أعلن كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهورى المعارض فى تركيا أن انقلاب يوليو الفائت فى بلاده كان «تحت السيطرة» منذ لحظة حدوثه الأولي، وأن الدولة كانت على معلومية به عند وقوعه، وقد ذكر كمال كليجدار أوغلو ذلك بينما بادر إلى تأييد النظام عن وقوع الانتخاب إلا أنه كان يرفض تعزيز سلطات أردوغان عبر استفتاء يحول النظام فى تركيا من برلمانى إلى رئاسي. والحقيقة أن كلام كليجدار يوحى بأن أردوغان حجب عنه مكسبا حقيقيا فى مقابل موقفه وقت حدوث انقلاب يوليو المنقضي، كما يوحى بأن النخبة التركية كلها نخبة فاسدة سواء كانت معارضة أو موالاة، إذ لا معنى لهذا التحول فى موقف الزعيم المعارض إلا إذا كان جزءا من المؤامرة. الحقيقة هى أن المعارضة فى تركيا تتلخص فى حزب الشعوب الديمقراطى وزعيمه أحمد دميرطاش الذى راح أردوغان يستهدفه بعد الانقلاب وهو حزب كردى يؤكد التقصد العرقى تجاه الأكراد أما غير ذلك من نخب المعارضة فهو فاسد تماما وجزء من لعبة الحكم وكيل حزب الشعوب الكردى اعتقل مع نواب من الحزب ويعطينا إحساسا بأن أردوغان المخبول يود مطاردته ضمن حملة الاعتقالات التى وجد الانقلاب فرصة لبدئها فى أوساط القضاة والمدرسين والإعلاميين. لو كان حزب أحمد كليجدار أوغلو «حزب الشعوب الديمقراطي» لصمد فى مواجهة حزب التنمية والعدالة والحفاظ على مبادئ الجمهورية وأولها علمانية أتاتورك.. هذه العلمانية هى الجديرة بالدفاع عنها وهى جزء أساسى من ثقافة الجمهورية التركية والمفترض أن تكون أساسا للجدل أو للصراع السياسى فى تركيا فنرى علمانيين فى مواجهة إسلاميين لا أن نرى إسلاميين يطاردون الأكراد وأحزاباً تدعى العلمانية تتواطأ من أجل تعزيز مكسبها فى مواجهة أردوغان. حزب الشعوب الديمقراطى لكليجدار أوغلو خان الأمانة فى مواجهة أردوغان وحزب الشعوب الكردى لدميرطاش أوغلو صمد فى مواجهة أردوغان، وفى هذا تحويل للصراع السياسى من «سياسي» إلى «عرقى»، والصراع العرقى لا يبنى أسس مواجهة سياسية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;