شدد الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، فى ختام المؤتمر الدولى الثالث لمكافحة التطرف الذى نظمته المكتبة على مدى ثلاثة أيام ، بعنوان »العالم ينتفض .. متحدون فى مواجهة التطرف«،على أهمية تبنى المواجهة الفكرية والتنويرية فى مكافحة التطرف والإرهاب بجانب المواجهات الأمنية والعسكرية ، قائلا: الحرب الدائرة هى معركة أفكار والأفكار لا يهزمها سوى الأفكار . وأوضح فى الجلسة التى شارك فيها الدكتور علي جمعة مفتى مصر السابق ، أن بناء الوعى النقدى يحول دون نشر الفكر المتطرف، مشددا على أهمية دور الإعلام فى بناء الوعى الوطنى الذى يوضح للجميع خطورة الفكر المتشدد داعيا إلى التمسك بالقيم الإنسانية التى تعنى القيم التنويرية ، لافتا الى ان التطرف ظاهرة عالمية تتصاعد فى كل العالم. واستعرض بعض الاحصاءات التى تبين حجم العمليات الإرهابية فى العالم والوطن العربي، مشيرا الى أن هذه العمليات تتزايد بصورة خطيرة فى عالمنا العربي، بما ينفى مقولة »صدام الحضارات«. وأكد المؤتمر ، ضرورة القضاء على الأسباب التى أدت الى تصاعد ظاهرة التطرف والعنف فى الوطن العربى والعالم، وعلى رأسها العامل الاقتصادى ممثلا فى البطالة وتزايد الفقر والتهميش المجتمعي، مشددا على أهمية مراقبة كل الجماعات التى تعمل على تجنيد الشباب وتحريضهم على ارتكاب أعمال إرهابية ضد المؤسسات والنيل من الدولة الوطنية بهدف اضعافها. ولم يغفل المؤتمر التركيز على ضرورة تصويب الخطاب الدينى باعتباره قضية أمن قومى ، وذلك لعدم استغلال الجماعات الإرهابية المنتشرة بعض التفاسير الخاطئة عند الشباب وتجنيدهم فى صفوفها ودفعهم فى مراحل مقبلة على تنفيذ تعليماتها. وركز المؤتمر على أهمية حماية حقوق الإنسان ودعم أسس الديمقراطية وتحقيق كل ما نادت به محفزات الربيع العربى من القضاء على التهميش الاجتماعى والفقر وإحباط الشباب للقضاء على حالة عدم الرضا. ودعا المؤتمر على لسان معظم المشاركين الى ضرورة وضع تعريف محدد للإرهاب وعدم ترك هذا التعريف ليضعه الغرب خاصة أنه لا يراعى سوى مصالحه، فى الوقت الذى يجبر العرب والمسلمين على ربط الإرهاب بالاسلام بالمخالفة للواقع. ودعا المؤتمر ، فى الجلسات العامة والخاصة، الى عدم اعتماد العامل الأمنى فقط فى مواجهة الإرهاب والتطرف، حيث يجب مواجهة الفكر التكفيرى بالفكر التنويرى وصحيح الدين، مع ضرورة تبنى معالجة فكرية وثقافية تنشر مفاهيم التسامح والتعددية والتنوع وقبول الآخر والعمل على نشر العدالة الاجتماعية والشراكة والقضاء على الفقر.