«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عانقت كلماته ألحان السنباطى وعبدالوهاب.. مصطفى الضمرانى يجيب عن السؤال الصعب:
أين اختفت الأغنية الوطنية؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 05 - 05 - 2017

فى الاحتفال الذى أقامته دار الأوبرا المصرية بمناسبة مرور 40 عاما على رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، تم تكريم العديد من الشعراء والملحنين والعازفين الذين شاركوه مسيرته الفنية، وكان من بينهم الشاعر مصطفى الضمرانى صاحب أغنية «المركبة عدت» التى غناها عبدالحليم بمناسبة إعادة افتتاح قناة السويس عقب نصر أكتوبر، وهى آخر أغنية وطنية جمعت عبدالحليم وعبدالوهاب. وبهذه المناسبة نلتقى الشاعر مصطفى الضمرانى لنفتح معه خزانة ذكرياته من خلال مشواره الطويل مع الأغنية والملحنين والمطربين الذين تعامل معهم، ولماذا تفوقت أغانيه فى حب الوطن أكثر من غيره؟ ومن خلال اللقاء يؤكد أنه الوحيد من أبناء جيله الذى لحن له العملاقان السنباطى وعبدالوهاب.
كيف كانت بدايتك الشعرية؟
بدايتى الشعرية ظهرت فى المرحلة الثانوية، حيث ظهرت إرهاصات بسيطة، ومن خلال مدرس اللغة العربية الذى توسم لى النجاح فى هذا الطريق، ولكن خلال دراستى بكلية الحقوق جامعة عين شمس، لمعت الموهبة، حتى كانوا يطلقون على لقب «شاعر كلية حقوق عين شمس». أيام الدكتور محمد كامل ليلة وزير التعليم العالى، وحلمى مراد وعز الدين عبدالله، وكانوا أساتذة كبارا ويعشقون الشعر، وفى نهاية كل عام دراسى كنت اكتب قصيدة أحيى فيها الأساتذة وأطالبهم بأن تكون الامتحانات سهلة، فأحبونى. وكان معى فى الكلية المخرج الكبير يحيى العلمى والفنان الكبير محمود ياسين، كانا يسبقاننى بعامين دراسيين، فقد كانت الكلية مليئة بالمواهب الأدبية والفنية.
ومن الذى صقل فيك هذه الموهبة ووضعك على طريق الاحتراف، بدلا من الهواية التى كنت تمارسها فى حقوق عين شمس؟
فى حديقة معهد الموسيقى العربية، كانت ملتقى الشعراء والملحنين، كنا نلتقى ونتبادل ما نكتبه، من يكتب قصيدة جميلة أو مذهبا جديدا لأغنية، أو يضع لحنا جميلا، كنا نتبادل الابداعات، كنت مازلت طالبا فى الجامعة، وعملت اغانى بسيطة، لأننا لكى نصل أيامها للاحتراف كان لابد أن يكون ذلك من خلال لجنة النصوص بالإذاعة المصرية، وبعد تخرجى عرضت بعض الاغانى التى كتبتها على لجنة النصوص، والتى كانت تضم أحمد رامى وعبدالفتاح مصطفى، ومحمود حسن إسماعيل، والشجاعى وغيرهم، وبالفعل أجيزت لى بعض الأغانى. ومن خلال اللجنة كانوا يعلموننا كيفية كتابة القصيدة أو الأغنية، وأنا مازلت محتفظا حتى الآن بقصيدة كوثيقة عدل لى فيها أحمد رامى بعض كلمات بخط يده، وكان ممكنا أن يعدل عبدالفتاح مصطفى لك فى شطرة من القصيدة، أو يقول لك فكرة هذه الأغنية ضعيفة أو قوية، فوضعوا أرجلنا على الطريق الصحيح، واستمرت المسيرة.
تعاملت مع كبار الشعراء فى بدايتك، وكانوا يعدلون بعض أغانيك، ويعلمونك بعض ما يغيب عنك، فلماذا نفتقد مثل هذه الأشياء اليوم؟
الآن لم يعد هناك مثل هذه الأشياء التى افتقدناها، كان المناخ الثقافى، يفرز المواهب ويضع الجيد منها على الطريق، اليوم الجيل الجديد يكتب الأغانى ولا تراجع وعبء الشريط سريعا، دون أى توجيه أو مراجعة، أو استشارة من هم أكبر منه. ولذلك أصبحت الأغنية الحديثة عمرها قصير، ثلاثة أو أربعة شهور.
هل هذا لاختلاف الزمن وطبيعته السريعة، أم لاختلاف الأجيال؟
لا .. لأن جيلنا عاش أحداثا جساما فى أيام الوطن، عاش ثورة يوليو 52 وعاش العدوان الثلاثى على مصر 56 ثم عاش مرارة النكسة عام 67 وعاش حلاوة العبور وإنتصار 73، فكل هذه الأحداث خلقت منهم فنانين كبارا تفاعلوا مع الأحداث الكبيرة، ربما الأجيال الجديدة لم تعش هذه الأحداث ولم تتفاعل معها.
تعاملت مع كبار الملحنين فى مصر، فكيف التقت كلماتك بألحانهم؟
أول أغنية كبيرة لحنت لى كانت من الحان الموسيقار الكبير رياض السنباطى، اسمها أنا وحبيبى وغنتها فايدة كامل، بالطبع لم يكن لى علاقة بالسنباطى وقتها، ولكنى قدمت الأغنية الى لجنة النصوص بالإذاعة والتى أجازتها، وتم عرضها على السنباطى الذى أعجب بها ولحنها، وهكذا بدأت كبيرا، فالسنباطى لم يكن يلحن لأى مؤلف.
هل هذه الأغنية الوحيدة التى لحنها لك السنباطى؟
هى بالفعل الأغنية الوحيدة التى خرجت الى الوجود، وكانت هناك فكرة كتابة أغنية من تلحينه تغنيها أم كلثوم، وكتبت بالفعل أغنية لها والتقيت مع السنباطى فى بيته 4 مرات كان يعدل فى كلمة ويغيرها، ولكن فى النهاية لم يحدث نصيب أن تغنيها أم كلثوم، فقد مرض السنباطى ولم تخرج الاغنية للوجود.
وكيف كانت النقلة من السنباطى لمحمد عبدالوهاب؟
التقيت مع عبدالوهاب من خلال أغنية «المركبة عدت» التى غناها العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ، وكتبت قبلها اغنية «ماتقولش أيه إديتنا مصر» أول أغنية فى العبور 73، والتقيت بعبدالحليم فى التليفزيون، فقال لى عندما يكون لديك أغنية وطنية مثل أغنية «ماتقولش أيه إديتنا مصر» كلمنى أو كلم عبدالوهاب، وأعطانى تليفونه وتليفون عبدالوهاب، طبعا انا لم أصدق، فعبدالحليم كان أمامه مرسى جميل عزيز وحسين السيد ومأمون الشناوى وغيرهم، فكونه يلجأ لى، كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لى. فلما كتبت بداية أغنية «المركبة عدت» بمناسبة عودة الملاحة لقناة السويس 1975، فكلمت عبدالوهاب، وقرأت له المذهب الأول منها، فعجبته وقال لى كملها ولا تتوقف، وكلم عبدالحليم فى تليفونه الشخصى، وبلغه أنى لن ألحن غير هذه الغنوة، ورغم كان عنده كلمات حوالى 10 أغان غيرها، ولكنى لم أصدق عبدالوهاب، ظننته يجاملنى، فلم أكلم عبدالحليم. وبعد عدة أيام أبلغتنى زوجتى، رحمها الله، أن عبدالوهاب قالب الدنيا على، فطلبته فقال لى يا استاذ مصطفى مش فيه غنوة وقلت لك كلم عبدالحليم عنها، فقلت له: حضرتك لم تقل لى ابعت الكلام. فقال لى يا استاذ انا سجلت الكلام من التليفون، ونادى على أحمد فؤاد حسن وسمعنى اللحن فى التليفون مع الفرقة الماسية، وبدأت بروفات الأغنية، ومن الطريف أن عبدالوهاب كان طالب تعديل شطرة من الاغنية، وكان يحضر البروفة الموسيقار كمال الطويل، تخيل كمال الطويل يحضر بروفة اغنية لعبدالحليم من تلحين عبدالوهاب، قد أيه الملحنين بيحبوا بعض، وفعلا عدلت كذا تعديل ليأخذ منها عبدالوهاب ما يريد، ولكن كمال الطويل قال لعبدالوهاب ان اللى عامله الضمرانى من الأول هو الأفضل، وخد منه أول قطفة.
مَنْ من كبار المطربين تعاملت معهم غير عبدالحليم؟
عملت للفنانة وردة أغنية «أصلك تتحب» وهى الغنوة التى عاد بها كمال الطويل الى التلحين، بعد أن كان قد توقف عنه بعد وفاة عبدالحليم تماما، وبعد 3 سنوات من التوقف، ضغط عليه الكثيرون للعودة للتلحين منهم وردة فقال لها عندما أجد الكلمات التى تعيدنى للتلحين، وقابلنى امام جريدة الاخبار اثناء زيارته لصديق، فقال لى عندك مذهب حلو لألحنه لوردة، فسمعته مذهب الأغنية، فقال لى هذا هو المطلوب، نلتقى فى المساء ومعك الأغنية كاملة، وبالفعل ذهبت اليه ومعى الاغنية، ولحنها ونجحت نجاحا كبيرا. وكان لى مع وردة أغنيتان أخريتان.
كان للفنانة الكبيرة شادية نصيب من كلماتك، فما الأغنيات التى كتبتها لها؟
كتبت للفنانة شادية ثلاث أغنيات، الاولى أثناء مباحثات الكيلو 101 سنة 1974 بعد العبور بأغنية «بكتب جوابى م السويس علشان حبيبى ف العريش» عبارة عن خطاب من حبيبة لحبيبها الجندى ولحنها محمد على سليمان. والثانية «لو القلوب يا حبيبى ارتاحوا كان يجرى ايه» وكان هناك شركة كاسيت جديدة، وكان مأمون الشناوى المستشار الفنى لها، وطلب منى أن أكتب لها أغنيتين، ولحنهما صديقى الموسيقار خالد الأمير، وبالفعل كتبت له: «لو القلوب» التى غنتها شادية، و«ركبنا على الحصان نتفسح سوا» التى غناها فهد بلان، ولحنهما الأمير، ورغم نجاح الأغنيتين، فقد كان أجرى عنهما 300 جنيه، بينما كان أجر خالد الامير 500 جنيه.
وكانت الأغنية الثالثة «أقوى من الزمان» آخر ألحان عمار الشريعى لشادية، فقد التقيتها فى معهد الموسيقى العربية، وكان عندها بروفة لأغنية أخرى مع صلاح عرام الذى قال لى إن شادية تريد ان تراك بعد البروفة، وكان موجودا عمار الشريعى، وقالت لى إنها عارفة أنك تكتب وطنى كويس، وأنا عايزة غنوة حلوة زى ماتقولش أيه إديتنا مصر، وسأقدم من خلالها عمار الشريعى كملحن، وعندما عدت الى منزلى لم أنم إلا بعد أن كتبت الأغنية.
واتصلت بعمار بعد الواحدة صباحا، فقال لى اوعى تكون اعتذرت عن الأغنية، فقلت له لا ... أنا خلصت، وقرأت عليه الأبيات، فقال نلتقى غدا، والتقيته فى شقته بالجيزة، وكلم شادية تليفونيا وقرأ لها كلمات الأغنية، فأعجبت بها، وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، وأحدثت ضجة، لأنها أغنية مرسلة، بدون كوبليهات، وقبل أن تغنيها شادية طلبت من الجمهور عدم التصفيق خلالها، لأن الأغنية كلها جزء واحد.
كان للفنانة فايزة أحمد نصيب فى كلماتك الغنائية أيضا؟
نعم لقد كتبت لها اوبريت «الله على الشعب أرض الاديان» وشارك فيه 10 مطربين منهم عبدالحليم حافظ وهانى شاكر وعماد عبد الحليم وايمان الطوخى واحمد ابراهيم، وكان يتناول الاديان كلها، وكل مطرب يغنى مقطعا عن قصة نبى أو رسول ممن مروا على مصر، حتى إن البابا شنودة طلب أن يترجم هذا الاوبريت الى جميع اللغات ويذاع فى الخارج، حيث كان يراه أحسن عمل عن الوحدة الوطنية.
عملت العديد من الأوبريتات الغنائية للشئون المعنوية للقوات المسلحة فما هى أهمها؟
قدمت من خلال الشئون المعنوية للقوات المسلحة حوالى خمسة أعمال من أهمها «جسر التنمية» غناء هانى شاكر والحان عمار الشريعى وكلماته كأنها مكتوبة اليوم لمشروع المليون ونصف المليون فدان تقول:
امتد يا جسر التنمية فرع واتمد
على كل الارض المصرية وماتنساش حد
خلينا نشوف الفدادين
فى الصحرا صبحت بساتين
والفرحة تعم الملايين .. حولينا بجد
أيضا اوبريت «النقطة الحصينة»، عن تحطيم خط بارليف، واوبريت «أجمل تحية للوطن» ألحان حلمى بكر، و«البركان» وهو من أهم ماكتبت، ويتناول انتصارات الجيش المصرى من أول الفراعنة حتى نصر أكتوبر، بطولة سميحة ايوب واحمد ماهر، وكانت مدته حوالى ساعتين وشارك فيه 8 الاف جندى وإخراج وليد عونى، الذى سجل زى وأدوات المقاتلين على مر الزمن، ونجح نجاحا كبيرا.
ومن الوطنيات الأخرى التى كتبتها بعيدا عن القوات المسلحة، اوبريت «الجامعة العربية» بمناسبة مرور 50 سنة على انشائها، غناء محمد رشدى ومحمد ثروت والحان صلاح الشرنوبى، وقد كرمنا عصمت عبدالمجيد أمين عام الجامعة العربية أيامها باهدائى درع الجامعة. كما كتبت «نشيد الشرطة» غناء أمين صفر على والمجموعة وتلحين محمد ضياء الدين.
وأيضا كتبت أوبريت «الاعلاميين» بمناسبة عيد التليفزيون بطولة محمد ثروت ومحمد العزبى ونادية مصطفى وغيرهم اخراج شكرى أبو عميرة، من ألحان الموسيقار ميشيل المصرى, الذى لحن لى أيضا أوبريت «قاهرة الزمان» بطولة محمد ثروت وغادة رجب، وأوبريت «التنمية».
هل تعاملت مع شباب المطربين؟
نعم تعاملت مع شباب المطربين، فكانت اول اغنية لعماد عبدالحليم كانت من كلماتى، ومن ألحان محمد على سليمان بعنوان حبك يا نبى الله. ولغادة رجب أغنية «نعم نعم للى يحبك يا مصر» ألحان صلاح الشرنوبى وأيضا كتبت لريهام عبدالحكيم وغيرها من شباب المطربين.
وكيف كانت علاقتك بجيلك من الشعراء وكتاب الاغانى؟
كلنا كنا نحب بعض، وربما هذا ما نفتقده الان، انا أحببت مرسى جميل عزيز من خلال حب عبدالوهاب محمد له، فكان يعتبره أستاذه، ويراه أحسن شاعر من وجهة نظره، كذلك كان حسين السيد يقدرنى جدا، ومأمون الشناوى الذى اختارنى لكتابة اغانى لشركة جديدة هو مستشارها، وهكذا كانت علاقاتنا.
اذا كان عبدالوهاب محمد يعتبر مرسى جميل عزيز استاذه، فمن هو الذى كنت تعتبره أستاذا لك فى كتابة الاغنية؟
أنا أيضا كان استاذى مرسى جميل عزيز، وأيضا مأمون الشناوى. لدرجة أنه فى الاحتفال بذكرى رحيل مرسى جميل عزيز، كان دائما ما يرشحنى ابنه مجدى للحديث عن والده فى وسائل الاعلام المختلفة. وكنت على علاقة به الى ان توفاه الله.
رغم أن بدايتك كانت فى كتابة الأغنية العاطفية، إلا أن الوطنيات هى التى لمعت فى أغانيك أكثر، فلماذا؟
كلنا كنا نعطى الأولوية للاغنية الوطنية، الشعراء والملحنون والمطربون، وأيضا الإذاعة المصرية، لأن حب الوطن كان يسيطر على كل أفكارنا أكثر من الحب الشخصى أو العاطفى.
الأغنية القديمة كانت تكتب وتلحن وتجرى لها البروفات، فكانت تأخذ وقتا طويلا، فكم كانت تحتاج من وقت حتى تخرج الى النور؟
الوطنيات كانت تخرج بسرعة، لأنها كانت تعبر عن حدث او موقف، لا يحتمل التأخير، فانا كتبت اقوى من الزمان فى 24 ساعة، والملحن متحمس والمطربة تفرغ لها، فأغنية مامقولش ايه إديتنا مصر كتبتها فى نصف ساعة، وأخذت الاغنية من كلمة للرئيس السادات اثناء خطابه فى مجلس الشعب، عندما قال ماحدش يسألنى انا خدت ايه من مصر، إحنا نسأل نفسنا ها ندى ايه لمصر، فكتبتها وذهبت لحلمى بكر ورغم انه كان مريضا ودرجة حرارته 40 لم يمنعه ذلك من تلحينها على العود، واذا بالفنانة عليا التونسية تدخل علينا، ووجدت حلمى بكر يردد اللحن، فاعجبت بالكلام واللحن، وكانت تتمنى أن تغنى لمصر، وطلبت أن تغنى هذه الأغنية، وكأن القدر يلعب لعبته، جاء فى نفس الليلة محمد سالم كبير مخرجى المنوعات بالتليفزيون المصرى، فحجز لى استوديو 46، وتم تسجيل الاغنية سجلت اثناء العبور، أخذ محمد سالم لقطات لأبطالنا وهم يعبرون قناة السويس، ومزجها مع صوت عليا، ونجحت الأغنية نجاحا كبيرا جدا.
تأثير الصحافة عليك كشاعر غنائى، هل كان تأثيرا سلبيا ام ايجابيا؟
افادتنى لاننى كنت من خلالها اعيش الاحداث، ولكنها أضرتنى لأننى لم أكن متفرغا للكتابة، فكان العمل الصحفى هو الذى يكفل لى دخلا ثابتا، لأن كثيرا من الاغانى وخاصة الوطنية كانت كلها مجانا لا نتقاضى عليها أيه مبالغ نقدية، ولم نكن نبحث عن الفلوس، لأن مجرد ان يخرج لك أغنية للنور، كأنك حصلت على جائزة الدولة، فلم يكن من المعقول أن من يكتب للوطن أن يطالب بمقابل لما يكتب.
أين أنت الآن من كتابة الأغانى؟ هل توقفت؟
أبدا أنا أكتب الآن، وكتبت عن قناة السويس الجديدة، عدة أغنيات، ولكن مطربو الأجيال الجديدة غير متحمسين للأجيال القديمة، وأغلب الملحنين الذين كنت أتعامل معهم رحلوا، فأنا أكتب لمزاجى الخاص، وأجمع اشعارى الآن لأنشرها فى ديوان شعرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.