الشك القاتل

بعينين زائغتين ظل يلتفت يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن مخرج لمصيبته التي أوقع نفسه فيها بعدما ترك نفسه ليستبد به الشك القاتل ويتمكن منه ويدفعه دفعا لإزهاق أرواح زوجته وطفليه وتقطيعهم الي اشلاء داخل المنزل بعدما سيطر عليه هاجس غريب صور له بأن من أمامه ويعيشون معه داخل منزله ليسوا أبناءه.
كان في العشرينيات من عمره حينما دق قلبه معلنا رغبته الارتباط و إكمال نصف دينه واختيار شريكة حياته التي يتزوجها ويمضي معها بقية عمره اختارها مثله بنفس ظروفه من ذوي الاحتياجات الخاصة « الصم والبكم «لضمان التكافؤ والتفاهم ولتكون قريبة منه وأقرب من الآخرين اصطحب أسرته وتوجهوا لخطبتها وطلب يدها والزواج وسط فرحة من الجانبين لتوفيق ابنيهما ولم يكن أحد يدري أن النهاية ستكون بهذه البشاعه أو ذاك المصير الذي يظل عالقا في نفوس الجميع وأنهم يعودون بعد سنوات لاصطحابها وأطفالها مرة أخري أشلاء دون أن يودعوهم أو يروهم للمرة الأخيرة .
كان مركز أبو حماد قد استيقظ علي أبشع مذبحة أسرية الأربعاء الماضي راح ضحيتها طفلان في عمر الزهور ووالدتهم علي يد والدهم حيث قام الأب وهو أبكم ومختل نفسيا بذبحهم بالسكين بعدما انتابته حالة عصبية حادة ثم قام بتقطيع أجسادهم الي أشلاء وعاد لابلاغ والده بالجريمة مدعيا ان مجهولاً قد داهمهم وقتلهم .
تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية إخطارا من العميد عصام هلال مأمور مركز شرطة أبوحماد بتلقيه بلاغا بوقوع جريمة قتل بشعة بالشيخ جبيل التابعة للمركز حيث عثر علي ربة منزل وطفليها 8،6سنوات اشلاء داخل منزلهم وأن رب الأسرة يتهم مجهولا باقتحام منزله وقتل زوجته وأطفاله، وكشفت التحريات التي أشرف عليها اللواء هشام خطاب والعميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث وقام بها الرائد عمرو داود رئيس مباحث أبو حماد بإشراف العقيد محمود جمال رئيس فرع البحث الجنائي بجنوب الشرقية ان الأب كان دائم التعدي والضرب علي زوجته ووالده وأفراد أسرته بسبب حالته وان والده كان بصدد إدخاله أحد المستشفيات الخاصة لإخضاعه للعلاج.
وفي ليلة الحادث طرأت عليه حالة غريبة وسيطر عليه وسواس قوي أخذ يلح عليه وهيأ له أن من أمامه ليسوا أبناءه فحاول طردهم والتعدي عليهم بالضرب الشديد وعندما حاولت الزوجة تخليصهما من يديه واصطحابهما لغرفتها واغلاق الباب انتابته حالة هياج شديدة قام علي أثرها بتحطيم الباب ثم التوجه للمطبخ واستل سكينا صخما وقام بذبح الثلاثة الذين لم تجد استغاثاتهم ولا توسلاتهم للنجاة من مصير مشئوم ثم قام بجرهم لدورة المياه وجلب فأسا وقطع اجسادهم ثم استبدل ملابسه التي أغرقتها الدماء وتوجه للابلاغ عن مقتلهم -تم القبض علي المتهم.