رغم أنف الإرهاب الأسود الذي يتحدي الفطرة الإنسانية والذوق الرفيع ودور العبادة ،يواصل «الأهرام» دوره الحضارى بمعرض للفنون التشكيلية الذى تنظمه مجلة نصف الدنيا تحت عنوان «هى أصل الحياة» فقد خلق الله حواء من ضلع آدم و خلق بقية بني البشر من رحمها والعلم الحديث يؤكد أن المرأة هي أصل الحياة فالجنين عندما يتكون يكون أنثى ويتحول البعض الي ذكور بفضل مادة النتروجين ، تلك المعلومة الطبية الهامة والتي كشفها الدكتور أحمد عكاشة ، كانت وراء اختيار مجلة نصف الدنيا عبارة «المرأة أصل الحياة» كشعار للفاعليات التي ستعقدها خلال عام 2017 والذي اعلنه الرئيس السيسي عاما للمرأةوذلك من مهرجانات فنية وغيرها من الفاعليات واستهلتها بهذا المعرض لإبداعات المرأة في مجال الفن التشكيلي والذي شاركت فيه 16 فنانة من فنانات مصر، وقام بافتتاحه الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن واحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام وأمل فوزي رئيس تحرير نصف الدنيا وذلك .بقاعة الأهرام للفن, حيث شاركت الفنانات التشكيليات الست عشرة واللاتي يعتبرن من نجمات الحركة التشكيلية المصرية بحوالي خمسين عملا فنيا بخامات مختلفة وليمثلن أجيالا ومدارس فنية متنوعة ومختلفة , تعالوا معي لنتجول بينهن. شاركت الفنانة «زينب السجيني» بأربع لوحات حرصت من خلالها علي أن تكون المرأة هي محور أعمالها في عالم شديد الخصوصية يفيض بمشاعر الطفولة والأمومة التي تنساب كموج النيل وتتوج في نبل و صفاء بلغة تشكيلية جديدة تتميز بالبراءة التعبيرية وبساطة الفطرة وبلاغة التشكيل وعمق التعبير. أما الفنانة «رباب نمر» فالشكل الإنساني عندها يتحرك ويتفاعل لخدمة مضمون خفي لا يجوز ترجمته أو تفسير دوافعه خارج كيان العمل ذاته. ونرى أعمال الراحلة «مريم عبدالعليم» رائدة من رواد فن الحفر , صاحبة تصميمات مطبوعة مميزة وكان لها دور كبير في إحداث ثورة فنية في الإسكندرية في نهاية الخمسينات والستينات. بينما نشاهد أعمال الفنانة نازلي مدكور التي تقع ما بين التشخيص والتجريد من خلال استلهام تراثنا الثقافى والحضاري الفريد، فنجدها دائمة البحث عما تكتنزه الخامات الفنية من إمكانيات لتوليد المعاني واستجلاء الأشكال المتوارية . ثم تأخذنا الفنانة «زينب سالم» بثلاث قطع لها بالتعبير عن القارات والشعوب المختلفة وكيفية التعايش بين أجناس البشر. وفي أعمال الفنانة « صفية القباني» نرى تناولا جديدا لفكرة البيوت المصرية والبشر الراغبين في العيش في سلام لتشكل منظومة بصرية متناغمة . وفي حين تهتم المبدعة «هند عدنان» باختيار أوضاع نسائها اللتي تعيد إليهن الأنوثة التائهة داخل طبقات الألوان. تطالعنا الفنانة «أماني زهران»بمجموعة أعمال تعبر عن الحارة المصرية بمفرداتها من خلال الغوص في أعماق الشخصية المصرية البسيطة المتمثلة في بائع العرقسوس وصانع الخيامية وصبي القهوة ضئيل الحجم وسط بنايات شارع المعز العتيقة في تباين لوني خطي ومساحات متضادة بين الضوء والظل . وتقدم الفنانة «فيروز سمير» بطلا مختلفا في لوحاتها وهو» غاب الريح» أو كما يطلق عليه الهيش ..الذي طالما ما لفت نظرها لوجوده في البيئة المصرية على شاطئ النيل. أما الفنانة « ميرفت شاذلي» فقد سعت إلى الانتقال بالتعبير من مجرد النزاع بين الواقعية والأكاديمية إلى خلق أعمال بتوافق بين الشكل والمضمون ، وفي نفس السياق عبرت الفنانة « أحلام فكري» عن ذات المرأة من خلال فكرة الآخر غير الموجود حين زارت الفنانة «عواطف صلاح» سجن النساء لتجميل حوائطه أثناء ورشة عمل- أحست وقتها أن القيود ليست في القضبان إنما في المجتمع، وقدمت الفنانة «شيرين البارودي» مجموعة من أعمالها في مزيج ثقافي يربط بين شغفها بالخرائط والرموز الثقافية. وقدمت الفنانة « نيفين فرغلي» أربعة أعمال نحت من الحديد تحمل رغم قسوة الخامة طاقة هائلة من البساطة والإنسانية، الأطفال ، الطيور. وأخيرا الفنانة ليلى هندي باراجوير قدمت مجموعة من الوجوة النسائية المختلفة بملامح يغلب عليها الطابع المكسيكي المتسم بقوة الملامح ووضوحها الحاد. ايضا وكعادة نصف الدنيا ، حرثت المجلة علي مشاركة ذوي الاحتياحات الخاصة حيث شارك في المعرض فنانتان وهما آية محمد وحنان البارودي واللتان جذبت اعمالهما انتباه الحاضرين التى تكشف للحضور أنها تجيد لغة الصم والبكم حيث فهمت شرح الفنانة وتجاوبت معها بلغة الإشارات.