مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب.. صور    تبدأ 24 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الخامس الابتدائي بالغربية    رئيس الوزراء: مصنع الشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية أحد أهم المشروعات في مجال النقل    الإحصاء: التضخم في مصر ارتفع ل 13.9% في أبريل مع رفع أسعار الوقود    استلام 66 ألف طن قمح بمراكز التوريد والتخزين في الجيزة    العربى للعدل والمساواة يقترح رفع القيمة الإيجارية فى قانون الإيجار القديم    المشاط: تعزيز العلاقات المصرية - الفرنسية بالشراكة الاستراتيجية خطوة محورية    منظمة الصحة العالمية: 4 آلاف طفل بغزة بحاجة لإجلاء طبي عاجل    «لوفتهانزا» الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب    صحة غزة: أكثر من 10 آلاف شهيد وجريح منذ استئناف حرب الإبادة    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى السعودية    أبرز ما تناولته الصحف العالمية عن التصعيد الإسرائيلي في غزة    الحكومة المكسيكية تعلن أنها ستقاضي "جوجل" بسبب تغيير اسمها إلى خليج المكسيك    تريزيجيه يدعم منتخب الشباب: كلنا وراكم.. وإن شاء الله تفرحونا    الوادي الجديد: متابعة امتحانات صفوف النقل لمدارس التعليم الفني والتربية الخاصة    الطقس اليوم السبت 10 مايو 2025: ارتفاع درجات الحرارة وتوقعات بموجة حارة شديدة    بوسي شلبي تشكر أصدقاءها: "أنتم سبب إني عايشة لحد دلوقتي"    وصول جثمان زوجة محمد مصطفى شردى لمسجد الشرطة    فيلم سيكو سيكو يواصل تصدر الإيرادات    جامعة أسيوط تُشارك في ورشة عمل فرنكوفونية لدعم النشر العلمي باللغة الفرنسية بالإسكندرية    متحفا الحضارة والمصرى يشاركان للمرة الأولى فى مؤتمر التراخيص الآسيوى الدولى بهونج كونج    الدستورية تلزم الشركات السياحية بزيادة رؤوس أموالها خلال مدة محددة    مهرجان SITFY-POLAND للمونودراما يعلن أسماء لجنة التحكيم    تنظيم ندوة «صورة الطفل في الدراما المصرية» بالمجلس الأعلى للثقافة    4 أركان و7 واجبات.. كل ما تريد معرفته عن سنن الحج    هيئة التأمين الصحي الشامل توقع اتفاقًا مع جامعة قناة السويس    تحرير 16 محضرا لمخالفات تموينية في كفرالشيخ    أنشأ محطة بث تليفزيوني.. سقوط عصابة القنوات المشفرة في المنوفية    تعرف على مواعيد مباريات الزمالك المقبلة في الدوري المصري.. البداية أمام بيراميدز    المتحف المصري الكبير يستقبل فخامة رئيس جمهورية جزر القمر ووزيرة التعليم والثقافة اليابانية    ثلاثية بصرية.. معرض يوثق الهوية البصرية للإسكندرية بأسبوع القاهرة للصورة    الدستورية العليا: إجراءات تأديب القضاة ليست اتهامًا ولا تعوق المحاكمة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الكلام وحده لايكفي !?    في احتفالية يوم الطبيب المصري.. تكريم 31 طبيبًا وطبيبة من الأطباء المثاليين    حريق هائل في 5 منازل ببني سويف    اليوم.. انطلاق الجولة 35 ببطولة دوري المحترفين    استثمارات 159 مليون دولار.. رئيس الوزراء يتفقد محطة دحرجة السيارات RORO    عاجل - لماذا استدعى العراق قواته من بكستان؟    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب    وفاه زوجة الإعلامي محمد مصطفى شردي بعد صراع مع المرض    «رئيس الرعاية الصحية»: منصة وطنية للتشخيص عن بعد باستخدام الذكاء الاصطناعي قريبا    صرف مكافأة استثنائية للعاملين بمستشفيات جامعة القاهرة    بخطوات سهلة واقتصادية.. طريقة تحضير الناجتس    سعر اللحوم الحمراء اليوم السبت 10 مايو    خبر في الجول - زيزو يحضر جلسة التحقيق في الزمالك    «الصحة»: تدريب 5 آلاف ممرض.. وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات لتطوير خدمات التمريض    حاجة الأمة إلى رجل الدولة    الرمادي يعقد جلسة مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بيراميدز    هل أصدرت الرابطة قرارا بتأجيل مباراة القمة 48 ساعة؟.. ناقد رياضي يكشف مفاجأة (فيديو)    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    الصحة: تدريب أكثر من 5 آلاف ممرض.. وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات لتطوير الخدمات    اليوم.. محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"    موعد مباراة الاتحاد السكندري ضد غزل المحلة في دوري نايل والقنوات الناقلة    حبس لص المساكن بالخليفة    الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد مشاركته في احتفالات عيد النصر في موسكو    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    السيطرة على حريق داخل عصارة عسل أسود بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترامب والمؤسسات.. من يروّض الآخر؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 01 - 2017

يشكل دونالد ترامب ظاهرة جديدة فى السياسة الأمريكية سيكون لها العديد من الآثار والتداعيات داخليا وخارجيا,
فقد جاء فوزه كتعبير عن صعود الشعبوية الجديدة, ليعلن تمرده ورفضه للمؤسسات التقليدية والنخبة الحاكمة سياسيا واقتصاديا, حيث أعلن فى خطاب تنصيبه أن الشعب الأمريكى سيكون الحاكم للبيت الأبيض وليس النخبة التقليدية, وهو ما يعنى أن توجهات إدارته ستكون للأولوية الشعبية وليس لتلك المؤسسات, وقد انعكس الصراع بين الجانبين فى صدامه المبكر مع الكثير من المؤسسات الأمريكية مثل المواجهة مع أجهزة الاستخبارات على خلفية فضيحة التسريب الروسية فيما يخص معلومات حول حياته الأخلاقية والمالية, واتهامه للمخابرات الأمريكية باختلاق والترويج لتلك المعلومات الزائفة, كذلك صدامه مع بعض وسائل الإعلام التى اتهمها بالانحياز لخصومه, وصدامه مع مؤسسة الحزب الجمهورى, وصراعه مع الشركات الاقتصادية متعدية الجنسيات واتهامها بتهريب الأموال الأمريكية للخارج. فإلى أى حد ستنجح شعبوية ترامب فى مواجهة المؤسسات الأمريكية ومن سيروض الآخر خاصة فى مجال السياسة الخارجية؟
ينطلق ترامب من رؤية بسيطة استطاع من خلالها جذب تأييد قطاعات كبيرة من الشعب الأمريكى تحت شعار أمريكا أولا, وتوظيف إخفاقات الإدارات السابقة والتى تمثلت فى زيادة معدلات البطالة وهروب رؤوس الأموال للخارج وتدهور البنية الأساسية والتعليم والصحة وزيادة الهجرة غير الشرعية وإنفاق المليارات من الدولارات فى الخارج لحماية الآخرين وتزايد الفجوة بين الأقلية الغنية والغالبية الساحقة من الفقراء والطبقة الوسطى, ومن ثم فإن سياساته ستكون مغايرة للسياسات السابقة وإعطاء الأولوية للداخل وربط السياسة الخارجية والانخراط الأمريكى فى القضايا العالمية والشراكات الدولية بتحقيق هذه الأهداف من خلال عقيدة الصفقة ومدى عائدها على الولايات المتحدة, وهو ما يمثل ورقة قوية فى تحقيق التغيير المنشود وترويض المؤسسات, كما أنه يعكس التوجه الانعزالى والتركيز على قضايا الداخل.
لكن فى المقابل فإن المؤسسات الأمريكية تملك العديد من الأوراق لترويض ترامب. أولاها: ضعف خبرته السياسية كرجل أعمال جاء إلى السلطة من خارج المؤسسات الحزبية التقليدية والنخبة السياسية, ومن ثم يفتقد إلى فهم تعقيدات الأوضاع على الأرض, ومن ثم فإن اتخاذ قراراته بشأن السياسة الخارجية سوف تكون نتاج عملية صنع القرار الأمريكى والتى تتداخل فيها مؤسسات عديدة أبرزها وزارات الدفاع والخارجية وأجهزة الاستخبارات ومجلس الأمن القومى, حيث لا يستطيع رئيس أمريكى العمل بدون رؤية وتوجهات تلك المؤسسات، والتى ترتبط بحجم التعقيدات والتشابكات فى المصالح الأمريكية فى الخارج, وحدود الخيارات الأمريكية فى التعامل مع القضايا الدولية والتى سوف تشكل إطارا حاكما له وكابحا لانحرافاته. وتعكس اختيارات ترامب فى تلك المناصب وجود حالة من الضبابية والتنافر بين أعضائها وافتقادهم للحرفية السياسية, واختلاف مواقف بعضهم مع مواقف ترامب بشأن القضايا الدولية, فعلى سبيل المثال فإن دان كوتس رئيس الاستخبارات الوطنية لديه مواقف عدائية مع روسيا ولا يرحب بتطبيع العلاقات الأمريكية معها على غرار ما ينحو ترامب, كما أن وزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس يرفض التخلى عن حلف الأطلنطى كما يرغب ترامب, لكن القاسم المشترك بينهما جميعا هو الاتفاق على مواجهة الإرهاب والجماعات الإرهابية, بل حتى فى هذه القضية فإن ترامب ومستشاره للأمن القومى مايكل فيلين ينطلقون من رؤية خاطئة فى معالجة تلك القضية نتيجة لعدم التمييز بين الجماعات الإسلامية المتطرفة كداعش وغيرها وبين الإسلام المعتدل الذى يمثل الغالبية الساحقة من المسلمين .
وثانيتها: أن ترامب كغيره من الرؤساء الأمريكيين السابقين بمن فيهم أوباما, بدأ عهده بوعود براقة تمحورت جميعها حول أمريكا القوية وأمريكا أولا, لكن كثير منها لم يتحقق على أرض الواقع, خاصة فى المجال الخارجى, حيث فشل أوباما فى تنفيذ وعوده بإغلاق معتقل جوانتنامو وحل الدولتين فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ومواجهة تنظيم داعش وتحسين أوضاع الأمريكيين السود, ولذلك فإن وعود ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ستواجه بعقبات كثيرة أبرزها رد الفعل العربى والإسلامى والفلسطينى الغاضب والذى قد يهدد باندلاع انتفاضة فلسطينية, كذلك ستجعله فى مواجهة مع المجتمع الدولى وقرارات الشرعية الدولية وآخرها القرار 2334 والتى لا تعترف بضم إسرائيل للقدس, كما أن وعده بإلغاء صفقة البرنامج النووى الإيرانى ستجابه بفشله فى حشد إجماع دولى حول تلك الصفقة التى تضم مجموعة الخمسة زائد واحد وأقرها مجلس الأمن الدولى, كذلك وعده بإقامة جدار على الحدود مع المكسيك سيجابه بتحدى التكلفة الاقتصادية الباهظة, كما أن اتجاهه نحو التطبيع مع روسيا والتقارب مع بوتين سيواجه بصراع المصالح بين الدولتين فى إطار النظام الدولى ومعارضة الأجهزة الأمنية لهذا التقارب, كذلك توجهاته الاقتصادية نحو العولمة ستجابه بمقاومة النخبة الاقتصادية المسيطرة فى وول ستريت. ورغم قناعات ترامب إلا أنها ستكون فى إطار المؤسسات الأمريكية وخياراتها والتى ستقوم بترويض ترامب وفرض الواقعية على شعبويته وخضوعه لها خاصة مع استمرار المظاهرت الحاشدة ضده والتى قد تهدد مستقبله السياسى إذا أصر على نهج شعبويته.
لمزيد من مقالات د.أحمد سيد أحمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.