► الاحتفال مع أهلنا فى دور العبادة وتهنئتهم بعيد الميلاد حرك مياها راكدة وتصويب لخطاب سائد ► عقارب الساعة لا تعود للوراء ولا يجب خلق فزاعة لأنفسنا ► 25 يناير ثورة لها تحديات ومكاسب أقلها عدم استطاعة الرئيس البقاء يوما فى المنصب بعد انتهاء مدته ► ترميم «البطرسية» لإقامة صلاة العيد فى موعدها ردنا على الجريمة بالبناء والتعمير
أجرى الحوار: محمد عبدالهادى علام فى الجزء الثانى من حوار الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الأهرام والأخبار والجمهورية يواصل رئيس الدولة حديثه الصريح إلى الرأى العام عن مختلف قضايا الداخل والسياسة الخارجية المصرية والموقف من الوضع العربى الراهن. تحدث الرئيس إلى رؤساء التحرير لمدة أربع ساعات كاملة فى مقابلة حضرها اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.
فى الجزء الأول، المنشور أمس، تناول الرئيس – بالتفصيل - برنامج الإصلاح الاقتصادى وفى ختام الجزء الأول قال الرئيس «إن ما يتم على أرض مصر كان يصعب إتمامه فى 30 عاما، فما ننجزه يتم بإمكانات مصر، واعتمادها على الذات للاحتفاظ بالكبرياء وبالكرامة الوطنية». ---- يستهل الرئيس السيسى الجزء الثانى اليوم بالحديث عن العمل الإرهابى الجبان ضد الكنيسة البطرسية وزيارته للكاتدرائية المرقسية فى عيد الميلاد فى السابع من يناير الحالي، فقال «ذهابى للكاتدرائية للتهنئة وكلامى مع المصلين هو تصويب لخطاب سائد ولا تتصور التأثيرات غير المحدودة على المصريين وغير المصريين». وعن مسألة ترميم الكنيسة البطرسية شدد على أن انتهاء العمل من الترميم لإقامة صلاة عيد الميلاد فى موعدها بها أبلغ رد فهذا هو «أقل شيء يمكن تقديمه بعد الضرر الذى حدث»، مؤكدا أن الأخذ بالثأر يكون بالبناء والتعمير, وعودة الناس للصلاة فى الكنيسة فى العيد. وعن تجديد الخطاب الديني، قال السيسى إننا قد حركنا مياها راكدة لم يكن أحد يقترب منها، مشيرا إلى أن هناك تغيرا حقيقيا فى قلوب وعقول الناس, فالناس لا تأخذ الأمور على إطلاقها, وأصبح هناك تدبر لفهم الدين أكثر من ذى قبل.. لذا أقول إنه سيخرج من مصر نور حقيقى للمواطنة واحترام عقائد الآخرين وعدم الإساءة للديانات الأخري. وعن سير الحرب ضد الإرهاب، قال السيسى الحرب على الإرهاب فى مصر وفى المنطقة هى «حرب ضروس» لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد, موضحا أن الحرب ضد الإرهاب التى يزيد عمرها على 3 سنوات ونصف سنة لم يشعر بها الشعب على غير ما كان فى أثناء حرب الاستنزاف حين توقفت التنمية وكانت كل الموارد مكرسة للحرب, وقال إن المواجهة من جانبنا متطورة وتتغير بتغير أساليب جماعات الإرهاب لكن حجم ما هو موجود الآن لا يقارن بما كان موجوداً منذ عامين ونصف عام. وحول تدشين الأسطول الجنوبى ورفع علم مصر على الحاملة «جمال عبدالناصر»، قال السيسى إن الأمن القومى العربى فى حالة انكشاف أدت إلى فراغ كبير أغرى منظمات متطرفة وقوى إقليمية بملء الفراغ وهو ما استدعى أن تتلاءم جهودنا وتتوازى مع هذا التحدى لملء الفراغ وتحقيق توازن القوي. وبشأن مواجهة الفساد، قال الرئيس: إن لديه تصميما على مواجهة الفساد وإنه لا يوجد عنده شيء اسمه «عش دبابير» لا أضع يدى فيه وأى واحد فاسد سنحاسبه ونحاكمه ولا أحد على رأسه ريشة ولا نتستر على فساد أحد مهما يكن مركزه ونتخذ الإجراءات القانونية. وعن مرور 6 سنوات على ثورة 25 يناير، قال السيسى إن الثورة مثلما كانت لها مكاسب كانت لها تحديات.. ولابد أن نقبل الاثنين معا، والمشكلة أننا نريد أن نأخذ من كل شيء حده الأقصى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ونظلم بذلك الدولة والتجربة. وأكد الرئيس أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. وتطرق الرئيس إلى الإعلام فقال إن صدر الدولة يضيق من الإعلام الذى ليس إعلاما والذى يبتعد عن المهنية والموضوعية وينشر الإحباط, مؤكدا أنه فى كل الأحوال لن يلجأ إلى الإجراءات الاستثنائية أو العقابية. وحول أولوية إصلاح التعليم، قال السيسى إنه يحتاج إلى سنوات طويلة من أجل تحقيق النهضة التى نرغبها فى العملية التعليمية من حيث المعلم والبنية البشرية العلمية والمناهج والمنشآت وغيرها, مشيرا إلى أن العمل مستمر للإعداد للمؤتمر القومى للتعليم. وعن تقييم أداء الحكومة، قال الرئيس إن الناس تقيم الحكومة وفقا للظروف والأسعار, واصفا الحكم بتلك الطريقة بأنه غير منصف بسبب المسئولية وصعوبة المهمة فى الظروف الراهنة, وقال إن شريف إسماعيل رئيس الحكومة يتمتع بثقته، وهذه الثقة نابعة من العمل ومن الأداء والمتابعة والتقدير للمهمة وأمانة المسئولية. وكشف الرئيس عن إجراء تعديل وزارى وقال إنه «قريب جدا» وإنشاء مجلس جديد للشئون السياسية الداخلية والخارجية ضمن المجالس الاستشارية فى الرئاسة. ....... وعن علاقات مصر الدولية والوضع الإقليمي، قال السيسى إنه سيكون هناك تفاهم أكبر واستعداد للتعاون وتنسيق أعمق مع إدارة دونالد ترامب وهناك إشارات إيجابية حول التعاون فى قضية الإرهاب من خلال تبادل الخبرات والمعلومات وإمدادنا بمعدات. كما قال السيسى إنه يلمس تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية الروسية ولا يمكن تسمية ما يجرى بشأن عودة رحلات الطيران بالاستغراب من الموقف الروسى ولكنه «العتب» وهذا ناجم عن الشخصية المصرية بما لها من «عشم» فى تصرفات الآخرين. وأوضح الرئيس أن هناك قناعة أوروبية حقيقية بأهمية التعاون مع مصر والتنسيق معها خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب. ومن المقرر أن تقوم المستشارة الألمانية بزيارة مصر فى مارس المقبل. وعن الجهود المصرية لإنهاء الأزمة الليبية، قال السيسى إن جهود مصر مستمرة وهدفنا مازال هو وحدة ليبيا وتحقيق إرادة الشعب والمسار هو دعم الجيش الوطنى من أجل مكافحة الإرهاب وحماية الشعب واحترام الشرعية واتفاق الصخيرات. وحول تطورات الأزمة السورية ومشاركة مصر فى مؤتمر «آستانة»، قال السيسى إن موقف مصر واضح ولم يتغير من سوريا، ولو وجودنا سيسهم فى مؤتمر «آستانة» فى «حلحلة» الموضوع فسنشارك فيه للخروج من المعاناة الرهيبة التى يعيشها الشعب السوري. واختتم الرئيس السيسى حديثه الممتد مع رؤساء تحرير الصحف القومية وقال إن أولوياته هى مصر وشعبها, وإن التحدى يكون - سواء - فى النهوض بالتعليم أو الصحة أو تعميق الوعى أو تعزيز الأمن أو الارتقاء بالاقتصاد ومعيشة المواطنين. فإلى نص الجزء الثانى من الحوار سيادة الرئيس: هذه هى المرة الثالثة التى تزور فيها الكاتدرائية المرقسية فى عيد الميلاد المجيد.. هل توقعت هذا الاستقبال الحار؟!.. ومادلالة الانتهاء من ترميم الكنيسة البطرسية خلال 15 يوما وإكمال ترميم الكنائس التى أحرقها الإرهابيون فى أثناء ثورة يونيو, وكيف فكرت فى مشروع إنشاء المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية؟ الرئيس: ذهابى للكاتدرائية للتهنئة, وكلامى مع المصلين, هو تصويب لخطاب سائد, ولا تتصور التأثيرات غير المحدودة على المصريين وغير المصريين. أما الانتهاء من ترميم الكنائس- التى أحرقت- فى ميعادها, فهو أقل شيء يمكن تقديمه بعد الضرر الذى حدث, وكان لابد من اكتمال الترميم فى الموعد.. أيضا الكنيسة البطرسية كان لابد قبل الاحتفال بعيد الميلاد أن تتم إعادتها لحالتها. فى اليوم التالى لجريمة التفجير تم القبض على الجناة وإحالتهم للمحاكمة, أما أخذ الثأر فهو بالبناء والتعمير, وعودة الناس للصلاة فى الكنيسة فى العيد, مع كل الألم والأسى على الضحايا. أما عن استقبال الناس فى الكاتدرائية, فهناك كثيرون يتحدثون باسم غيرهم, ويجب ألا يتكلم أحد باسم جموع الناس. فالناس تعرف كل شيء وتقدر أن تميز بين الطيب والخبيث, وهذا ينطبق على كل المصريين سواء الذين يعيشون فى مصر أو خارجها. طالبتم أكثر من مرة بتجديد الخطاب الديني, هل تشعر بالرضا عما تم فى هذه القضية؟ الرئيس: دائما أكون متعشما فيما هو أكثر, وأملى أن أصل للحد الأقصي, لكننا حركنا مياها راكدة, لم يكن أحد يقترب منها.. والمهم كيف يتعامل رجال الدين والرأى العام كله مع هذه القضية.. والحقيقة هناك تغير حقيقى فى قلوب وعقول الناس, فالناس لا تأخذ الأمور على إطلاقها, وأصبح هناك تدبر لفهم الدين أكثر من ذى قبل.. لذا أقول إنه سيخرج من مصر نور حقيقى للمواطنة واحترام عقائد الآخرين وعدم الإساءة للديانات.. وذهاب رئيس الدولة لتهنئة أهله فى احتفالهم له تأثير كبير فى هذا الاتجاه.. المؤسسات الدينية تعمل فى قضية الخطاب الديني.. ومن يرد أن يعرف فليذهب إلى شيخ الأزهر ويسأل, ويسمع من المؤسسات الدينية, وينقل ذلك للناس. كيف تسير الحرب ضد الإرهاب؟.. تابعنا توجيهاتكم فى أكثر من اجتماع أمنى عسكرى لمحاصرة الإرهاب وتصفية بؤره.. هل هناك تغيير منتظر فى أسلوب المواجهة لسرعة تصفية هذه البؤر؟ الرئيس: الحرب على الإرهاب فى مصر أو فى المنطقة هى حرب ضروس لا تقل عن الحروب التقليدية بل أشد. فالحرب النظامية لها وسائل محددة, لكن الإرهاب غير معروف مكانه ولا توقيته ووسائله غير محددة. وفى هذه الحرب ضد الإرهاب التى يزيد عمرها على 3 سنوات ونصف سنة, لم يشعر بها الشعب, على غير ما كان فى أثناء حرب الاستنزاف, حين توقفت التنمية وكانت كل الموارد مكرسة للحرب.. أما فى حربنا هذه فلم يحدث شيء من هذا, حتى بالنسبة للحشد الإعلامى الذى يصاحب الحروب. فيكفى أن المصريين يدفعون ثمن الحرب من دماء أبنائهم, ولو كنا جعلناهم يعيشون حالة الحرب وما يحدث فى سيناء كل يوم, لتأثرت المعنويات, خاصة أن التغطية الإعلامية تتابع الحرب لحظيا.. أما عن نجاحنا فى الحرب على الإرهاب فنحن ناجحون مفيش كلام.. وارجعوا إلى ما يكتبه العالم فى هذا الشأن.. وبالنسبة للمواجهة من جانبنا فهى متطورة وتتغير بتغير أساليب جماعات الإرهاب, لكن حجم ما هو موجود الآن, لا يقارن بما كان موجودا منذ عامين ونصف العام, كانت الأعداد بالآلاف من المسلحين, وكانت لديهم بنية أساسية من مخازن سلاح وذخيرة وملاجئ وأشياء كثيرة لا يعرفها أحد, وقمنا بتدميرها, وحرصنا ألا نثير فزع المصريين أكثر مما يجب, ويكفى الثمن وهو الدماء, ففى أثناء حرب الاستنزاف, لم يكن أحد ينكر حجم الخسائر ولم يكن أحد يسمع بالجنازات.. وإننى أسال هل ياترى يذهب المواطنون إلى المصابين فى المستشفيات مثلما كان يحدث فى أثناء حرب 1973.. إننى واحد من الناس أذهب وأسرتى للمصابين دون إعلان, وهناك كثيرون يفعلون ذلك.. لكن هل نقوم بهذا الدور كما يجب لنشعرهم بأننا معهم, ونشعر أسرهم باهتمامنا بابنهم البطل المصاب؟!.. هل طرح أحد من الإعلاميين مبادرة للتواصل مع المصابين فى المستشفيات أو بعد خروجهم منها؟! تابعنا تدشينكم الأسطول الجنوبى ورفع علم مصر على الحاملة «جمال عبدالناصر», وشاهدنا وصول أسلحة حديثة للقوات المسلحة فى الفترة الأخيرة.. لماذا الأسطول الجنوبي, وماذا عن تحديث تسليح الجيش المصري؟ الرئيس: الأمن القومى العربى فى حالة انكشاف أدى إلى فراغ كبير, أغرى منظمات متطرفة بالسعى لملء الفراغ, هى وقوى إقليمية فى المنطقة لذا كان لابد أن تتلاءم جهودنا وتتوازى مع هذا التحدى لملء الفراغ وتحقيق توازن القوي. والأسطول الجنوبى معنى بالبحر الأحمر بدءا من باب المندب حتى شمال بورسعيد, ولابد أن يكون تحت سيطرتنا.. وبالتالى تغيرت الفكرة العملياتية أو استخدام القوات لتأمين البحر. وأقول: اطمئنوا على قواتنا المسلحة.. وتجهيزنا لجيش هدفه تأمين أراضينا وحماية الأمن القومى العربي.. وأبدا ليس موجها ضد أحد, فنحن لدينا ثوابت قوامها أننا لا نهدد أحدا, وليست لدينا تطلعات ولا ننجرف إلى مغامرات. قضية الفساد, تحظى باهتمام غير مسبوق يلحظه الرأى العام, خاصة فى القضايا الأخيرة.. البعض يظن أن على رأسه ريشة.. هل يقلقك الفساد؟ الرئيس: لا يقلقنى الفساد.. لكن بالتجربة الناس تنزعج عندما تجد فسادا لأنها جُبلت على الخير, وهناك من ينزعج عندما تتم مساءلته وينهار لأنه يعتبر نفسه فوق المساءلة. ولدينا تصميم على مواجهة الفساد, ولا يوجد عندى شيء اسمه «عش دبابير» لا أضع يدى فيه, وأى واحد فاسد سنحاسبه ونحاكمه.. لا أحد على رأسه ريشة.. ونحن لا نتستر على فساد أحد مهما يكن مركزه, ونتخذ الإجراءات القانونية, لكننا نعمل على إيجاد سياق إصلاحى ينجينا من عمل فردى يؤدى إلى تجاوز مثلما قمنا بحل مشكلة الفساد فى الدواء والمستلزمات الطبية بفكرة, ومثلما فعلنا فى الخروج بمشروع الألف مصنع من المنظومة البيروقراطية للتغلب على التجاوزات ومن ثم الفساد.. إننا متجهون للحد من الفساد إلى النسب المعقولة عالميا.. وكنا نعمل فى هذا الشأن بأجهزة الرقابة وأجهزة أخري, تضم أيضا الجهاز المركزى للمحاسبات وقد قابلت رئيس الجهاز الأسبوع الماضي. والمولى سبحانه وتعالى يقول: «إن الله لا يصلح عمل المفسدين». نحتفل هذا الشهر بمرور 6 سنوات على قيام ثورة 25 يناير, كيف ترى هذه الثورة وقد تابعت دقائقها؟ الرئيس: الثورة مثلما كانت لها مكاسب كانت لها تحديات.. ولابد أن نقبل الاثنين معا.. لقد حصلنا كشعب على مكاسب ونستفيد بها, أقلها, أن الرئيس لا يستطيع أن يجلس فى منصبه يوما بعد المدة التى قررها له الدستور.. وهذا تطور كبير فى حياتنا السياسية.. كما أن البرلمان يختاره الشعب بحرية دون تدخل من أحد. المشكلة أننا نريد أن نأخذ من كل شيء حده الأقصى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا, ونظلم بذلك الدولة والتجربة. قلتم من قبل إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء, لكن نلاحظ أن بعض الوجوه التى ثار عليها الشعب عندما خرج يرفض الاستبداد والتوريث تعود لتطل من جديد.. كيف ترى ذلك؟ الرئيس: قلت وأقول: عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. إذا كنت أنا لا أستطيع أن أستمر يوما فى الرئاسة بعد الفترة التى ينص عليها الدستور.. إن وعى الناس وفهمهم أكبر من أى تصور, ومن يظن أنه يستطيع أن يسيطر على إرادتهم لا يعرف المصريين.. نحن دولة قانون ومؤسسات ويجب ألا نكون شديدى الحساسية, فلا أحد يحجر على إرادة الناس وكأننا أوصياء عليهم ونخشى أن يخطفهم أو يأخذ منهم أحد الحكم.. لا يجب خلق فزاعة لأنفسنا من لا شيء. هناك من يقول إن صدر الدولة قد ضاق بالإعلام.. هل هذا صحيح؟ الرئيس: نعم.. يضيق بالإعلام الذى ليس إعلاما والذى يبتعد عن المهنية والموضوعية وينشر الإحباط.. أنا مستعد أن أتقبل الانتقاد إذا كان موضوعيا وعلى مستوى الحدث، لأننى أريد أن أستفيد من الرأى الآخر. فى كل الأحوال لا ألجأ لإجراءات استثنائية أو عقابية.. فقط نطالب بالتنوير وبناء الوعي.. ونقول خلوا بالكم.. من أجل بلدكم. الرئيس: المؤتمر الشهرى الثانى للشباب سيعقد فى الأسبوع الأخير من الشهر الحالي.. أما ملف المحبوسين فهو يسير بشكل جيد, وتقوم اللجنة بعملها, وسوف ترسل القائمة الثانية إلينا اليوم بأسماء الشباب للإفراج عنهم, وكل ما يأتى ستتم دراسته وفحصه جيدا والتصديق عليه وإصداره. تشجيع سيادتك للرياضات الفردية والجماعية واضح, وتحرص من فترة لأخرى على توعية الشباب بأهمية ممارسة الرياضة, ماذا أعدت الدولة للرياضيين؟ الرئيس: اهتمامنا بدأ بمراكز الشباب, وقمنا برفع كفاءة ما بين 2800 و 2900 مركز شباب تكلفت ما لا يقل عن مليارى جنيه, ونحن نشجع دور وزارة الشباب لمصلحة شبابنا ودعم الرياضة.. وهناك برنامج لانتقاء العناصر المؤهلة فى الألعاب الفردية والجماعية من أجل تحقيق بطولات فى وقت قصير.. ونلجأ إلى آلية انتقاء لهم بعيدا عن المجاملة والمحسوبية. ملف التعليم عنصر أساسى فى بناء الإنسان المصري, وقد أشرتم كثيرا إلى اعتبار التعليم مشروعا قوميا, ودعوتم إلى عقد مؤتمر قومى للتعليم.. ماذا تم فى هذا الموضوع؟ الرئيس: التعليم يحتاج سنوات طويلة من أجل تحقيق النهضة التى نرغبها فى العملية التعليمية من حيث المعلم والبنية البشرية العلمية والمناهج والمنشآت وغيرها, ونحن نعمل الآن للإعداد للمؤتمر القومى للتعليم. الزيادة السكانية, واحدة من أهم المخاطر على التنمية, وقد أشرتم لهذا أكثر من مرة.. ألا ترى سيادتكم أن هذه القضية تحتاج إلى حزمة إجراءات وحملة توعية؟ الرئيس: أدعو المصريين للسيطرة على الإنجاب, للحد من النمو السكاني, الذى يشكل عبئا كبيرا جدا, ولو لم تتم السيطرة عليه فلن يشعر الناس بثمار التنمية, وهناك جهود يبذلها المجلس القومى للسكان ومراكز الريف, لكن لابد من وجود مناخ مهيأ وأن يكون السياق مساعدا, لاختيار توقيت الحملات, وإلا سنهدر الموارد دون تحقيق الهدف. أعلنتم برنامجا رئاسيا جديدا لتأهيل الكوادر للوظائف القيادية العليا.. متى يعلَن البرنامج؟ الرئيس: انتهينا بالفعل من وضع الترتيبات, وسيتم إعلان البرنامج فى فبراير, وسيلتحق به 200 من كل جهات الدولة, لمدة 9 أشهر, لتأهيلهم على مناصب الوزراء والمحافظين. كيف تقيم أداء الحكومة؟ الرئيس: الناس تقيم الحكومة وفقا للظروف والأسعار, وهذا أمر غير منصف, وأنا لا أقول هذا من أجل إيجاد مبرر وإنما لعظم المسئولية وصعوبة المهمة فى الظروف الراهنة.. وما يحتاج إلى تصويب سنصوبه ونحسن الأداء.. وهناك من يقول سنحسن أداءنا, ومن يقول هذا أقصى ما عندنا, وليست لدينا مشكلة أن يأتى غيره ويحسن الأداء وأنا أقدر من غيرى بحكم الاحتكاك اليومى على التقييم.. صحيح أن النتائج على الأرض توضع فى الاعتبار, ليس بعلو الصوت, وإنما بإدارة العمل وانتظامه ومتابعته. هل مازال المهندس شريف إسماعيل يتمتع بثقتك؟ الرئيس: بالقطع.. يتمتع بثقتي, وهذه الثقة نابعة من العمل ومن الأداء والمتابعة والتقدير للمهمة وأمانة المسئولية. نفهم من كلامك أنه ليس هناك تغيير للحكومة.. إذن هل هناك تعديل وزارى قريب؟ الرئيس: نعم هناك تعديل.. وقريب جدا. ما هى آلية صنع القرار داخل رئاسة الجمهورية.. بعبارة أخرى كيف تتخذ قرارك؟ الرئيس: داخل الرئاسة مجالس استشارية تعمل فى صمت دون جلبة وبعيدا عن الأضواء وتقدم لى تقاريرها وتوصياتها, وقريبا سينضم إليها مجلس جديد للشئون السياسية الداخلية والخارجية.. هناك أيضا أجهزة الدولة كالخارجية والدفاع والمخابرات والداخلية وهى مؤسسات عريقة وقوية.. كذلك لديّ مستشارون فى مختلف التخصصات كالأمن القومى ومكافحة الإرهاب, والشئون القانونية والمتابعة ومكافحة الفساد, والشئون العسكرية. نأتى إلى علاقات مصر الدولية والوضع الإقليمي؟ هناك رئيس أمريكى جديد سيتولى منصبه يوم الجمعة المقبل.. ما هى توقعاتك للعلاقات المصرية الأمريكية فى ظل الإدارة الجديدة, وكذلك التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب ودفع عملية السلام؟ الرئيس: سيكون هناك تفاهم أكبر واستعداد للتعاون وتنسيق أعمق, وهناك بعض الملفات تحتاج إلى مزيد من التفاهم والتعاون مثل القضية الفلسطينية, ومطلوب أن نوضح للإدارة الأمريكية وجهة نظرنا فيها. وبالنسبة لمكافحة الإرهاب, هناك إشارات إيجابية للتعاون من خلال تبادل الخبرات والمعلومات وإمدادنا بمعدات, كما توجد إشارات مهمة وتقدير كبير لدور مصر فى المنطقة.. والفترة المقبلة ستشهد تنسيقاً أكبر مع الولاياتالمتحدة. هل كنت تتوقع فوز ترامب بالرئاسة؟ الرئيس: كنت أتوقع أن يفوز, وكان تقديرى للموقف مبنيا على أنه لمس بصراحته وصدقه عقل وقلب المواطن الأمريكي. نلمس تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية الروسية, لكن الرأى العام يشعر بالاستغراب من الموقف الروسى تجاه مسألة استئناف الرحلات الجوية, خاصة عندما يقارنه بموقف آخر مشابه مع دول أخري.. كيف ترى ذلك؟ الرئيس: ليس الاستغراب, وإنما العتب, وهذا ناجم عن الشخصية المصرية بما لها من «عشم» فى تصرفات الآخرين.. وثقافات الدول تختلف, ولا تستطيع أن تطلب من دولة كبرى بعدما تسقط لها طائرة بها عدد كبير من الركاب, ألا تجعل عودة الطائرات محل مراجعة. لكن الأمور تسير بشكل جيد فى هذا الموضوع.. وهناك علاقات قوية تربطنا بروسيا, وهناك تفاهم وتشاور وتقدير متبادل مع الرئيس بوتين. ماذا عن الاتفاق النهائى بين مصر وروسيا لإنشاء المحطة النووية بالضبعة؟ الرئيس: إعلان هذا الاتفاق أصبح وشيكا, وانتهت الإجراءات الفنية والعقود, وما قدمه الجانب الروسى لنا لم يقدمه لدولة أخري. منذ يومين أجريت اتصالا مع المستشارة الألمانية ميركل بشأن قضية الإرهاب والتعاون الثنائى بين البلدين.. كيف تسير العلاقات المصرية الأوروبية.. ومتى تقوم ميركل بزيارتها إلى مصر؟ الرئيس: علاقاتنا مع أوروبا أخذت دفعة قوية خلال العامين الماضيين, سواء مع ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا, أو البرتغال وكذلك اليونان وقبرص اللتان يجمعنا معهما إطار للتعاون الثلاثي.. والتشاور مستمر مع قادة الدول الأوروبية سواء فى مجال مكافحة الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية أو تعزيز التعاون الاقتصادى والتجاري, وهناك قناعة أوروبية حقيقية بأهمية التعاون مع مصر والتنسيق معها خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب. ومن المقرر أن تقوم المستشارة الألمانية بزيارة مصر خلال الربع الأول من هذا العام. التقيتم نهاية الأسبوع الماضى فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى الليبي.. كيف تسير الجهود المصرية لإنهاء الأزمة الليبية؟ الرئيس: جهدنا مستمر وهدفنا مازال هو وحدة ليبيا وتحقيق إرادة الشعب الليبي, ونرى المسار هو دعم الجيش الوطنى من أجل مكافحة الإرهاب وحماية الشعب واحترام الشرعية واتفاق الصخيرات. ودورنا إيجابى فى محاولة إيجاد توافق بين الفرقاء حتى تعود ليبيا كما كانت. ماذا عن تطورات الأزمة السورية.. وهل ستشارك مصر فى مؤتمر «آستانة» الخاص بهذه الأزمة؟ الرئيس: موقفنا واضح ولم يتغير من سوريا, ولو وجودنا سيسهم فى مؤتمر «آستانة» فى حلحلة الموضوع, فسنشارك فيه للخروج من المعاناة الرهيبة التى يعيشها الشعب السوري. الرأى العام العربى يستشعر أن الأجواء غير مواتية بين مصر والسعودية.. كيف تسير العلاقات, وهل هناك اتصالات تمت فى هذا الشأن؟ الرئيس: نحن حريصون على العلاقات مع أشقائنا, ونقول إن أمننا مرتبط بتماسكنا وبوحدتنا ومرتبط بتفاهمنا مع بعضنا البعض.. وأقول: هذا هو وقت التماسك سمعنا تصريحات إثيوبية رسمية تتهم مصر بالضلوع فى تشجيع المعارضة, وقد رددتم عليها بأننا لا نتدخل فى شئون الآخرين ولا نتآمر.. كيف تسير العلاقات مع إثيوبيا, وما انعكاس هذا على اتفاق سد النهضة؟ الرئيس: عندما تكون هناك ظروف داخلية نحتاج لأن نؤكد لهم أنه مادمنا وضعنا أيدينا فى أيديكم, فإننا حريصون على العلاقة ومسارها وأهدافها ولن نضحى بها, وأقول للمرة المليون: ليس من سياستنا التدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة أو تأليب الرأى العام الداخلى ضد قيادته. أما موضوع اتفاقية سد النهضة, فهو اتفاق دولي, والمكتب الاستشارى مستمر فى عمله وفقا للجدول الزمني. يبدو أن هناك نظاما إقليميا جديدا يتشكل بعد حل الأزمتين السورية والليبية, وبروز أدوار لقوى اقليمية كتركيا وإيران.. أين موقع مصر فى هذا النظام الجديد؟ الرئيس: موقع مصر فى النظام الدولى والإقليمى مرتبط بشعبها.. وبالمعادلة فإن قوة مصر تزداد يوماً بعد يوم, والقدرة العسكرية لمصر فوق تصوركم.. ومصر لها دور فى النظام الإقليمى يتناسب مع موقعها ومكانتها. أخيرا ما هى أولوياتك فى فترة العام ونصف العام المتبقية من مدة الرئاسة؟ الرئيس: أولوياتى هى مصر وشعبها.. هذا هو التحدى سواء فى النهوض بالتعليم أو الصحة أو تعميق الوعى أو تعزيز الأمن أو الارتقاء بالاقتصاد ومعيشة المواطنين. سمعناك فى نهاية كلمتك أمام المصلين بالكاتدرائية المصرية تقول: «اللهم اغننا بفضلك عمن سواك».. هل هذا الدعاء هو رسالة للشعب أم لغيره؟ الرئيس: هى رسالة لأنفسنا, ونبتهل إلى الله الغنى أن يرزقنا من فضله والرزق ليس أموالا فقط, فالفكرة رزق والإرادة رزق. سيادة الرئيس.. ماذا تقول للشعب فى نهاية أول حوار فى العام الجديد؟ الرئيس: أقول إن الثأر من القتل والتخريب, يؤخذ بالبناء والتعمير والنجاح.. وأمامنا مثال كل من ألمانيا واليابان.. وأقول إن من يرفع فى وجهنا السلاح سنواجهه بالسلاح, لكن النجاح الحقيقى والانتصار الحقيقى هو بالحفاظ على سلامة نسيج المجتمع, وبناء البيت وتعميره. أقول للمصريين: بكره تشوفوا, فلابد أن يأتينا الخير كله, وكل الأمل فى الله أن يعيننا ويجزى الشعب خيرا على صبره. سيادة الرئيس.. شكرا على وقتك وسعة صدرك.