برهة من الزمن كانت فاصلة بين الفرح والحزن ، الزغاريد والصراخ ، الاحتفال ونصب خيمة المأتم ، وكالعادة المتهم الطريق السيئ الضيق أو السائق المتهور . حادثة بشعة عاشها أهل قرية الدراكسة مركز دكرنس وهم يتفرجون علي انقلاب سيارة عريس وعروسة وسائق السيارة وصديقة العروسة في مياه البحر الصغير علي طريق دكرنس منية النصر ، ووصولها إلي القاع في دقائق معدودة ، وبدلا من تلقي التهاني تبادل الجميع التعازي والصمت والذهول ، وبقيت الصالة والأنغام والفرقة التي كانت بانتظارهم فارغة تعزف لحن الموت الحزين. توجه العريس إلي الكوافير ليأخذ العروس ثم اتجها إلي الاستوديو لالتقاط الصور التذكارية، ولم يعلما أنها كانت صور الوداع التي ستكون ذكري للأهل بعد الوفاة. محمد عبدالحميد سلامة شاب مكافح عاد من غربة لعدة سنوات حتي يتوج سعادته مع من اختارها قلبه ويعشقها من أربع سنوات لكن القدر كانت له الكلمة الفصل ويصبح محمد وعروسه آية السيد عطا في جنان الخلد بفستان أبيض وبدلة سمراء تعكسان الوضوح الأبدي محمولين في نعشيهما بدلا من العودة إلي شقة الزوجية. وكشفت تحريات المباحث، أن سائق السيارة هو ابن عم العريس، وكان يقود في تمايل ناحية اليمين واليسار، ما أدي لاختلال عجلة القيادة من يده ناحية اليمين ونظرا لضيق الطريق كونه اتجاها واحدا وعدم وجود سور فقد سقطت السيارة في النيل وسط حالة من ذهول راكبي السيارات الأخري بالزفة والذين حاولوا انقاذ العروسين ورفاقهما إلا أن السيارة غاصت بركابها في البحر الصغير . انتقلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري بقيادة العميد مروان عبد العاطي مدير الإدارة، والرائد أحمد السادات رئيس مباحث المركز، إلي مكان الحادث، وتمكنت من انتشال الجثث .