فى كل مكان فى مصر الآن تجد الشباب السورى يعمل فى كل شىء فى المطاعم والخدمات والمرافق..عندى صديق كان يجرى بعض الأعمال فى شقته فى التجمع الخامس واتفق مع فريق من العمال المصريين وقدم لهم كل التسهيلات ودفع لهم مقدم الأتعاب وفجأة وبلا مقدمات تركوا له كل شىء وانقطعوا عن العمل..وبعد أن أصابه اليأس منهم أرشده صديق آخر بأن هناك فريقا من العمال السوريين فذهب إليهم وبدأوا العمل وانهوا كل شئ بدقة كاملة وبنصف التكاليف خلال أسبوع واحد.. وقال صديقى كانوا على مستوى جيد من العمل والأداء والالتزام..هذه حكاية..فى مصر الآن أعداد كبيرة من الصينيين يعملون فى كل شىء فى الخدمات والمطاعم والمحلات التجارية وأسعارهم فى سوق العمالة ضئيلة جدا هذا بجانب أن السلع الصينية توجد الآن فى كل مكان ابتداء بالملابس ولعب الأطفال والأقمشة والثوم والبصل والفراولة والتفاح الصينى حتى وصل الأمر إلى "المنبار" الصينى وهو سلعة مصرية عريقة ولنا أن نتصور أن يذهب الثوم الصينى إلى أعماق الريف المصرى ويشتريه الفلاح مع أن الثوم المصرى كان بندا ثابتا فى الصادرات المصرية لكل أسواق العالم..إن هناك مجموعة من الحقائق يجب أن نعرفها، أن القطن المصرى لم يعد كما كان فى الأسواق العالمية وان الأرز المصرى تراجع إنتاجه وأننا نستورد الآن الأرز من الهند ونستورد القطن من إسرائيل ونستورد السكر من كل بلاد الدنيا وهذا يعنى أننا شعب لا يريد أن يعمل ولا يريد أن ينتج واكتفى بالشكوى..كان العامل المصرى فى يوم من الأيام هو ثروة مصر الحقيقية وكان الإنتاج المصرى يكفى الاستهلاك والتصدير وكانت السلع المصرية تتمتع بسمعة دولية فى كل مكان..إننا الآن نستورد القطن والأرز والسكر ونستورد البشر الذين يعملون فى المحلات والخدمات بينما يجلس شبابنا بالملايين على المقاهى وأرصفة الشوارع، ولا حل لنا غير الصناعات الصغيرة وبدلا من أن تتكدس الأموال فى البنوك ونكتفى بمضاربات البورصة والدولار افتحوا المجال أمام الشباب والصناعات الصغيرة هى المستقبل الأفضل ولا بديل لنا عنها. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة