قبل إبداء الخلاف مع بعض المعانى التى قالها فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ينبغى الإشادة بالجانب الطيب من كلامه الذى نشرته بعض الصحف، وقال فيه: «إن الإرهاب الغاشم الذى يستهدف بلادنا يجب علينا جميعاً أن نتكاتف ضده لاقتلاع جذوره، لأن حماية الكنائس واجبة علينا كحماية المساجد». وهو كلام ينبغى أن يجرى تعميمه فى المساجد التى تتبع وزارة الأوقاف، خاصة بعد أن صار فى باب العلم العام أن كثيراً من منابر وميكرفونات هذه المساجد قد تحولت إلى قواعد لانطلاق أفكار التطرف، وهذا هو بالضبط مثار أول خلاف مع كلام فضيلة الدكتور، لأن الوزارة لا تزال تسمح لبعض غير المؤهلين بارتقاء المنابر وإشاعة أفكارهم الخطيرة التى أقل أعراضها خطراً عدم إجازتهم تهنئة الأقباط فى أعيادهم، والمثير للتساؤل أن هناك قرارات وزارية قيل إنها صدرت تحديداً لمنع بعض هؤلاء المعروفين بالاسم، ثم، ولأسباب غير مفهومة، جرى استثناء عدد مِمَن صدرت القرارات بهدف منعهم! وأما الخلاف الثانى مع فضيلة الدكتور، فكان فى عبارة «إن من يقوم بالتفجيرات لا دين لهم ولا ملة، غير أنهم من أتباع الضلال والهوى مثل فرعون وأعوانه»! والخلاف، لعدة اعتبارات منها استخدامه سلاح التكفير المُدمِّر للمجتمع، حتى إذا كان ضد التكفيريين. وثانياً، لأنه ينفى عنهم الانتماء إلى الإسلام، فى حين أنهم يرددون أفكاراً مما يقال على المنابر من فئة مشايخ التطرف. وثالثاً، لهذا الكلام الغريب عن فرعون وأعوانه، وكأن مصر لا تمتلئ فى طول الوادى والصحارى بمعابد فرعونية تؤكد عمق التدين لدى الفراعنة والتزامهم بالعبادة والصلاة! فهل يوصم بالضلال من عاشوا قبل الإسلام بآلاف السنين. من الواضح أن الهوة لا تزال كبيرة بين دعوات الرئيس السيسى، التى وصلت إلى المطالبة بإحداث ثورة دينية، وبين التوجهات المتجلية على الأرض، حيث يبدو داء التكفير أفدح مما كان يظهر على السطح، حتى إنه طال الفراعنة، وفى نفس الوقت يبارك المُكفّرون إيمان داعش لأن رجاله نطقوا بالشهادتين! [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب