بغض النظر عن النتائج المهمة للقمة المصرية- الأمريكية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى ودونالد ترامب، والتى تراوحت ما بين السياسية والاقتصادية بما يصب فى مصلحة البلدين الإستراتيجية، إلا أنه ثمة لقاء لا يقل أهمية عقده الرئيس السيسي، وربما نطلق عليه «لقاء الأهل»، وقد اعتاد الرئيس فى سفرياته العربية والدولية الالتقاء مع أبناء الجالية المصرية ليكون التواصل مستمرا بينهم وبين الوطن. وكعادته، اطلع الرئيس السيسى أبناء الجالية على أحوال مصر وطمأنهم على مستقبلها ومستقبلهم، وكان الحديث شاملا، إذ ركز على الوضع الاقتصادي، وهو ما يؤرق كل مغترب، ولكن بمجرد أن يشرح أكبر مسئول فى الدولة طبيعة الأوضاع الاقتصادية يشعر الجميع بالاطمئنان. لم يفرط الرئيس فى التفاؤل، نظرا لطبيعة الاقتصاد المصرى الذى يمر بأزمة، ولكن الأهم هو التطرق إلى طبيعة هذه الأزمة وكيفية الخروج منها وتجاوزها، وليس الركون لأسبابها.. فعلى سبيل المثال، تطرق لقاء الرئيس والجالية المصرية فى الولاياتالمتحدة، الى القرارات الاقتصادية الخاصة بتحرير سعر الصرف، فرغم صعوبة هذه القرارات على صانع القرار، إلا أنها صبت فى المصلحة العامة وإصلاح مسار الاقتصاد بما يرسى أساسا حقيقيا للتنمية الشاملة والمستدامة. العنوان الرئيسى لمثل هذه اللقاءات يحمل معنى واحدا هو «الصراحة»، فمع إقرار الرئيس بصعوبة الأوضاع الحالية وقلة الموارد، إلا أنه سرعان، ما يطلع ممثلى الجالية على التقدم الذى تم إحرازه بما يدعو للتفاؤل، ناهيك عن حجم الإنجاز الذى تحقق فى البنية الأساسية فى مجالات الشبكة القومية للطرق والكهرباء والغاز وغيرها من المشروعات القومية. وإذا تركنا الاقتصاد فثمة قضية بالغة الأهمية تحدث عنها الرئيس مع الجالية، وتستحق الكثير من النقاش المعمق نظرا لخطورتها..ومبعث الخطورة هنا ما إذا كان أبناؤنا فى الخارج يستقون أخبارهم ومعلوماتهم من مصادر غير أمينة أو موثقة. هذه القضية تتعلق بما تتعرض له من إرهاب غاشم، يقف وراءه العديد من القوى المحلية والأجنبية، وهدفها الخبيث هو النيل من استقرار وأمن هذا الوطن. ونختم بما أثلج قلوب أبناء الجالية حقا، عندما أكد لهم الرئيس حرص مصر على تحقيق المساواة الكاملة بين جميع مواطنيها وعدم التمييز على أساس دينى أو غيره. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;