شهدت روسيا أمس يوما حافلا بالنشاط الدبلوماسى فى ظل زيارات رسمية من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو والرئيس التركى رجب طيب أردوغان وكذلك وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابريل، لبحث عدد من القضايا الأمنية على رأسها أزمتا سورياوأوكرانيا، فضلا عن قضايا التعاون المشترك. ومن جانبه، قال بيان الكرملين فى بيان إنه من المقرر أن يبحث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال لقائه نيتانياهو الجهود المشتركة ضد الإرهاب الدولى والجوانب الأساسية للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكان نيتانياهو قد أعلن فى وقت سابق عن محاور جدول أعمال محادثاته مع بوتين، موضحا أنه سيعبر خلالها عن احتجاجه الصارم ضد خطط إيران للاحتفاظ بتواجد عسكرى دائم فى سوريا. أما المحادثات بين بوتين وأردوغان، فمن المقرر أن تبدأ اليوم - الجمعة - وتتناول التعاون بين البلدين فى مجالات الاقتصاد والطاقة والتعاون العسكري، بالإضافة إلى بحث القيود التى لا تزال تفرضها موسكو على المواطنين والشركات والبضائع التركية بسبب أزمة إسقاط الطائرة الروسية عام 2015. ومن المنتظر أن يوقع أردوغان وبوتين اتفاقات لزيادة التعاون الثنائى فى المجالات سالفة الذكر، بالإضافة إلى بحث تنفيذ المشروعات المشتركة، وخاصة بناء أول محطة كهروذرية تركية «أكويو» بمساعدة روسية وبناء خط نقل الغاز «السيل التركي» من روسيا عبر البحر الأسود إلى تركيا. وسيحتل الملف السورى مكانة كبيرة فى المحادثات خاصة وأنها تأتي قبل الجولة الجديدة من مفاوضات الآستانة السلمية حول سوريا المقررة يومى 14 و15 مارس الجاري. وسيبحث الرئيسان المسائل المحورية لتسوية الأزمة السورية فى مقدمتها مصير الرئيس السورى بشار الأسد، ومشاركة الأكراد فى العملية التفاوضية إلى جانب توفير الظروف المواتية للمفاوضات والخطط العسكرية لهجوم جديد على تنظيم داعش الإرهابى فى معقله بمدينة الرقة. فى الوقت نفسه، التقى وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف نظيره الألمانى زيجمار جابريل لبحث النزاع الدائر فى أوكرانيا. وكان جابريل قد أكد فى لقاء مع وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية فور وصوله موسكو أن روسيا جار مهم لأوروبا.وقال إن كلا منهما يحتاج الآخر، وإن التعاون الجيد قدر الإمكان بينهما يفرض نفسه بشكل ملح من أجل تحقيق السلام والأمن فى أوروبا والتغلب على كثير من الصراعات الكبيرة فى العالم بما فى ذلك أيضا البرنامج النووى الإيرانى والوضع فى سوريا وليبيا، وكذلك الوضع فى شرق أوكرانيا.