هل الإمكانيات المادية والفنية يمكن أن تكون عائقا أمام تنمية المواهب؟ إجابة السؤال نجدها فى انتشار كم كبير من المبدعين الشباب، أغلبهم من الأقاليم، بعيدون عن أماكن تبنى المواهب الحكومية أو المجتمع المدني، ولكن اعتمادا على إرادتهم وإبداعهم تمكنوا من تسخير ثورة التكنولوجيا فى الحصول على التدريب والتأهيل .. فى هذه السطور نقدم نماذج ناجحة من هؤلاء المبدعين فى مجال الفن التشكيلى . اصغر رسام بورتريه احمد مكاوى 16سنة فى الصف الأول الثانوى، من محافظة الإسكندرية، يعتبر من اصغر رسامى البورتريه، مشواره مع الرسم بدأ فى التاسعة من عمره، عندما رسم للمرة الأولى ولم تعجبه النتيجة، فقرر أن يتحدى نفسه وبدأ مشاهدة فيديوهات تعليم الرسم على اليوتيوب، ليدرب نفسه على خطوات وأسس الرسم، واحدث التقنيات المستخدمة. ظل لمدة أربع سنوات فى التدريب، حتى أصبح له أسلوبه وتقنياته الخاصة، ورسم أول بورتريه بالقلم الرصاص للفنان احمد حلمى، وقام بوضعه على الفيسبوك، وفوجئ انه حاز على إعجاب الكثيرين، بعدها رسم العديد من الشخصيات والفنانين منهم الزعيم عادل إمام الذى وضع الرسم على صفحته الخاصة، كما رسم أكثر من عشر بورتريهات للفنان احمد حلمى الذى دعم مكاوى واتصل به وشجعه، ووضع لوحاته على صفحته، ثم بدأ الرسم بالجاف، كما رسم بورتريه بالألوان للفنان محمد منير. يقول احمد مكاوى: يرجع الفضل فى تنمية موهبتى إلى شقيقى الأكبر محمد، الذى شجعنى على تعلم الرسم، وكان دائما يدفعنى إلى مواصلتة، كما أنى لن أنسى مدرسة الرسم التى قالت لى يوما أنى سأصبح فنان كبير بالرغم من أنى فى مدرسة حكومية ليس بها اى اهتمام أو دعم للفنون، كما سأظل أتذكر مدرس الرسم الذى ضربنى وأنا فى الصف الرابع الابتدائى عندما نسيت أدوات الرسم، ويضيف احمد أتمنى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة وأصبح فنان كبير لى معارض فى جميع أنحاء العالم وارفع اسم بلدى عاليا. فنان الفيكتورارت محمد السمرى 15 سنة، فى الصف الثالث الاعدادى، من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، بدأ منذ عام فى تعلم فن جديد، ظهر مؤخرا يسمى فيكتور أرت، من الفنون الرقمية التى تعتمد على برامج الكمبيوتر، مثل الفوتوشوب باستخدام أداة القلم. ويحتاج هذا النوع من الفن إلى مهارة عالية، ووقتا طويلا لعمل اى رسم. يقول السمرى: فى مدينتى لا يوجد احد على دراية بفن الفيكتورارت، لذا اعتمدت على نفسى فى التعلم، مستخدما شبكة الانترنت، مع التواصل الكترونيا مع عدد من الفنانين البارعين فى هذا الفن، إلى أن تمكنت منه، وقمت بعمل الكثير من الأعمال لعدد من الشخصيات ومنهم اللاعب محمد صلاح والفنان محمد رمضان الذى وضع رسمتى على صفحته الشخصية، كما قمت برسم عدد من الشخصيات المختلفة. واشتركت فى عدد من المسابقات التى تقام على مواقع التواصل الاجتماعى وكنت احصل دائما على المركز الثانى او الثالث، وقد شاهد احد الأشخاص اعمالى وأعجب بها وطلب منى عمل بوسترات للأفراح، مقابل مبلغ مالى بسيط وهذا يعتبر دافع لى لتحسين مستواى والتدريب أكثر، ويضيف محمد اطمح فى أن أصبح من اشهر رسامى الفيكتور ارت فى مصر والعالم.