أسس سمير تكلا في يناير 2013 الجمعية المصرية البريطانية في البرلمان البريطاني، بعد أن شعر بخطورة صعود الإخوان إلى السلطة، وقرر مناهضة حكمهم في البلد التي تعتبر من وجهة نظره «المطبخ السياسي في العالم». ولد تكلا في حي الزيتون، تدرب على أعمال الفندقة وسافر إلى بريطانيا عام 1968 حيث عمل مديرا لفندق هناك، وانتفل بعدها إلى عمان عام 1972 للعمل في البلاط السلطاني حتى عام 1991، ثم عاد إلى المملكة المتحدة لإدارة أعماله الخاصة إلى أن خرج على المعاش، وسافر إلى إسبانيا، إلا أن صعود جماعة الإخوان إلى السلطة جعله يطير مجددا إلى لندن التي تعتبر أحد مراكز صنع القرار في العالم للوقوف في وجه الجماعة الإرهابية. وعلى الرغم من وجود أعضاء الجماعة بشكل كبير في العاصمة البريطانية، فإن تكلا قرر خوض هذا التحدى، وإعادة مجد المجموعة المصرية في البرلمان البريطاني، والتي تضم أعضاء من مجلسي العموم واللوردات من أحزاب المحافظين والعمال وغيرهما، بالإضافة إلى مجموعة من العقول المصرية المهاجرة، ونجح في تنظيم خمس زيارات إلى القاهرة منذ ثورة 30 يونيو 2013 من أجل إسماع صوت مصر وحقيقة ما حدث أمام البرلمانيين البريطانيين، وبالتالي توصيل صوت المصريين إلى صناع القرار في 10 دوانينج ستريت. وبالتزامن مع الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، نظم تكلا ندوة في البرلمان البريطاني تحدث فيها المفكر طارق حجي والجنرال السابق اللورد ديفيد ريتشاردز رئيس أركان الجيش البريطاني السابق كما تحدث السير جيرالد هاوارث الرئيس الحالي للمجموعة، وركزت على دور مصر المحوري في أى مشروع دولي لمكافحة الإرهاب، وكيف استغل الإخوان الثورات العربية لتحقيق أهدافهم السياسية، والتي أدت إلى كشف مشروعهم الإرهابي. وعن أسباب اتخاذه هذا القرار بالوقوف ضد الإخوان، قال تكلا «لا يصح أن يكون هناك دولة مدنية ذات حكم ديني، وذلك يشمل أي ديني بالمعنى الحرفي، أؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع، فالحكم الديني يعنى عودتنا إلى ما يشبه العصور الوسطى في أوروبا، ومن المستحيل أن تتحول الجماعات الأصولية ذات التوجهات الإخوانية وغيرهم من الأصوليين لأحزاب سياسية تبني دولا مدنية حديثة. لكن ما الذي يعنيه وجود مجموعة مصرية داخل البرلمان البريطاني : «في البرلمان البريطاني، توجد جمعية من كل الأحزاب، وهناك ناس تدخل هذه الجمعية لتكون صوتا لدولتها، وبالنسبة لمصر حتى آخر جمعية صداقة موجودة عام 1997، لكن صوتها كان ضعيفا، بالإضافة إلى عدم توافر التمويل اللازم، وهو ما دفع تكلا لأن يأخذ على عاتقه حمل التمويل، وأصبحت الجمعية المصرية الأقوى في البرلمان بعد الجمعية الإيرانية». وعن أنشطة الجمعية، قال تكلا إنه أحضر مجموعة من الجمعية إلى القاهرة بعد ثورة 30 يونيو، والتقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لأكثر من ساعتين حيث شرح سياساته وأهدافه ورؤيته للمستقبل، وبعد عودة الوفد إلى بريطانيا، قدم شرحا وافيا للزيارة أمام البرلمان ومجلس اللوردات. المجموعة زارت القاهرة للمرة الثانية فور انتخاب الرئيس السيسي، كانت الحكومة البريطانية ما زالت لا تفهم حقيقة الموقف في مصر، قام تكلا بالسفر إلى مصر، ومعه 21 عضوا من مجلسي العموم واللوردات برئاسة روبرت والتر أول رئيس للمجموعة، وقدموا التهنئة للرئيس، وهو ما شكل نقطة تحول حيث أن نواب بالبرلمان البريطاني يفهمون حقيقة الوضع. وتابع أن وفد الجمعية الذي وصل إلى 46 شخصا، زار مصر خلال الثلاث سنوات الماضية خمس مرات، وأنه اقترح على رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال تأسيس جمعية مماثلة في مصر، وحدث بالفعل واختاروا السيدة النائبة داليا يوسف رئيسا جمعية الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية. ونظم زيارة للمجموعة برئاسة داليا يوسف لزيارة بريطانيا في نوفمبر الماضي، حيث التقى الوفد مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية ومستشار الأمن القومي البريطاني ورئيس البرلمان ووزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط بالإضافة إلى تنظيم لقاء في نقابة الصحفيين، كما زاروا مستشفي «إمبريال» والتقوا بالعالم المصري البروفيسور ناجي حبيب أحد أكبر أطباء العالم في مجال أمراض الكبد ثم زاروا مستشفي تشيلسي للإطلاع على نظام العلاج المجاني واصطحبهم البرفيسور حازم الرفاعي من أكبر المتخصصين في أمراض النساء. والتقوا بوزير الشئون الاجتماعية السابق ليشرح لهم كيفية تمويل العلاج المجاني ومساعدة المحتاجين.وعن نقطة تحول أخرى، أوضح تكلا أن «المجموعة ارت مدينة شرم الشيخ، واتصلوا برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من هناك، وطالبوها بإعادة النظر في استئناف الرحلات البريطانية، ويرى تكلا أن «الدبلوماسية المصرية تحتاج إلى إعادة نظر خصوصا في الدول الكبيرة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمريكا، ويتمنى أن تكون هناك إرادة قوية للاستفادة من خبرات المصريين في الخارج. وعن أهداف الجمعية خلال الفترة القادمة، قال تكلا إن برنامج 2017 حافل حيث تسعى الجمعية لجذب شركات استثمارية، وأن لدي أحد أعضاء المجموعة خطة كاملة لإعادة القطن المصري إلى مجده السابق وتنشيط صناعة النسيج، وهو أحد اعضاء مجلس اللوردات وله تاريخ ناجح في هذا المجال. كما أكد مؤسس الجمعية أن الأعضاء على تواصل وحوار مع رئيسة الوزراء البريطانية.