تحتفل دول العالم بأعياد رأس السنة منذ العصور القديمة، وهذه الاحتفالات ذكرى تاريخية كان المصريون القدماء يعرفونها، فهم أول من احتفلوا برأس السنة فى أيام الفيضان لنهر النيل العظيم، معتقدين ان الاحتفال بقدوم الاله «آمون» وسطهم سوف يرفع منسوب مياه النيل، وكانت الاحتفالات فى شهر أكتوبر، وتستمر الاحتفالات لمدة شهر، ثم انتقلت الاحتفالات برأس السنة الى الحضارة العراقية القديمة «آشور» فى ابريل تعبيرا عن الشكر والامتنان للإله «آشور» ومازال بعض القاطنين فى شمال العراق يحتفلون برأس السنة الاشورية حتى الآن، ثم انتقلت الى اليهود وهم يحتفلون برأس السنة العبرية أو مايسمى بعيد «البوق»، وقد ربط التقليد اليهودى منذ القدم بين هذا اليوم الأول من شهر اكتوبر وبين يوم ميلاد الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، وحاليا يحرص اليهود على ممارسة بعض العادات الخاصة بهم، ويأكلون رأس السمكة فقط رمزا للذكاء، وكذلك فاكهة الرومان رمزا للتكاثر. وانتقلت الاحتفالات بعد ذلك إلى الحضارات الآسيوية العريقة فلها أوقات وتقاليد متعددة مثل الصين واليابان والهند. وعرفت الولاياتالمتحدةالأمريكية الاحتفال ب «الكريسماس» فى أوائل القرن السادس عشر الميلادي، ثم انتشر فى كل بلاد الغرب ومنها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا واليونان والأرجنتين والمكسيك والبرازيل وغيرها، ومن أهم مظاهر الاحتفالات شجرة الميلاد وبابا نويل «سانتا كلوز» الذى يمثل شخصية القديس نيقولاوس، ويوزع الهدايا على الأطفال والكبار أيضا. وانتقلت الاحتفالات إلى لبنان وبعض الدول الإفريقية والعربية ومنها فلسطين مهبط السيد المسيح، وفى مصر التى تباركت بقدوم السيد المسيح وعائلته المقدسة نحتفل بأعياد الكريسماس فى منتصف الليل ابتداء من يوم 31 ديسمبر حتى اليوم السابع من يناير، ويتضمن الاحتفال فى الكنائس الألحان والتسابيح والصلوات وتزيين أشجار الميلاد ووضع الهدايا عليها. ويتدفق السياح على دير سانت كاترين، حيث يتسلقون جبل موسى على ارتفاع 2400 متر قبل منتصف الليل لمشاهدة أروع مناظر الطبيعة وهى شروق الشمس وزيارة كنيسة القديسة كاترين، كما تحتفل الكنائس القبطية والعالم المسيحى والاسلامى بعيد الميلاد المجيد فى 7 يناير من كل عام. يونان مرقص القمص كاتب وباحث