حقق المؤتمر السادس لمنظمة المرأة العربية بفضل السفيرة المخضرمة ميرفت التلاوي نجاحا مؤكدا في ضوء علاجه لدور النساء في المنطقة ومسارات الاصلاح والتغيير ومشاركة عدد ضخم من الشخصيات العامة العربية والدولية وعلى رأسهم السيدة جيهان السادات التى ألقت خطابا بليغا ومخلصا استعرضت فيه المواقف الرائدة للمرأة المصرية منذ ثورة 1919 والثورات التى شهدتها مصر. ولقد تميز المؤتمر بمناقشة 19 بحثا وانعقاد مائدة مستديرة من أجل تمكين المرأة اقتصاديا وفي مجال صناعة القرار، وشدد المؤتمر علي أهمية تعزيز جهود النساء العربيات في عمليات الاصلاح والتغيير ودعم النضال الوطني وحماية الأمن القومي وحفظ التماسك الاجتماعي في مواجهة التطرف وابرز دور الإعلام وقادة الرأي وعلماء الدين والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني في دعم المرأة. ومن أهم التوصيات التي صدرت تفعيل دور المرأة ازاء ادماج مطالب النساء في السياق الدستوري والقانوني وإزالة المعوقات الثقافية وتصحيح الصورة الذهنية الخاطئة للمرأة في الثقافة المجتمعية وتعزيز دور المرأة في العمل التطوعي وتفعيل استراتيجية للمرأة في مواجهة الإرهاب. وبرغم تزامن انعقاد المؤتمر مع حادثة الكنيسة البطرسية أصرت السفيرة ميرفت التلاوي علي عقد المؤتمر في وقته المحدد، وبذلك نجحت المنظمة في تناول الظروف التي تمر بها الأمة العربية في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وفلسطين ومصر الخ.. إلي جانب الأوضاع المتدنية للاجئات العربيات ومشاركة النساء في عملية التنمية في إطار تنفيذ الاجندة الأممية للتنمية المستدامة 2030 ومعالجة العنف المضاعف ضد المرأة... لا شك إن هذا المحفل نجح في ابراز كيف إن الثقافة التقليدية مناهضة للمرأة وكشف عن وضع المرأة العربية في بؤر الصراع وأهمية مناهضة الفقر والبطالة والجهل ودعم تعليم المرأة وعدم الاغفال عن فساد الأنظمة وإنشاء بنك للمرأة العربية علي غرار بنك محمد يونس ومراعاة الأطفال والنساء النازحين واللاجئين واستجابة السياسات الإصلاحية لاحتياجات المرأة وطرح خطاب تنويري حول المرأة لمواجهة خطاب التطرف وتفعيل القرار 1325 الأممي في موضوع المرأة والأمن والسلام ودعم الحس السياسي للمرأة بالشأن العام. وإبراز أن تحقق التضامن العربي مسئولية النساء والرجال. لا شك اننا في حاجة ملحة بعد التراجع الحضاري الذي تعيشه المنطقة العربية والردة التي تشهدها حركة المرأة العربية بسبب ظاهرة النهم الاستهلاكي وظاهرة التفسخ الاجتماعي والسطحية والنفاق والتقاليد الفالوقراطية التي تتفشي في اوطاننا، أن نضاعف من المؤتمرات الخاصة بقضايا المرأة أسوة بالمؤتمر السادس لمنظمة المرأة العربية الذي نجح بفضل الرائدة ميرفت التلاوي التي تتمتع بباع طويل في مجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وقضايا المرأة التي هي قدوة لكافة المناضلات من أجل ارثاء العدالة الحقيقية بين الرجل والمرأة بهدف الارتقاء بأوطاننا. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار