مهما قيل من كلمات،ومهما صيغ من عبارات فلن تفى الشهيد حقه. إلا كلام واحد فقط هو الذى يفى بهذا الحق،ويفيض،وهو كلام الله سبحانه،وتعالى. فسبحان من قال "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربِهم يُرزقون" صدق الله العظيم
وبالرغم اليقين الكامل بأن كلمات البشر لا يمكنها أن تفى بحق الشهيد إلا أن القلم، يجد نفسه مدفوعاً لشرف الحديث عن شرفاء الوطن،وعظماء التضحية،والفداء،والسر فى ذلك هو البحث عن إيجاد محاولة لرد،ولو جزء بسيط من جميلهم،وعرفاناً،وتقديراً لعظيم صنيعهم .
ما إن إبتهج المصريون،ببدء حملة تطهير منطقة كرداسة من أعداء الله ،والدين،والوطن حتى سالت دموعهم حزناً،وألماً لمشهد إستشهاد البطل اللواء نبيل فراج رحمه الله ،الذى نحتسبه بإذن الله تعالى شهيداً،ورفيقاً للأنبياء،والمرسلين،والصديقين،وحسن أولئك رفيقا.
لقد مليء ذلك المشهد المؤلم نفوس المصريين بمزيج من الحزن،والغضب فى آن واحد.فالبطل الشهيد كان بإمكانه أن يجلس آمناًً بعيداً عن مرمى نيران الغدر،والخيانة،ويدفع بأى من رجاله بدلاً منه لقيادة عملية الإقتحام،ويُشرف على العملية من أى مكان آمن،لكن البطل كان مثالاً عظيماً للتضحية،والفداء،والإقدام على مواجهة الخطر فى سبيل أداء الواجب.
إن اللواء نبيل فراج رحمه الله لا يقل مكانة عن أى قائد سطّرت سجلات التاريخ عظمته،وبطولته،وإقدامه على أداء الواجب قبل رجاله.لقد كانت آخر توجيهات البطل الشهيد لرجاله أنه لا عودة،ولا رجوع قبل تطهير كرداسة من أولئك الإرهابين مهما كانت التضحيات،وحينما سقط البطل برصاص الغدر،والخيانة لم ينس واجبه قائلاً لرجاله إتركونى،وأكملوا مهمتكم.نعم سقط البطل،ولم يسقط سلاحه من يده الذى ظل ممسكاً به حتى النهاية فى إشارة معبرة عن مدى إتزامه بأداء الواجب لينضم بذلك لسجل شرفاء الوطن الذين سيظل التاريخ يَشرُف بذِكرهم دون كلل أو ملل .
رحمك الله يا شهيد الواجب،وأسكنك فسيح جناته،وحسبك مرافقة المرسلين،والصالحين،والصديقين،والشهداء.
لقد قدم،ومازال يقدم رجالات القوات المسلحة،والشرطة أروع الأمثلة فى التضحية،والفداء،ومن أين لى بكلمات تفى بحق هؤلاء الرجال،ومن أين لى بحروف تُعبر عن أرقى معانى الشكر،والإمتنان لهؤلاء الرجال،ورب الكعبة لو كان الأمر بيدى،لقبلت رأس كل رجل من هؤلاء الرجال العِظام .
فكيف يمكن التعبير،عن مشاعر الإمتنان،والشكر،والتقدير،والعرفان لرجال على إستعداد للتضحية بأنفسهم من أجلك،ومن أجل أبنائك،ودون إنتظار لمقابل أو حتى كلمة شكر منك.حقيقة إنه إحساس مؤلم أن تجد نفسك لا تستطيع أن تفى إنسان حقه،ولو بكلمات شكر،وإمتنان بينما يستطيع هو أن يُضحى بحياته عن طيب خاطر من أجلك .
فعذراً أيها الرجال إن عجز اللسان عن شكركم .
عذراً يا أبطال مصر إن عجزت الكلمات عن الوفاء بحقكم،وكفاكم أنكم مبعث الفخر لكل مصرى .
وكفاكم عزاً،وفخراً أنكم خير أجناد الأرض .
كل التحية،والشكر لكم يا رجال مصر البواسل .
وليرحم الله شهداء الوطن،ويسكنهم فسيح جناته .
ويحفظ بلادنا من كل سوء،وشر.
وليظل إسمك يا مصر،بإذن الله عاليا خفاقاً ما دامت السموات،والأرض.. اللهم آمين .