الشباب فئة اجتماعية مهمّة فى المجتمع، لها مميزاتها وخاصيَّتها، ومنها روح المغامرة والتعرف على كل ما هو جديد، وهذا جعلهم أكثر الفئات إقبالاً على الإنترنت، باعتبارها المجال الرحب للدخول فى العالم الافتراضى والإبحار فى كلّ جهات العالم.. فطبقا لإحصاءات منظمة اليونيسيف فإن 1 من كل 3 مستخدمين للإنترنت فى العالم طفل أقل من 18 سنة.. هذا ما أوضحته مرفت الخولى مدير مجمع إعلام بورسعيد التابع لهيئة الاستعلامات خلال ندوة «الشباب وعالم التواصل الاجتماعى» التى نظمها المجمع ضمن مبادرة (احترم عالمى) بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة وإدارة المشاركة المجتمعية وتوجيه التربية الاجتماعية بمديرية التربية والتعليم وعدد من اللقاءات بالمدارس من المنطلق الذى توضحه نادية الريس مديرة مدرسة رفيدة الأنصارية الثانوية بنات أن المبادرات المجتمعية تسهم فى تفعيل المشاركة لدى الطالبات وفتح قنوات للحوار. ووصفت د.زينب السماحى أستاذ علم النفس بجامعة بورسعيد الحالة التى نرى أبناءنا عليها يوميا منذ أن عرفت السوشيال ميديا قائلة: إن لمواقع التواصل الاجتماعى تأثيرات أخرى على المجتمعات العربية لا توصف بالإيجابية كلها, ويمكن تصنيفها بالتأثيرات السلبية على الشباب العربى, رغم أنها تعزز الاتصال المجتمعى، إلا أن علماء النفس يرون أن استخدامها يؤدى إلى الإدمان والعزلة التى تكسب مستخدميها الانطوائية وتعطيهم فرصة للهروب من مجتمعهم حيث إنهم يتعاملون مع عالم افتراضى ومع أشخاص غير حقيقيين إن صح التعبير, ولا يدخلون فى نطاق دائرة المعارف والأقارب. وأكد إيهاب الدسوقى رئيس جمعية أصدقاء البيئة أن قيمة الاحترام لابد أن تكون داخلنا مما يمثل الخلفية التى نتعامل بها وعالمنا اليوم هو عالم التواصل الاجتماعى الذى تحكمه ضوابط داخلية نابعة من التربية والقيم الأخلاقية، ويجب على الشباب تحرى الدقة فى التعامل مع هذه المواقع والاستفادة من إيجابياتها وتلافى سلبياتها، مع الأخذ فى الاعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعى تسهم فى نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، حيث لا توجد رقابة محددة تعمل من أجل فلترة تلك الأخبار، وهو الأمر المدمر للمجتمع حيث من الممكن أن تؤدى لأزمات سياسية أو اقتصادية، ومن أهم السلبيات لمواقع التواصل الاجتماعى غياب الخصوصية حيث يستطيع أى إنسان نشر صور أو معلومات تخص شخص آخر دون الرجوع إليه, كما يمكن اختراق الحسابات الشخصية للمستخدمين والتجسس عليهم لأن المشتركين يقومون بنشر معلوماتهم الشخصية، كما يمكن استغلال المنشورات القديمة للأفراد وابتزازهم بها أو التنكيل بهم إعلاميا حيث تحتفظ مواقع التواصل الاجتماعى بالمنشورات القديمة وإن حاول بعض أصحاب تلك المواقع إضافة إعدادات تضفى نوعا من الخصوصية على حسابات المستخدمين ومعلوماتهم الشخصية, ولكن تلك التطبيقات لم تمنع نشر محتويات قد تضر بمستخدمين آخرين, كما أن كثيرا من المستخدمين لا يهتمون بتلك الإعدادات وتم التحذير خصوصا للفتيات من خطورة مثل هذه التطبيقات.