انتهى مونديال إفريقيا ورغم عدم فوز منتخبنا بالبطولة لكن الفريق ترك أثرا طيبا لدى الجميع ويكفى أن أبناء الوطن تجمعوا وراءه طوال شهر كامل شجعوه بحماس والتفوا حوله فى وقت كنا فى أمس الحاجة لمن يجمعنا من جديد، صحيح اننا لم نحقق البطولة لكننا حققنا الأعظم بعودة الروح الغائبة والحماس المفقود، وهى امور جعلت شعب مصر لأول مرة يشعر بالامتنان للمنتخب وهو مهزوم، فقد أدوا ما عليهم بمنتهى الجدية والاخلاص، ولعل ماحدث يجعلنا نفكر بموضوعية فى قضية اهم واعمق وهى الاستثمار الرياضى وكيف نستفيد منه، فنحن نمارس الاحتراف بنظام الانحراف، نلهث وراء الشعارات دون البحث عن النجاحات، اختزلنا قضية الرياضة فى منشآت تقام وملاعب للكرة ولاعبين محترفين، بينما العالم كله يحقق مليارات من الاستثمار الرياضي، ولعل الصين والهند خير مثال على ذلك، فهما يحققان سنويا العديد من المليارات من خلال الرياضة، مع العلم أن البلدين لم يملكا فريقا للكرة وهذا هو بيت القصيد، فالرياضة ليست كرة قدم فقط بل هناك مسابقات تحقق الكثير ما يفوق عائد الكرة من النواحى السياحية والسياسية والثقافية مثل سباقات السيارات واليخوت والتنس والاسكواش، افكار عديدة تقوم بها الصين والهند ويحققان بها الكثير من العوائد، البرازيل لم تهتم بخسارتها المشينة فى كأس العالم على أرضها بقدر فرحتها بإنجاز المكاسب من تنظيم البطولة نفسها، الرياضة أصبحت صناعة واستثمارا وللأسف نحن نصر على إدارتها بالفهلوة، مصر فى أمس الحاجة الى رجال صناعة واستثمار فى الرياضة وللاسف هم غائبون. لمزيد من مقالات طارق إسماعيل