وظائف وزارة الزراعة 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    الدفاع الروسية تعلن القضاء على 9565 جنديا أوكرانيا خلال أسبوع    حكومة غزة: الرصيف الأمريكي لن يلبي حاجتنا وسيعطي فرصة لتمديد الحرب    كوريا الجنوبية تتهم بيونج يانج بزرع الألغام في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين    إعلام أمريكي: موقف أوكرانيا أصبح أكثر خطورة    الأزمات تطارد لابورتا.. برشلونة مهدد بدفع 20 مليون يورو بسبب تشافي    الوصل يكتسح النصر برباعية ويتوج بكأس الامارات سنة 2024    حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى 2024 ومواعيد التالجو    فيديو.. أحمد السقا: اللي ييجي على رملة من تراب مصر آكل مصارينه    البيت الأبيض: يجب فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح فورًا    واشنطن:"الرصيف العائم" ليس بديلا للممرات البرية..و لانرغب في احتلال غزة    تفاصيل أعلى عائد على شهادات الادخار 2024 في مصر    محافظ الإسكندرية يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي (صور)    «هندسة مايو» يكرم الكاتب الصحفى رفعت فياض    عاجل: موعد نتيجة الشهادة الاعدادية الترم الثاني محافظة القاهرة 2024    التصريح بدفن جثة تلميذ غرق بمياه النيل في سوهاج    تراجع الأسهم الأوروبية بفعل قطاع التكنولوجيا وغموض أسعار الفائدة    «التضامن»: ضم فئات جديدة لمعاش تكافل وكرامة قبل نهاية سبتمبر المقبل    تفاصل الدورة الأولى ل«مهرجان دراما رمضان» وموعد انطلاقه    يسرا تهنئ الزعيم بعيد ميلاده : "أجمل أفلامى معاك"    الاستعدادات الأخيرة ل ريم سامي قبل حفل زفافها الليلة (صور)    في ذكرى ميلاده.. لماذا رفض عادل إمام الحصول على أجره بمسلسل أنتجه العندليب؟    هشام ماجد يكشف عن كواليس جديدة لفيلمه «فاصل من اللحظات اللذيذة»    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    حريق هائل يلتهم محتويات شقة سكنية في إسنا ب الأقصر    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    مساندة الخطيب تمنح الثقة    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيد يسين وداعا
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 03 - 2017


الأستاذ المعلم والبناء الأكبر
نبيل عبد الفتاح
ليس تأبينا ولا وداعا لواحد من أعظم بناة المؤسسات والحداثة فى العلوم الاجتماعية والسياسية، فى سفره الطويل «فى الغروب»، تحفة أعماله العلمية والبحثية والفكرية البارزة على خريطة البحث الاجتماعى منذ النصف الثانى من القرن العشرين،
التى شكلت أحد المصادر المرجعية للجماعتين البحثية والثقافية فى مصر والعالم العربي، فى موضوعاتها وقضاياها وإشكالياتها. يحمل فى سفره إلى الأبدية سلام النفس وتوقد العقل الخلاق، والنزعة الإنسانية الوارفة بالعطاء لوطنه المصرى وعالمه العربي، ونزوعه الكونى البازغ من قلب خصوصيته الثقافية والوطنية. عالم الاجتماع السياسى البارز الذى تشكل حياته وأعماله الدرس الأكاديمى البارز، فى كيفية بناء التكوين المعرفى للباحث الحصيف الصناع، القادر على تطويع وتوطين المناهج والمقاربات فى العلوم الاجتماعية على الواقع الموضوعي، ومشكلاته البحثية فى بلاده. وهى قدرة وكفاءة لا يمتلكها سوى الباحثين المبدعين الذين يستوعبون المنهج والنظريات والاصطلاحات والمفاهيم، ويطوعونها ويضيفون إليها من أجل فهم أكثر تبصراً وحساسية لواقعهم ومشكلاته وأزماته وإشكالياته الكبرى والصغري.
امتلك لغته الخاصة وأسلوبه المتميز فى جيله مصريا وعربياً، لأن تكوينه الثقافى والأدبى تميز بالشمولية والموسوعية على نحو ما تشهد كتاباته فى الصحف السيارة، وفى أحاديثه التلفازية وحواراته، أو فى محاضراته، وكتبه المرجعية فى علوم الإجرام والسياسة الجنائية، وسوسيولوجيا الأدب، وفى العلوم السياسية، وفى استشرافاته للمستقبل.. الخ. ولم لا؟، وهو الذى قرأ الأدب الإنجليزى فى بواكير شبابه من شكسبير، و ت. س. اليوت، ويتس، وأزرا باوند ووالت ويتمان ومجايليهم، واطلع على متون وعيون الأدب والشعر العربى من طه حسين والعقاد والمازنى إلى توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، ويحيى حقي، وما بعدهم إلى يوسف إدريس وجمال الغيطاني، وخيرى شلبي، ويحيى الطاهر عبد الله، وإبراهيم أصلان إلى جيل السبعينيات، وحتى التسعينيات، وما بعدها.
رجل استوعب عقله الكبير الخلاق الأجيال المتعددة فى السرد المصرى والعربى وعلاماتها ورموزها المبدعة. أسلوبه وروعته -وفق بارت- جاء نسيج وحده لرجل كان يعشق الموسيقى الكلاسيكية ويفهم أسرارها مثل الموسيقى العربية، وانتقاداته لنظامها اللحنى المؤسس على المعرفة والحس والذائقة المتفردة. السيد يسين الكاهن الأعظم لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية امتلك ثقافة وتكوينا متفرداً، لمعرفته بالفنون التشكيلية ومدارسها العالمية، والمصرية فى ارتياده للمتاحف فى باريس ولندن ونيويورك والقاهرة.. الخ، معرفة ووعى نقدى وزائقة وهاجة، أضفت على رؤاه وأسلوبه وكتابته رونقا ونسيجا خاصا ومتميز بين مجايليه، ولا تحتاج لأن تقرأ اسمه على الدراسة أو الكتاب أو المقال لكى يعرف القارئ الحصيف أنها للسيد يسين الكاتب المقتدر.
سفره الطويل فى الغروب، حمل معه ذاكرة أجيال ووطن وعالم عاش خلالهم بقلبه الكبير وإنسانيته الرحبة، ومعرفته العميقة بروح الوجود والحضور والشرط الإنساني.
أحد البناة العظام للمؤسسات البحثية الحديثة، من مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إلى مركز دراسات الوحدة العربية، إلى المركز العربى للبحوث والدراسات.
رجل كبير أسس عن معرفة مقارنة مركز الدراسات بالأهرام، من حيث صياغة مفهوم الدراسات السياسية والاستراتيجية، وفق التقليد الأنجلو أمريكى المطعم بالتقليد الفرنسي، واستطاع أن يضع الخريطة العلمية له، وأن ينقله من مجرد مركز صغير محدود يدرس الإيديولوجيا الصهيونية، إلى مركز شامل يدرس النظام السياسى المصري، والنظام العربي، والنظام الدولي، ويركز على الصراع العربى الإسرائيلي. استطاع أن يرسم خريطة وحداته للبحوث الاجتماعية والقانونية، والبحوث الاقتصادية، ووحدة للدراسات المصرية، وللترجمة العبرية، ووحدة للدراسات الإسرائيلية ووحدة للشئون العربية، ووحدة للبحوث التاريخية المصرية ووحدة للنظام الدولي.
رجل كان يصوغ عبر الحوار مع مجلس الخبراء والباحثين، الخطة العلمية السنوية للمركز حول أهم المشكلات والقضايا والظواهر من أجل صياغة رؤى علمية واستراتيجية للتعامل معها برشد وعقلانية وخيال سياسى وثاب، سواء فى مقالات بالأهرام، أو كتب أو كراسات أو فى التقرير الاستراتيجى العربي، أو فى تقرير الحالة الدينية فى مصر، أو التقرير الاقتصادى العربي.
أحد البنائين الكبار للمؤسسات، لأنه اعتصم بالمعايير العلمية، والمؤسسية فى تأسيسها، وإدارتها وفى اختياراته للباحثين المساعدين اللامعين بالموهبة والإمكانات، ومن ثم كان يسهر على إعدادهم وتدريبهم، ومنحهم الفرص للسفر للتعلم فى أكبر الجامعات العالمية فى فرنسا، وأمريكا، وفى إرسالهم إلى أهم المؤتمرات العالمية قاطبة، لاكتساب الخبرات، والتفاعل مع أهم الجماعات البحثية والأكاديمية العالمية. لم يخضع للمساومات السلطوية وكان يجيد وببراعة المناورة مع كل الضغوط لفهمه للدولة المصرية، ومن ثم استطاع الحفاظ فى أصعب الظروف على استقلاليتها وبقائها فى ظل كراهية بعضهم داخلها للروئ النقدية المستقلة التى تقدمها المؤسسة/ المركز للسياسات الرسمية السلطوية لكى تكبح جماحها وغلواءها وبعض رعونتها السلطوية الغشوم.
يسافر طويلا فى الغروب، ويعرف أنه ساكن فى عقول وقلوب محبيه وعارفى فضله مصريا وعربيا ودولياً. جزء مهم من ذاكرة ومخيال وطن وباحثين ومثقفين من مختلف الأجيال، لأن عطاءه العلمى والثقافى والمؤسسى كبير، وقدمه راضيا مرضياً، لم يهتم بتكوين ثروة إلا المعرفة والروح البناءة والاجتهاد الرصين. كان ناصع اليد، نزيهاً وكبيراً فى كبريائه وكرامته الصلبة وإيمانه بوطنه ومصريته وعروبته. أستاذ كبير ومعلم أجيال خرج من معطفه المع الباحثين والمفكرين فى مصر والعالم العربي، أحبه تلاميذه، وصحبه، وقراؤه لأنه أحب المعرفة النقدية وآمن بالمواهب الجديدة، ولأنه كان يستشرف أبواب المستقبل الآتي، ويسعى لأن تكون مصر جزءاً من خرائطه، وفاعلاً فى تشكيله رغماً عن كل الصعاب والهزائم والاخفاقات.
أستاذنا الكبير نحبك ونقدر فضلك، وستظل حيا متوهجا فى قلوبنا، وعقولنا، وكل جميل فى حياتنا الصعبة وعوالمنا المضطربة بالقلق والتوتر واللا يقين والسيولة التى تجتاحنا، نحبك وشاكرين فضلك وعطاءك، ونحن نسعى وراءك إلى الخروج نحو السفر الطويل فى الغروب. يرحمك الله ويرحمنا.
القارئ.. الكاتب.. الزاهد.. الأستاذ
◀ ضياء رشوان
هذه هى الكلمات هى التى تلخص مسيرة الأعوام الستين فى عالم الفكر والثقافة لأستاذنا الكبير الراحل الأستاذ السيد يسين. منذ أن رأيت الأستاذ سيد للمرة الأولي، كما كان الجميع يناديه، منذ ستة وثلاثين عاماً لدى دخولى لمركز الدراسات للعمل باحثاً مساعداً فيه، ولم أره يفعل غير هذه الأشياء الأربعة.
لم يشاهد أحد الأستاذ سيد طوال أعوام عمله التى استمرت حتى قبيل رحيله بأسابيع قليلة حين اشتدت عليه وطأة المرض، إلا وهو يحمل كتاباً أو دورية يقرأ منها ويطلع من يجلس معه على أبرز ما جاء فى سطورها وصفحاتها. كانت القراءة هى حياة الأستاذ سيد وهى الحرفة الأولى التى أتقنها وراح يحث كل من يحيط به على امتهانها. كان دوماً يسألنا نحن تلاميذه ماذا تقرأ الآن؟ وكان لا يكتفى بالسؤال، بل يلحقه بالاستفسار عن أبرز الأفكار والمعانى التى وردت فيما قرأناه. كان الأستاذ سيد ينفق أغلب دخله المتواضع، والذى ظل متواضعاً حتى رحيله، على أحدث الكتب والمطبوعات التى تصدر فى العالم كله باللغتين اللتين يجيدهما، الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة للغة العربية بالطبع، ويتابع أبرز الدوريات والصفحة المتخصصة فى عروضها حتى يسارع باقتناء وقراءة الأحدث والأهم منها.
لم يكن القارئ المحترف، كما كان يسمى نفسه، الأستاذ سيد، يقف عند ما يقرؤه من جديد فى علوم الاجتماع والسياسة والقانون وغيرها من العلوم الاجتماعية والإنسانية، ويتلقى من نظرياتها الجديدة ما يطرحه أصحابها، بل كان الكاتب السيد يسين هو الذى علمنا وعلم ثلاثة أجيال على الأقل من الباحثين والكتاب، معنى النقد الرفيع عبر كتاباته التى تراوحت بين المقال السيار والدراسة والكتاب وحتى الموسوعة. كانت الكتابة هى وسيلة أستاذنا الكبير للحياة والبقاء دوماً فى قلب كل ما يجرى فى الوطن وحوله. وعلى يدى الأستاذ سيد تعلمت هذه الأجيال عبر تأسيسه لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، معنى الكتابة العلمية المسئولة اجتماعياً ووطنياً. لم يكتب أستاذنا الراحل حرفاً خارج سياق هذه الحدود الأربعة، وأصبح بكتاباته وبحوثه الأستاذ الأول لكافة أجيال الباحثين فى العلوم السياسية والاجتماعية فى العالم العربي.
وأما الزهد، فحدث ولا حرج. فلم يكن متصوف وراهب العلم والبحث والقراءة والكتابة، السيد يسين، يفعل شيئاً فى حياته سوى هذه الأشياء. لم يبحث أستاذنا الكبير عن منصب ولا عن وجاهة ولا عن مال هرول كثيرون وراءها، وظل طوال حياته قانعاً بأقل الأشياء التى تكفى فقط لحفظ الحياة ومتابعة قراءته وكتابته وبحثه. كان يعيش بالفعل وحقيقة وليس بالمعنى المجازى فى صومعته بمكتبه بمركز الدراسات أو ببيته البسيط، راضياً سعيداً بآلاف الكتب والأوراق التى تحيط به ولا يستطيع أن يعيش أو يتنفس سوى الهواء المختلط بحروفها وسطورها. كان سؤاله الذى كنا، نحن صغار الباحثين، نستغرب منه قبل ثلاثة عقود عندما نطالبه بزيادة مكافآتنا: «حاتعملوا إيه بالفلوس؟» يعكس حقيقة وجودية عشاها طوال عمره بنفسه، وهى الزهد فى كل شيء سوى ما يخدم سعيه نحو العلم والبحث عن الحقيقة.
أما الأستاذ، فهو الأول بلا منازع فى مجال الدراسات الاجتماعية والسياسية والاستراتيجية. هو من بدأ مع مركز الأهرام مسيرته منذ تأسيسه عام 1968، ثم إعادة تأسيسه الثانى على يديه عام 1974، لكى يدخل للمرة الأولى فى ثقافتنا ودراستنا العربية مصطلح ومفهوم الدراسات الاستراتيجية بمعناها الصحيح والقويم، قبل أن تصيبها السطحية والابتذال فى السنوات الأخيرة. وللأستاذ سيد يدين بالفضل والأستاذية كافة الباحثين الذين شقوا طريقهم فى مجال هذه الدراسات فى مصر والعالم العربى خلال العقود الأربعة الأخيرة.
أستاذنا الجليل الكبير الحبيب، سنفتقدك كثيراً ولن يملأ مكانك وكرسى الأستاذ الذى تركت أحد بعدك قريباً، وستظل حياً ما بقى فى هذا البلد وهذه الأمة تلاميذك الذين درستهم العلم والمسئولية الاجتماعية والوطنية. تقبلك الله سبحانه برحمته وأفسح لك مكاناً فى جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وداعا أيها السيد !
◀ د.اسامة الغزالى حرب
لا شىء يعدل أن يصادف الإنسان فى مقتبل حياته العملية رئيسا يأخذ بيده و يعلمه ويسعد بنجاحه.. تلك هى النعمة التى حبانى بها الله عندما التحقت بالأهرام فى عام 1977 باحثا فى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية حين كان السيد يسين يعكف على إعادة بنائه، ليكون بحق مركزا علميا رصينا للبحث فى الشئون السياسية والاقتصادية، ويتخذ مكانة مرموقة ليس فقط فى العالم العربى وإنما فى العالم كله، ويصير قبلة للباحثين والأساتذة من كل أنحاء العالم.
كان السيد يسين لكل منا أستاذا و معلما وأبا وأخا وصديقا فى آن واحد. ثقته فى نفسه وترفعه فوق الصغائر كانت دروسا يومية نستوعبها و نتعلم منها.أتذكر عندما زار الرئيس السادات القدس كنا جميعا، شباب المركز، وهو، ساخطين على الزيارة، رافضين لها. لكنه كان أيضا حريصا على بقاء المركز و حمايته من الأنواء، فقاد سفينته بكل حكمة واقتدار ليستمر المركز ويزدهر.
أتذكر أننى فى عام 1990 كتبت مقالا بعنوان الليبرالية والمستقبل فى مصر، وهو ما كان يتعارض بقوة مع قناعاته الخاصة فناقشنى وسمع وابتسم ولم يحذف حرفا واحدا من المقال . كان معلما و كان صديقا وكان وفيا. وحتى آخر عام فى حياته كنت أتلقى منه بين الحين و الآخر- مكالمة قائلا بصوته العميق الواثق ».. طمنى عليك« أيها السيد الجليل. سوف يفتقد تلاميذك سؤالك عنهم. لكنهم أبدا لن ينسوك!
الموضوعى.. الشجاع
◀ أحمد الجمال
كانت القاعة مكتظة بالحضور.. كلهم من «كريمة المجتمع» ومنهم غير مصريين وسط غالبية مصرية.. وقد استقرت الجلسة وبدأ صاحب الدعوة يقدم المتحدث، وكان المكان هو منزل السفير السعودى بالقاهرة.. وكان السفير هو الراحل الكريم الدكتور هشام ناظر.. وكان المتحدث هو الأستاذ سيد يسين.. وكان الموضوع عن المشروع الثقافى العربي.. وتحدث الأستاذ سيد، وبدأت التعقيبات.. وجاء تعقيب من الأستاذ فاروق شوشة، رحمه الله، الذى سأل سؤالا تقريريا أكثر منه استفهاميا: ما تفسير الأستاذ سيد لانهيار المشروع الثقافى الليبرالى مع مجيء انقلاب يوليو 1952؟
وقدم السائل شبه مذكرة تفسيرية لسؤاله، مما جاء فيها أن يوليو لم تنجب أمثال العقاد والرافعى وطه حسين والمازنى والزيات وغيرهم، وكان السؤال أقرب للطريقة التى دائما ما تندر عليها الراحل الصديق الكبير الأستاذ كامل زهيري، الذى كان يسخر من المذيع الذى يسأل السؤال ومعه إجابته، من نوع ما رأى الضيف فى سياسة حكومتنا الحكيمة؟! وعن نفسى فقد توترت من سؤال الأستاذ شوشة وتحفزت للرد، خاصة أننا على «أرض» قد يرى البعض أنها لا تود يوليو ولا قائدها وجاءت الإجابة مزلزلة، وبعدها تعقيب من السفير أشد وقعا!، إذ بدأ الأستاذ سيد يسين إجابته بأن قال: أولا يوليو لم يكن انقلابا بل ثورة بالمعنى الكامل.. وثانيا لم يكن هناك مشروع ثقافى ليبرالى ولا غير ليبرالى قبل يوليو، وإنما حالة ثقافية يبرز فيها بعض الأفراد كنجوم، أما المشروع الحقيقى للثقافة فقد جاء مع مسيرة يوليو واستبدل بالنجوم الكبار آلافا من المبدعين فى الآداب والفنون.. وانتشرت سلاسل الكتب رخيصة الثمن ثمينة المضامين، واتسعت قاعدة التعليم وأنشئت مراكز البحث وانتشرت المجلات المتخصصة والدوريات الرصينة!
وأخذ الأستاذ سيد يسين يفصل فى الإجابة حتى اعتذر عن عدم الإجابة على أسئلة أخرى، لأن الوقت انتهى.. وبعده عقب صاحب الدعوة بأنه وهو طالب فى الدراسات العليا فى هارفارد سأل الأستاذ الطلاب أن يرتبوا دول العالم حسب القوة، وكان ذلك عام 1959 وتنوعت الإجابة بين من وضعوا الولايات المتحدة أولا أو الاتحاد السوفيتى وهلم جرا، إلا هشام ناظر الذى وضع مصر فى الترتيب الأول لتضج القاعة بالضحك الساخر.. وطلب إليه أستاذه أن يفسر لماذا، فأجاب أنه وضع معيارا للقوة هو قدرة الدولة على تحقيق معظم إن لم يكن كل ما أعلنته من أهداف، وأنه يجد أن مصر آنذاك حققت ما أعلنته من استقلال وتنمية ووحدة عربية وثقافية واسعة النطاق عميقة الجذور.. وكان أن انبهر أستاذه وقال له هذه هى أطروحتك لدرجتك العلمية!
ذكرت تعقيب صاحب الدعوة لأنبه إلى أن إجابة الأستاذ سيد يسين التى جاءت صادمة للسائل ولكثير من الحضور توقعوا ولو إجابة غائمة، حرصا على مشاعر أهل الدار، كانت هى من وراء إفصاح السفير عن واقعة قد لا يعرفها أحد!
قل ما شئت من ثناء على علم وثقافة ومعلومات سيد يسين ودأبه فى الاطلاع على أحدث ما أبدعه العقل الإنسانى فى مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، ولكن ما يجب أن نتوقف عنده هو شجاعة الرجل فى مواقفه، وقدرته على نسبة الفضل لأهله، سواء كانوا تلاميذه أو أصدقاءه أو من لا علاقة إنسانية له بهم، إذ لم يكن يتردد فى أن يرفع سماعة الهاتف ليسمع المتلقى ثناء على مقال كتبه أو حديث بثه أو حوار شارك فيه، وفى الوقت نفسه كان لا يتردد أيضا عن أن يقدم النقد الموضوعى لما يستحق النقد من باب الانتقاد.. خسارة كبيرة أن تفقد مصر جزءا غاليا من عقلها.
قلب بداخله رجل
◀ د. عمرو هاشم ربيع
رحل عالم الاجتماع السياسي العربي والأكثر شهرة وصيتًا ستنضب من بعده لفترة ليست بالقليلة الإسهامات التي كان يطل علينا بها كل فترة وجيزة. مصطلحات ومفاهيم ومقارنات ومقاربات لم تكن تظهر إلا من خلال ما كان يطرحه.
عرفته منذ 32 عاما عالما دمث الخلق، واسع المدارك، يحمل ثلة من المحامد والصفات التي نادرًا ما تجدها في إنسان في عصرنا الحالي. هو واحد من أبرز من استخدم المنهج التاريخي المقارن في دراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية، وكانت إسهاماته ناتجة عن تلاطم قراءات متعددة المشارب من الماركسية والليبرالية والإسلامية. له عشرات الكتب التي أثري بها المكتبة المصرية والعربية حول فكرة القومية والذات الوطنية والليبرالية والإرهاب وثورة الاتصالات.
شكلت أفكاره لمن تتبع إسهاماته خلال النصف قرن الماضي تطورًا كبيرًا وتراكمًا معرفيًا اتسمت بالاتساق ونتج غالبها عن تقييم ونقد للمفكرين القدماء والمحدثين ليس فقط في مصر والعالم العربي، بل وفي أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وأمريكا اللاتينية. من خلال عمله في مركز البحوث الاجتماعية والجنائية ثم في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وتنقله خلال هذه الفترة وبعد تقاعده في العديد من العواصم العربية والعالمية.
اكتسب خبرة واسعة في مجال الاجتماع السياسي بعبارة أخري، لم يكن عطاؤه ناتجا وحسب عن عمل مكتبي، حيث زكي كل معارفه عبر نزوله إلي الشارع والالتحاق بالآخرين من كافة الطبقات والثقافات المختلفة، مما اكسب كتاباته مذاقًا حيًا قلما تعرفه حتي لدي خبراء علم الاجتماع.
إسهامه الأكبر والأكثر انتشارًا هو التقرير الإستراتيجي العربي الذي يصدر سنويًا عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية منذ عام 1985. ودون أي انقطاع، وعبره نال المركز صيتًا كبيرًا فوق صيته الذي اكتسبه خلال توليه إدارة المركز وتحول اسمه من مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية إلي مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية.
رحم الله أستاذنا الجليل وشيخنا الفاضل وعوضنا عن فقده بشخصيات انتفعت بعلمه وثقافته الموسوعية، عسي ذلك أن يعوض تلك الخسارة الكبيرة.
شواهد من حياة المفكر- الإنسان
◀ د. معتز سلامة
لا أدعى أننى كنت قريبا من معلمنا وأستاذنا السيد يسين، لكننى كنت دائما أحد العاشقين له كإنسان وكمفكر؛ وذلك لأسباب كثيرة، فأنا تأخذنى كثيرا الجوانب الدفينة فى النفس البشرية التى تبرز فى المساحة التى يتلاقى فيها العقل والقلب، اللذان حينما يلتقيان معا فى إنسان يشكلان نسيجا فريدا فى تكوينه وشخصه، ويجعلانه مفكرا إنسانا فى أبهى ما يكون.
لقد عرفتنا الحياة على مفكرين يتمتعون بسطوة عقلية وعلمية وتحليلية طاغية، لكن هناك انفصال كبير بين فكرهم وحسهم الإنساني، إنهم حقيقة يقدمون الكثير للعلم والفكر، لكنهم بعيدون عن المنطقة الساحرة فى الشخصية الإنسانية التى تتألق وتشع على الآخرين حين يلتقى العقل والقلب، وهؤلاء يعيشون زمنا يأخذون الناس بأفكارهم المذهلة، لكن تنتهى حياتهم دون أن نعرف كيف عاشوا وكيف أبدعوا وكيف كانوا يفكرون، ولماذا تبنوا أفكارهم التى مالت بهم نحو هذا الاتجاه أو ذاك، ومن ثم يظلون فى عالم الفكر الجاف، دون أن يسحروا الآخرين بأشخاصهم، ويتجسد ذلك تماما حين ينفصل فكرهم عن نبض مجتمعهم وعالمهم وطبقتهم.
مع الأستاذ كان الأمر مختلفا تماما؛ لقد جسد حكاية مفكر إنسان، عبر أفضل ما يكون عن نقطة التلاقى المشعة والجاذبة بين العقل والفكر والشخصية والروح الإنسانية؛ فمن يجلس معه لا يخالجه أى شك فى صدقه وإيمانه وإخلاصه لفكرته وقناعاته، وبأن شخصيته هى تلك التى أمام عينيك وفقط، فليس هناك شخصية أخرى أو حقيقة أخرى يخفيها. كان صوته يشعر بالأمان، وكان بين عقله وقلبه رابطة وثيقة ومساحات تلاق صادقة ومعبرة ومشعة.
لم أر الأستاذ السيد يسين مطلقا فى المرات التى رأيته فيها فى مكتبه بالأهرام أو فى محاضرة له، أو خلال لقاء عابر فى المصعد وعلى باب الأهرام، إلا ويحمل معينه من أحدث الكتب الصادرة عن أمهات دور النشر العالمية، ولم أجلس فى مجلسه إلا وهو يشير إلى الكتب الحديثة وأصحابها ومدارس تفكيرها، ويشتبك فى حوار علمى مع أصحابها من مفكرين عالميين، وذلك ما عكسته مقالاته بالآلاف، ودراساته بالمئات، وكتبه بالعشرات.
وإحدى أهم مميزات الأستاذ السيد يسين أنه كان يتحدث كما يكتب، وكان يضيف إلى طلاقته فى عرض أفكاره رخامة فى صوته المميز، الذى لا يمكن لأحد أن يسمعه دون أن يتأثر به. وهذه مسألة يختلف المفكرون بشأنها؛ فهناك من يمتلكون قدرات فكرية وكتابية عالية، لكنهم فى المحاضرات العامة والمناقشات لا يمتلكون هذا السحر والألق والإشعاع العلمي، وهناك من يتحدثون بطلاقة عالية، لكن لا يستطيعون أن يكتبوا بالمستوى نفسه. بينما كان السيد يسين جامعا للحسنيين. وقد سألت سيادته يوما عن سر ذلك، فقال لى إن السر يكمن فى أنه تدرب على الإلقاء والخطابة فى سن مبكرة.
ورغم تقدم عمره وظروف مرضه، ظل مقيما فى مكتبه الفسيح بمركز الدراسات بالأهرام، يعلم الباحثين من الكبار والصغار ويتواصل معهم وبناقشهم، ويستحثهم على النقاش، وفى كل مناسبة علمية أو اجتماعية أو وظيفية لم يكن يبخل عن تهنئة الآخرين والمبادرة بالسؤال عنهم. كان يسأل عن الجميع ويحتفظ بعلاقات مع الجميع، وكان يسأل الباحثين عن رأيهم فيما يكتب، وذلك أكثر ما يسعده، وهو أن تناقشه فى أفكاره وأن ترتقى إلى مستوى النقاش معه.
لم يجن السيد يسين الكثير ماديا من البحث العلمي، لكنه خلف مئات الباحثين الذين تعلموا منه قيم البحث العلمى قبل مناهج البحث العلمي. رحل أحد أهم أضلاع البحث الاجتماعى والسياسى العلمى فى مصر ورائد من رواد قوة مصر الفكرية الناعمة، وذلك بعد أن ارتقى لمكانته الفذة بجهد شاق على مدى عقود طويلة. وبرحيله يرحل كثير من مناخ المحبة والتفاؤل.
الباحث المتعمق
◀ د. عبد المنعم المشاط
عرفت المرحوم الأستاذ السيد يسين كمدير لمركز الدراسات السياسية والإستراتيچية بالأهرام فى أول مشروع بحثى مشترك حول تطوير الإدارة المصرية، وكان يشترك معنا آنذاك عالم الاجتماع الجليل المرحوم على ليلة، وعرفته كذلك كمفكر وباحث فى علم الاجتماع السياسى متأملا ومبدعا، وعرفته أيضا كمثقف عضوى طبقًا لوصف جرامشى مهموم بالوطن والمجتمع حاضره ومستقبله، وعرفته باحثًا متعمقا يكرس جُلَّ وقته خلف فكرة أو مفهوم يتعلق بفرضية علمية أو أداة بحثية، وكان شغوفًا للبحث عن الجديد فى علم الاجتماع وعلم السياسة والقانون؛ فقد انشغل فى بداية الثمانينيات بمفهوم الأنساق المعرفية Paradigms فى العلوم الاجتماعية وعقد مجموعة من اللقاءات الفكرية فى الأهرام وغيرها لبلورة أبحاث علمية تستهدى بهذا المفهوم، وكرَّس جهودًا فكرية ضخمة فى التسعينيات للبحث فى بنيان العقل العربى وأنماط تفكيره والمقارنة بينه وبين العقل الإسرائيلي، وفى فترة لاحقة، كرَّس جهده ووقته وماله للبحث فى ظاهرة العولمة، لقد دعوته لحضور مؤتمر فى واشنطن حينما كنت مستشارًا ثقافيًا هناك، وكان طلبه الوحيد منى عكس المصريين رواد واشنطن الذين يبحثون عن المشتريات هو البحث فى المكتبات حول هذا المفهوم الجديد فى العلاقات الدولية والسياسة الدولية، وهو العولمة وعلاقة ذلك بالمحافظين الجدد من ناحية، والثقافة السياسية فى العالم الثالث من ناحية أخري، وكان يمضى قرابة 18 ساعة يوميًا فى كل مكتبة بمدينة واشنطن يقلب فيها الأرفف للبحث عن أحدث المراجع، جديدة أو مقروءة، حول تلك الظاهرة، ولقد أثمرت جهوده تلك فى كتابة أكبر عدد من المقالات باللغة العربية حول تحليل ظاهرة العولمة وآثارها المعقدة والمتنوعة على العالم الثالث، كما قام بتأليف أكبر عدد من الكتب حول الظاهرة ذاتها.
وكان رحمه الله جادًا فى تعامله مع كل ما يتعلق بالعمل العلمى سواء كانت مناقشة رسائل أو المشاركة فى مؤتمرات علمية أو إلقاء محاضرات متخصصة حول أصول البحث العلمى والتفكير المنطقي، ولقد دعوته للمشاركة فى مؤتمر «الشرق الأوسط بعد مائة عام من الحرب العالمية الأولى»، وهو المؤتمر الذى بحث فى مدى احتمال إعادة تقسيم الشرق الأوسط بناءً على معاهدة «سايكس بيكو» جديدة، ولقد أبدع فى حديثه حول أن الضعف العربى والتحديات الإقليمية وعلى رأسها الإرهاب يمكن أن تؤدى -إن لم يتكاتف العرب- إلى إعادة تقسيم الوطن العربي. ولقد أهدانى فى هذا المؤتمر آخر مؤلفاته المكملة لسلسلة العولمة.
أن تفقد مصر والعلوم الاجتماعية عالميّ اجتماع جليليْن فى أقل من شهر، وهما العالم السيد يسين والعالم على ليلة، لهو خسارة لمصر وللعلم معًا، عزاؤنا أن علمهما ومساهماتهما وطلابهما لا يزالون باقين ومنتشرين، فى الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات فى مصر والوطن العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.