فى معركة التحدى وإعادة البناء التى نخوضها الآن، تعد عملية زراعة الأمل سلاحا أساسيا فى مواجهة محاولات إشاعة اليأس والإحباط، خاصة بين الشباب. وأتذكر هنا كلمة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى مايو 1956 قال فيها: «إن الأمل والصبر والإيمان هى طريقنا إلى الانتصار على جميع القوى التى تتآمر ضدنا». التسويق الإعلامى الصحيح للإنجازات المهمة والمشروعات الحقيقية هو جزء لا يتجزأ من عملية زراعة الأمل، خاصة ونحن لدينا بالفعل مشروعات عملاقة لها تاريخ مرتبط بالإرادة الوطنية مثل الهيئة العربية للتصنيع يجب أن يتعرف عليها الشباب بشكل مباشر ليعلم اننا نسير على الطريق الصحيح ونزرع الطاقة الإيجابية والأمل. ومنذ أيام كنت فى مناقشة مع بعض الشباب من خريجى الجامعات الذين يعمل بعضهم فى وظائف مرموقة، وتطرق الحديث إلى مشروعاتنا الصناعية واسهاماتنا فى الانتاج العسكري، وتكلمت معهم كثيرا عن الهيئة العربية للتصنيع والفكرة التى تأسست من أجلها، لكن تألمت لأن معلوماتهم عن الهيئة ونشاطها كانت قليلة للغاية. وأعتقد أن الفريق عبد العزيز سيف الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة، وهو قائد عسكرى مشهود له بالكفاءة والحس الوطنى والقومى الكبير، يهمه أن تكون الهيئة إحدى منابع زراعة الأمل فى نفوس الشباب من خلال التواصل المباشر معهم، فلم يعد الاعتماد على وسائل الاتصال الجماهيرى مثل الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية فى مثل هذه المواقف هو السبيل الأساسى للتواصل، ولكن استهداف فئات معينة من الشباب عبر الاتصال المباشر يمكن أن يحقق الهدف المنشود، من خلال أساليب كثيرة أهمهما تنظيم زيارات لطلاب الجامعات للهيئة بشكل منتظم للتعرف على أنشطتها المختلفة. ولعل نظرة واحدة إلى موقع الهيئة الإلكترونى توضح مدى الدور المهم الذى تقوم به فى المجالين العسكرى والمدني، منذ أن أنشئت عام 1975 برأسمال يفوق المليار دولار، بغرض بناء صناعة الدفاع العربى المشترك إثر اتفاق دولى عربى لتأسيس قاعدة صناعية متطورة، ضم جمهورية مصر العربية، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، لكن الظروف السياسية للأسف الشديد أجهضت الفكرة حتى تحملت مصر العبء وحدها وأصبحت الهيئة مملوكة بالكامل لمصر منذ عام 1993. وتنطلق رؤية الهيئة العربية للتصنيع من أنها قاطرة الصناعة الوطنية تعمل على خدمة أهداف التنمية الشاملة مع الحفاظ على الريادة الصناعية فى المجال العسكرى والالتزام الكامل بمعايير الجودة فى المنتج والسعر المناسب وسرعة التنفيذ. وتستهدف التنمية المستمرة للقاعدة الصناعية الحربية والمدنية على حد سواء والمتوافرة حالياً للحفاظ على مكانتها وثقة عملائها والمتعاملين معها، وذلك بتوفير القواعد الفنية والتكنولوجية الحديثة والمزودة بالمنظومات المناسبة فى مختلف عناصر ومراحل العملية الصناعية، والاعتماد على كوادر بشرية عالية الكفاءة والتدريب فى مجال البحوث والتطوير، ووفقاً لأسس اقتصادية وعلمية سليمة والاستعداد الدائم للمساهمة الفعالة فى مجال الخدمة المجتمعية من خلال تنفيذ أنشطة صناعية وبحثية فى إطار خطط التنمية للدولة، وأنشطة تعليمية لإعداد جيل من النشء له دور فعال فى زيادة الناتج القومي. وتعمل الهيئة فى المجالين العسكرى والمدنى، وتنفرد بكونها الأولى من نوعها من حيث تصنيع الطائرات فى مصر والوطن العربي، وذلك لانضمام مصنع الطائرات للهيئة منذ نشأتها، بعد إنتاج ثلاثة طرازات للطائرات «الجمهورية، القاهرة 200، والقاهرة 300»، فضلا عن تصميم وتصنيع العربات المدرعة «فهد» والعربات العسكرية «جيب» والعديد من الأسلحة والصواريخ والمعدات الإلكترونية وضفائر الطائرات. كما تضم الهيئة العربية للتصنيع أكبر قاعدة بيانات للمنتجات الصناعية المدنية فى جميع المجالات، خاصة مشروعات البنية التحتية وخدمة المجتمع، فتقوم الهيئة بإنتاج محطات تحلية مياه البحر ومياه الآبار والصرف الصحى والصرف الصناعي، كذلك تصنيع معدات توليد الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والمعدات والأجهزة الإلكترونية العملاقة كشاشات العرض بالطرق السريعة وملاعب الأندية والاستادات، فضلاً عن قيام الهيئة بتجهيز عربات الخدمة الشاقة وخدمة المجتمع. وتتمتع الهيئة بالعديد من العلاقات الدولية القوية مع عدد من الشركات العالمية فى الولاياتالمتحدة والبرازيل وكندا والصين والدنمارك والمجر واليابان ورومانيا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. اننى على ثقة من أن الفريق عبد العزيز سيف الدين لن يألو جهدا لتلعب الهيئة الدور الأساسى فى زراعة الأمل لدى الشباب، وهو مانحتاجه الآن بقوة. كلمات: الأهم من سفر المكان سفر الوجدان بداخلك .. فما نفع تبديل الأماكن وأنت أنت شمس التبريزى لمزيد من مقالات فتحى محمود;