يرأى ويسمع ذلك الصوت المتعاطف مع هؤلاء مما أعطى لنا " أعتراف " غير صريح بمذبحة الأرمن وقال أرمين مظلوميان، إن الفيلم تم تصويره في ثلاث دول، مشيرًا إلى أن الفيلم يتضمن وثائق تخص المذابح وتنشر للمرة الأولى، والتي تعد توثيقًا للمذابح التى وقعت عام 1915. جدير بالذكر أن تركيا ترفض الاعتراف بوقوع المذابح الأرمنية على يد الأتراك قبل مائة عام، في الوقت التي تطالب فيه أرمينيا دول العالم بالاعتراف بحدوث تلك المذابح التي قتل فيها ما بين مليون ونصف أرمينى. ولقناعتى الشخصية بان هناك مذبحة حقيقية للارمن فما حدث خلال شهر ابريل الجارى من اكتشافات حديثة وهى تعد المفاجأة الكبرى لتركيا هى اكتشاف مؤرخ تركى لوثيقة جديدة تثبت تورط تركيا فى المذبحة حيث نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً عن الدراسات الجديدة التي قام بها " تانير أكتشام " المؤرخ التركي في جامعة كلارك (ولاية ماساتشوستس) الأمريكية، حول الإبادة الأرمنية. وجاء في المقال أن " أكتشام " يقوم بجمع الوثائق التي تكشف جريمة الدولة التركية في قتل الأرمن جماعياً، رغم إنكار تركيا على مدى قرن من الزمن، وتبرر أنه لا يوجد نسخ من الوثائق التي تم شراؤها خلال المحاكمات بعد الحرب. وكشف المؤرخ عن وثائق جديدة في بطريركية الأرمن في القدس. وهي البرقية العثمانية التي أرسلها الموظف العثماني رفيع المستوى بهاء الدين شاكر بشكل سري الى أرضروم ويشرح فيها تفاصيل القتل والمجازر وترحيل الأرمن. وهي تثبت تواطؤ الدولة العثمانية في الإبادة الجماعية للأرمن، التي بدأت مع الحرب العالمية الأولى في أوروبا، منذ أكثر من قرن. وبهذه الوثيقة أمكن توجيه الاتهام للموظف بهاء الدين شاكر. وأكد المؤرخ أنه بغياب شهادات عديدة من الأرشيف، اضطر الباحثون الاستناد الى مراسلات الموظف العثماني. ووصف "أكتشام" اكتشافه في تصريحاته لصحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "آخر مسمار في نعش الإنكار الذي تنتهجه تركيا". قائلاً: "وجدت برقية أصلية، ولكنها مشفرة، أرسلت في عام 1915 من مدينة أرزورم التركية، حيث أرسل مسؤول رفيع المستوى في الإمبراطورية العثمانية، بهاء الدين شاكر، برقية مشفرة إلى زميل له في ميدان الحرب، يطلب فيها تفاصيل عن عمليات إبعاد الأرمن وإبادة جماعية في منطقة شرق الأناضول". ويلفت المؤرخ أن الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا لا يمكن أن تنشأ إلا عن طريق مواجهة التاريخ والاعتراف بالجرائم التاريخية لمزيد من مقالات شادية يوسف;