كان لى الشرف أن أكون ضمن الوفد المصرى فى مبادرة الأهرام الشعبية لمساندة أبطال مصر، بناء على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حواره مع الأستاذ محمد عبدالهادي، للمساندة الشعبية للأبطال من الجيش والشرطة، حيث قمنا بزيارة استثنائية أعتبرها من أهم اللحظات فى حياتي.. إن هذه الزيارة التاريخية المهمة هى بمنزلة واجب وطنى قمت به. بقلب ينبض بأسمى مشاعر التقدير لحماة الوطن الذين أصيبوا فى عمليات إرهابية غادرة، التقيت فى المستشفى جنودا وضباطا من شرطة مصر البواسل الذين يدافعون عنا، وإنه لشرف كبير أن نرد بعض الجميل لهم، وأن نستمع إليهم وهم يتحدثون عن بطولاتهم، وشرف كبير أن نحاول أن نعبر لهم عن عميق التقدير لكل ما يبذلونه من تضحية فداء لمصر، ودفاعا عن شعبها، وعن أرضها. كان الوفد يضم عددا من رموز الفن والإعلام الذين حرصوا على زيارة جرحى الوطن، وأنا، فحرصت على أن أعبر لكل مصاب عن فخرى واعتزازى بدوره، فكل منهم فى نظرى بطل من نوع نادر، لأنه يخرج من بيته لأداء الواجب، تاركا أسرته وأبناءه عن طيب خاطر، لا يعرف ما يخبئه له القدر، ولا يعرف إن كان سيعود إليهم أم لا، وهو يقدم حياته لتبقى مصر آمنة، ولنظل نحن فى بيوتنا آمنين، لقد حرصت على أن أتحدث مع كل بطل منهم، ولم أتمالك دموعى التى انهمرت أمام شجاعتهم وإصرارهم على أداء الواجب عن طيب خاطر، وأشهد أن الجندى المصرى يمتلك شجاعة نادرة يندر أن تتوافر فى أى جندى فى العالم، ولديه من الوطنية ما يكفى لكتابة تاريخ كل منهم بحروف من نور. لم أكن أريد للزيارة أن تنتهي، ولا للوقت أن يمر، كنت أريد أن أتحدث معهم لأكبر مدة ممكنة لأعبر لهم عن مشاعر العرفان بدورهم البطولي، كلهم شباب من خيرة شعب مصر أحسست مع كل منهم بأننى أمام بطل يؤمن برسالته رغم الجرح والإصابة، أكثر ما آلمنى أنهم شباب فى مقتبل حياتهم، لكن يد الغدر والخيانة تتربص بهم، تحدثت مع ضابط شاب فى العشرينيات من عمره، وسيم إلى حد أن وجهه يشع نورا يطل منه، روى لنا أنه تم الهجوم عليهم فى العريش من مجموعة من الملثمين مدججين بأسلحة آلية، لكنه استطاع مع زملائه أن يصيبوا الإرهابيين بينما أصيب هو بجرح فى صدره، لكنه يقول بكل شجاعة: إنه وسام على صدره، ثم وقفت عند ضابط عميد شرطة وتبادلنا حوارا مهما عبر خلاله عن استيائه من الدراما التى تشوه ضابط الشرطة بشكل بعيد عن الحقيقة، فالغالبية منا يؤدون واجبهم من أجل حماية الشعب بضمير وأمانة، لكن الدراما الحالية تضلل الشباب، وتدفعهم إلى السخط والكراهية لكل شيء. انتهت الزيارة لكن لم يتوقف دعائى بأن يحفظ الله مصر، وأن يحفظ أرضها والمخلصين من أهلها، وأن يحفظ لنا خير أجناد الأرض. لمزيد من مقالات منى رجب