◙ كابيلا يشيد بالسياسة الخارجية المصرية ويدعو السيسى لزيارة كينشاسا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر والكونجو الديمقراطية تسعيان لتحقيق التنمية الاقتصادية اعتماداً على ما يتوفر لهما من إمكانات مادية وبشرية، كما أنهما تتقاسمان ذات المواقف والرؤى إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يمثل حافزاً للعمل معاً على دفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بحيث تعكس ما يجمع الدولتين والشعبين من علاقات وروابط وثيقة. جاءت تصريحات الرئيس فى كلمته التى ألقاها خلال المؤتمر الصحفى مع رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا عقب جلسة مباحثات موسعة. ونقل الرئيس السيسي، خلال كلمته، اعتزاز الشعب المصرى بالعلاقات التاريخية المتميزة التى تربطه بالشعب الكونجولى الشقيق على مدار عقود، والتى تقوم على تحقيق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والقارة الافريقية. وأضاف الرئيس أن جلسة المباحثات شهدت مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، والارتقاء بحجم التبادل التجارى وتشجيع المشروعات المشتركة فى القطاعات الاقتصادية المختلفة، ومنها على سبيل المثال تفعيل التعاون بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووكالة تطوير سد "إنجا" بناء على مذكرة التفاهم الموقعة فى هذا الشأن، فضلاً عن تنفيذ مشروع إنشاء محطتين للطاقة الشمسية بقدرة 4 ميجاوات فى كينشاسا. وأكد الرئيس السيسى ان مصر ستواصل تقديم الدعم الفنى للكونجو الديمقراطية فى عدة مجالات ومنها على سبيل المثال برامج بناء وتنمية القدرات التى توفرها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى عدد من المجالات المتخصصة. وأوضح الرئيس أنه أكد للرئيس كابيلا خلال المباحثات دعم مصر جهود تحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة فى جمهورية الكونجو الديمقراطية الشقيقة، ووقوفها إلى جانبها فى التحديات التى تواجهها من خلال عدة إجراءات منها مشاركة قوات مصرية فى بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار فى الكونجو الديمقراطية، بهدف دعم جهود الأممالمتحدة المساندة للجيش الكونجولى فى مواجهة الحركات المسلحة فى منطقة شرق الكونجو، وذلك فى إطار موقف مصر الثابت باحترام سيادة الكونجو الديمقراطية على كامل أراضيها، ورفض التدخل فى شئونها الداخلية. وأشار الرئيس إلى أنه أوضح أيضا للرئيس كابيلا قناعة مصر بأهمية قيام المجتمع الدولى بدعم جهود مواجهة تلك الجماعات، ووضع آليات فعالة لوضع حد للاستغلال غير القانونى للموارد الطبيعية فى الكونجو الديمقراطية بما يحفظ حق الشعب الكونجولى الشقيق. وأكد الرئيس أن مصر طالما حرصت على التواصل مع أشقائها من الدول الأفريقية والتنسيق معهم فى مختلف المجالات، وفى ظل سعى الدولتين وكافة دول القارة وتطلعهم لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار، مؤكدا أن مصر ستظل على عهدها وستبذل أقصى ما فى وسعها لتعزيز التعاون المشترك مع دولتكم الشقيقة ومختلف دول القارة لتخطو الدولتان معاً على درب النجاح والتقدم، ولكى تحظى شعوب الدولتين والقارة بما تستحقه من حياة كريمة آمنة. وفى نهاية كلمته أكد الرئيس تطلعه لمزيد من التواصل مع رئيس كونغو الديمقراطية مستقبلاً، بما يعزز من التعاون بين البلدين على كافة المستويات. ومن جانبه ، توجه رئيس كونغو الديمقراطية بالشكر لحفاوة الاستقبال ، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تعتبر علاقات أخوية يمتد تاريخها لسنوات طويلة. وأضاف أن زيارته لمصر التى تعد الثالثة تأتى فى إطار تعزيز علاقات التعاون فى العديد من المجالات أبرزها التعاون فى مجالات الطاقة والدفاع والأمن والدبلوماسية. وفيما يخص مجال الدبلوماسية، أشاد الرئيس كابيلا بالسياسة الخارجية المصرية ومبدأها الثابت الذى تعلنه دائما فى المحافل الدولية بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخري، مؤكدا أن مصر كانت دائما بجانب الكونغو الديمقراطية للدفاع عن هذا المبدأ سواء على المستوى الدولى أو الإفريقى ، معربا عن تمنياته باستمرار التعاون بين البلدين. وأوضح الرئيس جوزيف كابيلا أنه ركز خلال المباحثات مع الرئيس السيسى على أمرين، تمثل الأمر الأول فى تعزيز سبل التعاون بين البلدين ، أما الأمر الثانى فيتعلق بالتعاون فى تأسيس مشروعات جديدة داخل الكونغو الديمقراطية ، مشيرا إلى أن أحد أهم الأهداف التى تنشدها دولته هى تحقيق التنمية المنشودة ، داعيا المستثمرين فى مصر للاستثمار فى الكونغو الديمقراطية. ووجه الرئيس جوزيف كابيلا ، فى نهاية كلمته، الدعوة للرئيس السيسى لزيارة الكونغو الديمقراطية بهدف دعم وتعزيز العلاقات بشكل أكبر، وهو ما رحب به الرئيس السيسى مؤكدا تلبية الدعوة فى أقرب فرصة.