هذا تصريح لا يصدر عن رجل دولة، وهو يؤكد أن من تحدث به مخبول. هو كلام لرجب طيب أردوغان الرئيس التركى موجها للأوروبيين فى إطار السعى إلى مزيد من «تأزيم» الأزمة بينه وأوروبا التى شملت بلغاريا بعد ألمانيا وهولندا حيث اتهمت صوفيا الأتراك بالتأثير فى الانتخابات البلغارية المقبلة. وبصرف النظر عن التوافق الكارثى بين تصريح أردوغان وحادث لندن الذى قام به رجل يُدعى خالد مسعود من برمنجهام، وبصرف النظر حتى بين تصريح أردوغان وإعلان داعش مسئوليتها عن حادث لندن، فإن مجرد تصريح رئيس دولة بأن مواطنى دول أخرى لن يتمكنوا من السير فى الشوارع بأمان حتى لو كان فى إطار التصعيد الكلامى والملاسنات بين الأطراف فهو مصيبة حقيقية لأنه يجعل الذهن ينصرف إلى افتراض مسئولية أردوغان عن أى حادث عنيف بتلك الدول، ويدمغ على نحو كئيب صورة الإسلام والمسلمين ويصيبها بمزيد من التدهور فى نظر العالم كله.. ولكن هناك خطأ منهجيا فى الموضوع كله ناجما عن عدم تسجيل جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية فى كل دول العالم، فهذا التسجيل يعنى الفصل بين الإسلام والمسلمين وما يمثله أردوغان الحاكم باسم حزب «التنمية والعدالة» كأحد أفرع الإخوان المسلمين. ينبغى على دول العالم جميعا الاعتراف بالطبيعة الإرهابية للإخوان المسلمين، حتى لا تُحسب التصرفات والكلمات المخبولة للرئيس التركى المخبول أو غيره على الإسلام. الإخوان المسلمين جمعية إرهابية سياسية، وبصرف النظر عما توصل إليه الجدل فى الولاياتالمتحدة حول اعتبارها إرهابية من عدمه، فإن التهديد الذى يمثله الإخوان والذين وصفهم ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى بأنهم بوق للإسلام المتطرف هو تهديد كبير يواجه العالم بأسره وأول خطوة فى مواجهته هى الفصل بين الإخوان والإسلام عبر اعتبار الإخوان جماعة إرهابية وأسبابه أنها عنصر «أجنبي».. «يخطط لأعمال إرهابية وينفذها».. «ويكون ذلك من شأنه الإضرار بمواطنى البلاد» وذلك وفقا للقانون الأمريكي. اعتبار الإخوان جماعة إرهابية هو الذى سيحمى دول العالم من ضربات التطرف، كما سيحمينا ويحمى الإسلام من تصريحات أردوغان المخبول. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع