فاجأ راشد الغنوشى رئيس حزب حركة النهضة الإسلامى التونسيين بتصريح يحمل تأييدا للسماح بعودة الإرهابيين من مواطنيه إلى بلدهم . واستعان بمثل شعبى يفيد بأن "اللحم النتن " أولى به أهله. وقال خلال زيارته لمدينة القيروان بوسط تونس أمس الأول إن تونس لاتستطيع فرض التونسيين على الدول الأخرى، لكنه عاد وشبه التونسيين المتورطين بالإرهاب فى الخارج بأنهم مرض يتعين التعامل معه بجدية. وأضاف:" أحيانا يحتاج المرض الى علاج نفسى وأحيانا أخرى الى جراحة"، كما قال إن النهضة فصلت قيادات اشتبهت فى عضويتها بحركات مسلحة فى أفغانستان وصربيا . تصريح الغنوشى جاء لافتا على ضوء تجنب حزبه إصدار بيان رسمى يخوض فى الجدل الجارى حاليا حول عودة الدواعش الى تونس بعد المستجدات الأخيرة فى المنطقة العربية وأوروبا، ومع انتقال المعارضة الواسعة لعودة الدواعش وغيرهم من الإرهابيين الى التظاهر أمام البرلمان خرجت صحيفة "الصباح" أمس بعنوان رئيسى هو "أوروبا تضغط على تونس لقبول إعادة توطين اللاجئين. ويقول السياسى والوزير المكلف باصلاح وزارة الداخلية بعد الثورة وأحد مؤسسى حزب "نداء تونس " الأزهر العكرمى ل «الأهرام» إن تصريح الغنوشى فى القيروان يحمل نوعا من الخداع، ويوضح :"ليس للغنوشى الى الآن موقف واضح من داعش لكن تغير موازين القوى فى المنطقة يدفعه الى نوع من (التذاكي) للقفز على حقيقة أن هذا الإرهاب الإسلامى تعود جذوره الى الإخوان أنفسهم ". ويقول ل "الأهرام " أحد مؤسسى "جمعية دستورنا" عز الدين الحازجى :" اعتقد بأن اللحم الذى نتن مآله الغير وليس أهله .فتونس ليست مزبلة لاستيعاب خطاء الآخرين .ومن قام بتمويل و مساعدة هؤلاء عليه أن يتحمل مسئوليته ولا يجب على الشعب التونسى المعتدى عليه أن يتحمل نتيجة السياسات الفاسدة للاستعمار وعملائه المحليين ". تونسيون يرون أن الغنوشى أخرج المثل الشعبى من سياقه واستخدمه فى غير محله فقد جرى استخدامه لمئات السنين فى التراث التونسى بشأن تحمل الأهل مسئولية فقير أو مطلقة.ونص المثال هو:" اللحم إذا نتن يرجع لماليه " .