حاوِلْ أن تجد منطقاً عاقلاً يقبل الاعتراض على تطوير الجيش المصرى بأحدث الأسلحة، وآخرها الغوّاصات الألمانية وقبلها حاملة الطائرات والطائرات الفرنسية، وقولهم إن هذا تبديد للمال العام لأن هنالك معاهدة سلام مع إسرائيل وإن الجبهة الشرقية صارت آمنة من خطر إسرائيل، وإنه كان يجب، هكذا يقولون، أن يترتب على المعاهدة تخفيض للإنفاق العسكرى واستغلال الموارد المتاحة فى الإنفاق المدنى وحل مشاكل المواطنين من كذا وكذا..إلخ دَعْ عنك أنهم لا يجدون رابطة بين رفع كفاءة القوات المسلحة وتحقيق مصلحة المواطنين، ولا أن هناك إرهاباً وإرهابيين يستخدمون أسلحة كانت محصورة قبل سنوات قليلة فى يد الدول، ولم تتحصل عليها عصابات فى التاريخ، وأن الإرهابيين لا يتورعون عن إيقاع قتلى من المدنيين وهم يصوبون ضرباتهم ضد الجيش والشرطة. كما يغفل المعترضون كذلك عن أن القوى العظمي، بكل ترساناتها الحامية الرادعة، لا تتوقف عن الإنفاق بسخاء على تطوير جيوشها. كما أن معترضينا لا يرون أن القضاء على الجيوش فى دول الجوار كان هو الثغرة التى منها تمكن مخربو الداخل والخارج من تدمير هذه البلاد وتشكيل أكبر معاناة لهذه الشعوب, وأكبر تهديد لمستقبلهم بعد تحطيم أدنى آمالهم فى الحياة قبل الكلام عن العيش الكريم. ولا يتابع هؤلاء مخاوف إسرائيل المعلنة من عقد هذه الصفقات..إلخ! ولا تحاول أن تُذكِّر القائلين بالإنجاز العظيم للجيش المصرى فى إنقاذ مصر وشعبها من كارثة حكم الإخوان، لأن من هؤلاء من لا يزال يلغو عن أن إنفاذ الإرادة الشعبية، التى هى أصل الديمقراطية، كان عدواناً على التجربة الديمقراطية! أنظر فقط إلى الجسارة فى الإفتاء بلا فهم فى قضايا شديدة الخطورة، أو على الأقل هى قضايا معقدة بما كان يلزم على القائل أن يتحلَّى بفضيلة التريث والسعى للمعرفة وللفهم قبل التهور بالحكم القاطع. وبرغم كل هذا، فليس من المصلحة العامة منع هؤلاء من التعبير عن شططهم ودعواتهم الصبيانية، ما دام أنهم لا يستخدمون العنف ولا يُحرِّضون عليه. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب