رغم حالة الجدل التى اثارها فيلم «مولانا» ما بين مؤيد ومهاجم من قبل شيوخ مؤسسة الأزهر فإننا نجد أنفسنا أمام فيلم يلامس قضية مهمة الا وهى ضرورة تجديد الخطاب الدينى وهو الامر الذى يدركه المخرج الكبير مجدى أحمد على، وحرص بشكل كبير على تقديم صورة معاصرة للداعية الذى يجب ان يكون عليه من خلال شخصية حاتم الشناوى التى قدمها ببراعة الفنان عمرو سعد . حول حالة الجدل التى سبقت وتزامنت مع عرض الفيلم جاء الحوار مع المخرج محدى أحمد على.. فإلى نص الحوار: تعود للسينما بعد فترة غياب من آخر أفلامك «عصافير النيل» فكيف وقع اختيارك على رواية مولانا لإبراهيم عيسي؟ انا منذ قراءتى للرواية وانا شديد الإعجاب بها وكنت أتمنى تقديمها فى مسلسل ولكننى علمت انه قام ببيعها بالفعل لعمل مسلسل تليفزيونى ولكن المسلسل توقف فعدت مرة اخرى لتجديد الطلب مرة اخرى ولكن من خلال تقديمها فى عمل سينمائي.. حرصك وإصرارك على تقديمها يأتى من كونها تتحدث عن فكرة الدعاة وتجديد الخطاب الدينى وهو ما يتزامن مع ما يحدث حاليا من عنف وتطرف ؟ أكثر شىء يسعدنى فعلا ان الشعب الذى خرج في30يونيو خرج ينادى باسقاط حكم المرشد إذن فأنا اعتبر تلك الثورة هى اول ثورة فكرية فى التاريخ تتحدث عن نمط وأسلوب حياة مختلف جديد لم نصادفه من قبل والفيلم تزامن مع ذلك وجاء معبرا بشكل كبير لما يحدث الآن والتطرف الذى انتشر بشكل كبير نتيجة تراكمات كثيرة وهو ما كان يلزم علينا كمثقفين ان ندعم تلك الثورة الفكرية بعمل حقيقى يعبر عنها حتى وان قدمنا ذلك بطرق مباشرة لأننا فى مرحلة لا تحتاج منا لف ودوران. قدمت صورة للداعية المعاصر الذى يجب ان يكون وقدمت إيجابياته وانه ايضا ليس معصوما من الخطأ فلماذا الهجوم الذى تعرضت له ؟ الهجوم كان قبل عرضه وانا اعلم جيدا ان هناك مقاومة كبيرة من مؤسسات دينية ترفض تجديد الخطاب الدينى وانا رغبت من خلال نموذج حاتم الشناوى ان اظهر على انه بشر قد يصيب وقد يخطيء وهو ما جاء على لسان بطل الفيلم انه لا يقول امرا غلطا يغضب ربنا وفى ذات الوقت ليس كل ما يقوله يعبر عن رأيه ومقتنع به فهو شخص مستقيم خفيف الدم قريب التواصل مع الجمهور وفى احيان، قد يقبل البعض تعاونهم مع الجهات الامنية وقد يرفض البعض الآخر. ويضيف ولكن مشكلتنا انهم يريدون للداعية المثالى فى كل شيء وهو غير موجود ولكنها بصراحة كارثة لا نقتصر فقط على المشايخ وإنما لجميع فئات المجتمع مثل الطبيب والمعلم والصحفى وغيرها من المهن التى قد يوجد بها فساد وإذا قدمته ايضا يرفضون ذلك وإذا كان المجتمع بأفراده بدون اخطاء فمن أين تأتى الكوارث إذن؟ فنحن نقدم نموذجا ما وليس جميع الشخصيات بهذا الشكل. مثلما كان هناك مهاجمون من المشايخ كان هناك مؤيدون للفيلم مثل الشيخ خالد الجندى الذى كتب ان الفيلم مثال جيد لتقديم صورة الداعية بشكل جيد.. فما ردّك؟ سعيد جدا باشادتهم وافتخر بكل ما قيل عن الفيلم. انتقد البعض تهميش الأدوار الأخرى الموجودة بالعمل مثل دور درة وريهام حجاج وأنها لم تكن بنفس عمق دور عمرو سعد.. فما تعليقك؟ لقد تم حذف نصف ساعة من احداث الفيلم حتى نسرع إيقاع الفيلم ونبعد عن التطويل.. اما بالنسبة للأدوار الأخرى فتلك هى طبيعتها فى العمل وتلك هى طبيعة الافلام التى تدور حول شخص فإذا قدمت جمال عبد الناصر ستكون الأحداث حوله بشكل أساسي. ولكن لم يفهم المشاهد ما سبب العلاقة المتوترة بينهم طوال الوقت وعدم وجود رضاء بينهم؟ بالعكس.. انا أوضحت بعد غرق ابنها ودخوله المستشفى تركها حاتم ولم تجده بجانبها، يذهب لمسح المساجد كنوع من اذلال النفس وقد تركها فترة طويلة الى ان ذهبت للشيخ مختار لاحضاره وهو ما جعل هناك فجوة بينهم. أيضا ريهام حجاج هناك تحول فجأة لم نر مبرراته فى نهاية الفيلم ومساعدته رغم الايقاع به فى البداية فما سر التحول ؟ ريهام حجاج شخصية حقيقية بالفعل تحضر ماجيستير وكانت تناقشه مناقشات حقيقية وحاولت طوال الوقت ان أعطى احساسا بأنها ليست فقط تحاول الايقاع به وإنما هناك إعجاب بالشخصية وهو فى ذات الوقت يبادلها ذلك فهى لم تكن مجرد علاقة عابرة. الفيلم يفضح الضغوطات المادية التى قد تواجه الشيوخ والدعاة وان الامر تحول الى التعامل معه من منطق السبوبة وفرض رأى صاحب القناة احيانا ؟ بالفعل 90 فى المائة مما نشاهده الآن على شاشات التليفزيون يدخل فى إطار السبوبة وخاصة الدعاة الشباب الجدد، ولكن فى ذات الوقت هناك دعاة محترمون مثل سعد الهلالى وخالد الجندى وجمال البنّا فقد كان عظيما ومؤثرا وكذلك آمنة نصير. وكيف ترى تجاوز الفيلم ايرادات نحو 9 ملايين جنيه ؟ هذا الرقم سيتضاعف إن شاء الله لأَنِّى ارى ان فيلم «مولانا» خلق حالة غير مسبوقة ويكفى انه حقق 9 ملايين ونحن فى موسم ميت كما يقال موسم امتحانات والجو ايضا صقيع ، ولكن الفيلم سيستمر عرضه فى إجازة نصف العام وشم النسيم ، وسعادتى اكبر اننى أرى عددا كبيرا من الشباب يقبلون على مشاهدته وكثيرا من الأسر المصرية.