أعلنت الإمارات أمس تنكيس الأعلام 3 أيام حدادا على وفاة خمسة من دبلوماسييها فى هجوم نفذته حركة طالبان الإرهابية داخل منزل حاكم إقليم قندهار، وذلك فى الوقت الذى أعربت فيه مصر عن تعازيها للشقيقة الإمارات، وطالبت المجتمع الدولى بمكافحة آفة الإرهاب. ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أن الخمسة وهم من موظفى الإغاثه لقوا حتفهم أمس الأول بينما كانوا يقومون بأعمال إنسانية وتعليمية وتنموية، وأشارت الوكالة إلى أن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمر بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام حدادا عليهم. وقد نعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات ببالغ الحزن والأسى القتلى الخمسة. كما نعى محمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى شهداء الإمارات، وكتب محمد بن راشد عبر حسابه على «تويتر»: «ننعى اليوم بكل فخر شهداء العمل الإنسانى الإماراتى فى جمهورية أفغانستان، خمسة شهداء ختموا حياتهم وهم يسعون لخدمة الضعفاء والأطفال والمحتاجين». وأضاف قائلا: «لا يوجد أى مبرر إنسانى أو أخلاقى أو دينى لتفجير وقتل من يسعى لمساعدة الناس». وفى غضون ذلك، ارتفعت أمس حصيلة ضحايا الهجمات التى وقعت بإقليم قندهار جنوبأفغانستان إلى 58 قتيلا من بينهم خمسة دبلوماسيين إماراتيين، بينما أصيب 116 آخرون على الأقل فى انفجار خارج البرلمان فى العاصمة كابول. وأعقب التفجير الانتحارى انفجاران داخل منزل حاكم إقليم قندهار جنوب البلاد ، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا، من بينهم خمسة أفراد من أحد الوفود الاماراتية. وكان مهاجمان من طالبان قد استهدفا بوابة مبنى البرلمان، بينما كان العاملون والبرلمانيون يستعدون للعودة إلى منازلهم. وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد المسئولية عن الهجوم الذى وقع خارج البرلمان، لكنه نفى مسئولية الحركة عن الانفجارين اللذين أعقبا الهجوم. جاء ذلك فى الوقت الذى توالت فيه ردود الأفعال الدولية المنددة بالإرهاب، حيث أدانت مصر بأشد العبارات فى بيان صادر عن وزارة الخارجية الهجوم الإرهابى، وأعربت عن خالص التعازى لدولة الإمارات الشقيقة فى مصابها ولأسر الشهداء، داعية المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. وشدد بيان الخارجية على أن تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنى الدول العربية عن مكافحة تلك الظاهرة، ومساعدة الشعب الأفغانى على إستئصال آفة الإرهاب. وأكد البيان على وقوف مصر حكومة وشعبا مع حكومة وشعب دولة الإمارات الشقيقة فى تلك المحنة، مطالبا المجتمع الدولى بتكثيف جهوده لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله والجهات الداعمة له من أجل القضاء على تلك الظاهرة التى تستهدف الأمن والاستقرار فى كل أرجاء العالم. كما أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات، الهجوم الإرهابى، معربا عن خالص تعازيه للإمارات، قيادة وحكومة وشعبا، وأكد وقوف الجامعة العربية بعزم وقوة إلى جانب دولة الإمارات فى مواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة. وصرح الوزير المفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم أمين عام جامعة الدول العربية بأن هذه الجريمة الشنعاء تأتى لتلقى الضوء مجددا على حجم الخطر الذى أصبح يمثله الإرهاب، خصوصا أنها استهدفت مدنيين أبرياء يقومون بمهام إنسانية وتعليمية وتنموية، مشيرا إلى أهمية العمل بشكل عاجل على ملاحقة المسئولين عن ارتكاب هذا الحادث. من جانبه ، أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن استهداف المدنيين والدبلوماسيين وترويع الآمنين أمر ترفضه الشريعة الإسلامية والأعراف والفطرة السليمة حتى فى حالات الحرب، ولكن جماعات التطرف والإرهاب لا هم لها سوى تحقيق مصالحها الشخصية حتى ولو تعارضت مع الشرع والأعراف والقيم الإنسانية، متوجها بخالص العزاء لأسر الضحايا.