ذات يوم قال أحد المسؤلين للرئيس الراحل أنور السادات: إمبارح ياريس باركت لفلان إنك مضيت قراره. قال السادات بسرعة: ومين قال لك إني لو مضيت قرار يبقي خلاص.. القرار الجمهوري مايبقاش قرار إلا إذا نشر في الجريدة الرسمية. وتأكيدا لذلك حدث أن أذاعت نشرة أخبار الثامنة والنصف مساء19 مايو عام1991 تعديلا وزاريا في الوزارة التي كان يرأسها الدكتور عاطف صدقي, وبعد إذاعة التعديل تذكر حسني مبارك شيئا فإتصل بالدكتور زكريا عزمي رئيس الديوان في ذلك الوقت عن طريق تليفون السيارة القديم وسأله إنت أرسلت قرار تعديل الوزارة للمطبعة الأميرية ؟ وعندما جاءت الإجابة بلا قال له مبارك طب إرجع. وكان زكريا عزمي وهو الذي روي لي القصة في آخر شارع صلاح سالم قرب كوبري أكتوبر, فعاد وفي اليوم التالي صدرت الجريدة الرسمية مضافا إلي الأسماء التي سبقت إذاعتها إسم الدكتور حمدي البمبي الذي عين وزيرا للبترول مكان الكيماوي عبد الهادي قنديل واحد من اقوي وزراء البترول.! وإذا كان مفهوم الصحيفة أنها المطبوعة التي تصدر بصفة دورية( يومية او أسبوعية أو شهرية) وأن صحيفة الأهرام التي تأسست عام1875 هي أقدم الصحف فقد سبقتها إلي الظهور جريدة الوقائع المصرية التي أصدرها محمد علي باشا عام1828 لنشر قرارات الوالي وكانت تكتب بالتركية وتوزع علي موظفي الدولة وضباط الجيش وطلاب البعثات ويشرف علي إصدارها رفاعة الطهطاوي. ورغم ان الوقائع جريدة رسمية إلا أن الطهطاوي قام بتطويرها وجعلها بالعربية ونشر فيها لأول مرة المقال السياسي وخصص لها محررين وكتابا مما أثار مخاوف رجال الدولة وأدت إلي نفي الطهطاوي إلي السودان. وفي عام1880 شهدت الوقائع طفرة كبيرة أخري علي يد الشيخ محمد عبده الذي تولي الجريدة18 شهرا جعل منها منبرا للدعوة والإصلاح والعناية بالتعليم. إلا أنه مع تطور الدولة المصرية أصبحت جريدة الوقائع المصرية تصدر ملحقة للجريدة الرسمية بعد أن أصبحت الجريدة الرسمية مخصصة لنشر القوانين والمراسم والقرارات الجمهورية وأحكام المحكمة الدستورية. وأصبح كل قانون أو قرار جمهوري لتنفيذه يتعين نشره في الجريدة الرسمية ويأتي في نهايته عبارة ينشر في الجريدة الرسمية ويعمل به من تاريخه أو من اليوم التالي وهكذا. ولذلك يمكن أن تصدر الجريدة الرسمية في ورقة واحدة أو عدة أوراق ويتم توزيعها علي أجهزة الدولة كما يستطيع المواطنون شراءها من المطبعة الأميرية نظير250 قرشا للنسخة أيا كان عدد صفحاتها. والنشرة وإن كانت تصدر عادة مرة كل أسبوع إلا أنها يمكن أن تصدر بصفة عاجلة لنشر قانون عاجل أو قرار جمهوري وهكذا. وهناك فضيحة خاصة ببعض القوانين التي كانت تصدرها الدولة وتأمر بطبع عدد واحد من الجريدة الرسمية تنشر فيه القانون وقد إكتشف ذلك المرحوم جمال العطيفي المستشار القانوني السابق لجريدة الأهرام ثم وكيلا لمجلس الشعب فوزيرا للثقافة والإعلام( من مارس1976 إلي فبراير77), وقد إشتهرت هذه الواقعة بتهريب القوانين. وإلي جانب الجريدة الرسمية تأتي الوقائع الرسمية التي تنشر قرارات مجلس الوزراء والوزراء والمحافظين فيما يتعلق ببعض القرارات العامة مثل إنشاء أو إسقاط الجمعيات التعاونية وغيرها. وقد لاحظت أنه حتي أسابيع مضت كانت الأعداد الحديثة من الوقائع المصرية تتضمن قرارات لفاروق حسني وزير الثقافة والدكتور زاهي حواس أمين عام مجلس الآثار وقعاها قبل تركهما مواقعهما ولم تنشر في الوقائع المصرية إلا مؤخرا. أفلام المستقبل ثلاثية الأبعاد وإذا كان فيلم الخيال العلمي أفاتار الذي حقق أعلي إيرادات في تاريخ السينما(1.8 مليار دولار) هو أشهر وبداية أفلام موجة الأفلام الثلاثية الأبعاد, فدعني أشرح لك إعتمادا علي الملف الذي نشرته مجلة لغة العصر( إصدار الأهرام) ماذا تعني الصورة ثلاثية الأبعاد. ففي الأحوال العادية تلتقط عين الإنسان صور الأشياء من زاوية واحدة أو إتجاه واحد فتظهر الصورة علي سبيل المثال ولها طول وهذا بعد, ولها عرض وهذا بعد ثاني ولكن بلا عمق. ولذلك تبدو الصورة مسطحة وهذه يطلق عليها الرؤية ثنائية الأبعاد. أما الرؤية ثلاثية الأبعاد فتلتقط فيها عين الإنسان صورا للأشياء من أكثر من زاوية أو بزوايا مختلفة في وقت واحد. وحينما تنتقل هذه الصور من العينين إلي العقل يدمج العقل هذه الصور المأخوذة من أكثر من زاوية في صورة واحدة فيري الإنسان الصورة ولها طول وعرض وعمق مما يؤدي إلي تكوين رؤية مجسمة مكونة من الزوايا التي إلتقطت منها الصورة, ولذلك يطلق عليها الرؤية ثلاثية الأبعاد, كما يطلق عليها الرؤية المجسمة, أي التي تبدو حينما ينظر إليها الإنسان وكأنها مجسم من طول وعرض وعمق وزوايا مختلفة. ويتم لتصوير ثلاثية الأبعاد ثلاث كاميرات في نفس الوقت. فتتولي الكاميرا الأولي وتوضع في الجهة اليمني التصوير وفق طيف اللون الأحمر, فيما تقوم الكاميرا الثانية وتوضع في الوسط بالتصوير وفق الطيف الأزرق, أما الكاميرا الثالثة وتوضع علي الجهة اليسري فتقوم بالتصوير وفق طيف اللون الخضر. وهذه الألوان الثلاثة الأحمر والأزرق والأخضر هي التي تتشكل منها الصور. وبمزجها يمكن الحصول علي أي لون من بين256 لونا تشكل الطيف الضوئي الرئيسي. كما يمكن مزجها بصورة أكثر تعقيدا لتقدم4096 لونا. وفي السينما تعتمد تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد علي مفهوم تقديم صورتين من زاويتين مختلفتين قليلا في آن واحد لنفس الإطار بحيث يتم دمجهما لخلق العمق المطلوب للإحساس بالتأثير ثلاثي الأبعاد في الصورة.. أرجو أن أكون أنا فهمت ؟!