بعض القوي الأجنبية التي لاتقرأ التاريخ جيدا لأنها لاتملك أي تاريخ تظن أنها تستطيع فرض إرادتها علي الشعب المصري والتدخل في شئونه الداخلية, متجاهلة أن هذا الشعب تعرض علي مدي تاريخه لتدخلات أجنبية كثيرة. منذ هجمات الهكسوس وحتي ضغوط الأمريكان, لكنه لم يرضخ لها أبدا. إن محاولات التدخل الأجنبي لفرض مسار سياسي معين علي مصر في هذه اللحظة الفاصلة, تعني المساس بسيادة مصر وشعبها الذي يمتلك من التاريخ والثقافة والحضارة ماسبق به كثيرا من الدول الديمقراطية في العالم الآن. ونضم صوتنا لصوت السيد البدوي رئيس حزب الوفد في كلمته لتلك القوي: إنكم لا تعرفون طبيعة الشعب المصري, فقد نختلف فيما بيننا, ولكننا نتوحد في مواجهة أي أجنبي يحاول المساس بشئوننا الداخلية. وفي هذا السياق فإن صمت بعض القوي السياسية عن محاولات التدخل الأجنبي أمر لايستقيم تحت أي ظرف من الظروف, فالنتائج الكارثية لهذا التدخل إن اكتمل لاقدر الله ستطول الجميع, ولنا عبرة فيما حدث ويحدث في العراق وليبيا وغيرهما. إن شعب مصر هو الذي سيحدد مساره السياسي بإرادته الحرة ووفقا للإطار الدستوري والقانوني الذي ارتضاه, ولن يسمح أبدا بتسلل أي كرزاي لمصر علي أسنة الرماح الأجنبية, وستظل مصر للجميع يدا واحدة, وهذه هي المسئولية الحقيقية لكل القوي السياسية.