توقف المسابقة المحلية لفترات طويلة ومكررة يفقدها كثيرا من مستواها الفنى ويسلبها متعة المنافسة. وسنتعامل مع موقف المسابقة ومؤشرات المنافسة على لقب الدورى، على اعتبار وجود الزمالك فى البطولة وعدم تنفيذ تهديد الانسحاب على خلفية أزمة لقاء المقاصة والذى كان مؤجلا من الجولة الخامسة. الوضع الحالى يقول ان الأهلى فى الصدارة برصيد 52 نقطة ويأتى فى الوصافة مصر للمقاصة برصيد 45 نقطة ثم الزمالك ثالثاً 40 نقطة ولكن تتبقى له مباراة مؤجلة أمام طلائع الجيش من الدور الأول، ونظرياً المنافسة لن تخرج بعيدا عن هذه الفرق الثلاثة، وربما يدخل دائرة المنافسة المصرى الذى يتساوى مع الزمالك فى نفس الرصيد من النقاط، ولكن ما يعيب فريق المدينة الباسلة أنه متقلب المزاج ولا يسير على وتيرة واحدة، كما لو كان لاعبوه لا يصدقون أنهم فى قلب المنافسة ويمكنهم الدخول فى المراكز الثلاثة الأولي، وقد يكون هذا الواقع مشابها لأداء المقاصة فى الدور الثانى الذى فقد خلاله كثيرا من النقاط ولولا فوزه على الزمالك لوجدنا تغيرات فى الجهاز الفنى بلا أدنى شك. ويبقى الثابت الوحيد فى هذه البطولة، أنه رغم صعود مؤشر أى فريق واقترابه بقوة من الوصافة أو حتى المركز الثالث، يبقى أن الأهلى والزمالك وحدهما فقط هما من يملكان مقومات المنافسة والاستمرارية فى المشوار الطويل، وليس أبطال فترات متقطعة، كما هو حال باقى الفرق التى يسطع نجمها فى ساعات ويختفى أياما أخري. ومع ثبات هذا المعيار ومع فارق النقاط ال12 حتى الآن والتى قد تتقلص إلى 9 فى حالة فوز الزمالك بنقاط طلائع الجيش، فلقب الدورى مازال بعيدا عن أى فريق حتى الأهلى المتصدر، ولا يوجد أى مبرر لإعلان نهاية المنافسة وأن الأهلى حافظ على اللقب للموسم الثانى على التوالي، فمازالت هناك مواجهات صعبة للأهلى وأخرى سهلة للزمالك، فما الداعى لهذه الحالة الانهزامية للقلعة البيضاء والتسليم بضياع اللقب والهروب من المنافسة بقرار الانسحاب بحجة الحفاظ على الحقوق الضائعة، ومن يروج لتلك الأقاويل لا يعلم شيئا عن كرة القدم، فالمنافسة تظل قائمة إلى أن يستحيل تعويض نقاط الفارق ووقتها يتم إعلان البطل، أما من الناحية المعنوية والنفسية فالانهزامية والإحباط هما أول طريق الفشل، ولا داعى للاستسلام، فتسع نقاط فارق ليس بكبير فى عالم كرة القدم طالما أنه يتبقى 13 جولة بواقع 39 نقطة. صحيح أن الأهلى له شخصية البطل دائماً ويرفض التنازل عن قمته تحت أى ضغوط من منافسيه، لكنه يتعامل بواقعية ويعترف أن اللقب مازال فى الملعب، حتى يضع لاعبيه فى قمة التركيز لمواصلة حصد النقاط والاقتراب ببطء من اللقب المفضل له. القصة باختصار أن الزمالك قادر على المنافسة ومازال فى قلب المقدمة، ويتبقى للمقاصة والمصرى ثقافة البطل حتى يستطيعا التعامل مع الواقع الذين أصبحا فيه، فلم يعد وسط ترتيب جدول المسابقة يكفيهما، وأتقنا الوجود فى المربع الذهبى ونتمنى أن نجدهما فى الصدارة لنملك فرق أخرى تستطيع الفوز باللقب الذى أصبحا حكراً على الأهلى والزمالك. أما قاع الجدول فإن الأمر أصبح سهلا بعد أن أعلن الشرقية 8 نقاط والنصر للتعدين 10 نقاط، رغبتهما الأكيدة فى الهبوط، فهما أقل فرق البطولة مستوى وطموحا من واقع نتائجهما وأدائهما، ويدخل دائرة الترشيحات أسوان 13 نقطة والداخلية 16 نقطة وأحدهما سيرافقهما إلى الدرجة الثانية، وتبدو فرص طنطا فى البقاء كبيرة بعد الوصول للنقطة 20 وبسبب وجود منافسين دون طموح يرغبون فى الهبوط. أما باقى أندية المسابقة والذى تحول غالبيتها إلى فرق بدرجة موظف كرة قدم، فأصبح التواجد فى وسط الجدول وفى منطقة الأمان هو أقصى طموح لغالبيتهما، رغم أنهما كانت أهم عناصر اللعبة فى الماضى القريب، لاسيما الإسماعيلى وانبى والاتحاد السكندري.