يحمل حرص بابا الفاتيكان على زيارة مصر فى هذا الوقت آلاف الرسائل التى ليتنا جميعا نستوعبها، مسلمين قبل المسيحيين، وعلى رأسها أن الأديان كلها من عند الله عز وجل، ولا يمكن أن نتصور أن أى دين أنزله الله يحض على الكراهية أو إلغاء الآخر أوالسعى لإيذاء مخلوقاته، فالحب والسلام والرحمة هى الهدف الأسمى لكل الأديان. ولعل الرسالة الثانية هى أن مصر كانت وسوف تظل أرضا للمحبة والتعايش بين أبنائها كلهم وليست كما يحاول الأشرار الترويج له بأنها أرض للتطرف والتعصب والتشدد. رسالة ثالثة يستهدفها البابا فرانسيس هى أن الدعوة إلى التعايش بين الأديان يجب ألا تبقى أبدا مجرد شعار نردده دون إيمان به أو اقتناع، وإذا كانت البشرية منذ بدء الخليقة تحتاج إلى سماحة الأديان وتسامحها فإنها هذه الأيام تحديدا فى أمس الحاجة إلى هذا التعايش، نظرا لارتفاع وتيرة العنف والإرهاب والبغضاء فى أماكن كثيرة من العالم. لقاء البابا فرانسيس مع علماء الأزهر الشريف سوف يمثل بالتأكيد لحظة فارقة فى تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية، لأنه ببساطة سيقول للجميع إن المشكلة ليست أبدا فى الأديان، بل فى النفوس الضعيفة التى آن الأوان لإصلاحها وتقويمها. لمزيد من مقالات رأى الاهرام