كان حلما فتحقق »مجرد فكرة عرفت طريقها لحيز التنفيذ ونجحت لتصبح نموذجا للعمل الأهلى الخيرى وأيقونة للعطاء والتطوع بمحافظة الشرقية ومن مستشفى قروى خيرى يحمل اسم 25 يناير ، إلى صرح طبى ونموذج للعزيمة والنجاح يسهم فى تقديم الخدمة الصحية لنحو 200 ألف نسمة - على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة الزقازيق، وتحديدا قرية الشبراوين مركز ههيا كانت بداية الحلم حيث نشأت وتبلورت الفكرة لدى بعض الشباب من أبناء القرية كان طموحهم انشاء مستشفى طبى خيرى يراعى أوجه النقص فى الخدمة الطبية التى تعانيها القرية والقرى المجاورة وتحتاجها بشدة ومنها الرعاية العاجلة وحضانات الأطفال - أصحاب الفكرة طرحوها على مواقع التواصل الاجتماعى كإحدى وسائل الاتصال الجماهيرى سريعة الانتشار فى العصر الحديث لتلاقي ردود فعل واسعه واستجابة ممتازة فاقت كل التوقعات فانهالت التبرعات وتجمعت مبالغ كبيرة بالملايين ليتحول الحلم الى حقيقة والمستشفى الصغير إلى صرح ضخم يعلو ويرتفع كرمز للنجاح حاملا معه رسالة أمل ليؤكد أنه بالعزيمة والاصرار لا شيء مستحيل. يقول الإعلامى محمد الجارحى ابن القرية صاحب الفكرة وأحد أفراد كتيبة العمل: إن الفكرة أو الحلم جاءت بعد ثورة 25 يناير حيث بداية التمرد والتحول للايجابية وهو ما سعينا لترجمته إلى واقع ملموس لأهالى قريتنا فبدأنا فى تحديد وحصر احتياجاتنا وأولوياتنا لنقوم بها بأنفسنا ، وكان انشاء مركز طبى خيرى ومستشفى متطور يخدم أهالى البلدة على قائمة الاولويات وبدأنا فى التطبيق وبالفعل قمنا بإرساء كيان جمعية لتنمية القرية وإشهارها بالشئون الاجتماعية كبداية، وبدأنا فى التنفيذ بتنظيف وإنارة الشوارع ورفع المخلفات وبقى الحلم الأكبر وهو المستشفى الذى كان محل اتفاق المشاركين، خاصة بعد تجربتى الخاصة التى عانيت فيها الكثير فى رحلة علاج طفلى الذى توفى قبل أن يتم عامه الثاني، فازداد الإصرار على إنقاذ أطفال البلدة من ذات المصير، ولكن لم تكن تتوافر الإمكانات فطرحنا الفكرة على مواقع التواصل لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن بمحيط الأصدقاء والمعارف والمقربين والتى لم تكن لتقف عندهم، بل أسهم كل من وصلته فى نشرها على كل من يعرفه لتنتشر بشكل مذهل بعد أن أطلقنا عليه مستشفى 25 يناير، ومع اتساع نطاق النشر على مواقع التواصل والتى كان لها الدور الرئيسى فى الوصول للكثيرين اتسع نطاق المشاركة، وتباينت أشكال التطوع لإنجاح المشروع وأصبح هناك فريق عمل للمستشفى من المتطوعين يتبارى فى مد يد العون والمساعدة، وعكف أصحاب الحلم الذين ازداد عددهم فى طرح واستقبال الافكار وللحق لم يكفوا عن الحلم أو الابتكار والترويج لجمع التبرعات ولم يتركوا سبيلا إلا وطرقوه وروجوا له لدفع عجلة العمل والإسراع بانهاء المستشفي، وكانت حملات التبرع التى أتت نتائجها بشكل سريع منها «طريق الخير» و »تاكسى الخير«، ومع نجاح الحملات قمنا بفتح حساب باسم المستشفى حتى نجحنا فى توفير مبلغ 625 ألف جنيه قيمة ثمن الأرض وقمنا بشرائها على مساحة 800 متر، ومع توالى التبرع شرعنا فى إنشاء المبانى ومع كل ما واجهناه من صعوبات تجسدت فى الروتين والبيروقراطية لم يتسرب اليأس إلى نفوسنا، بل كنا نزداد إصرارا على المضي، ليرتفع المستشفى إلى 7 طوابق على مساحة 400 متر جميعها بالتبرعات والجهود التطوعية، وانتهينا من عمل التشطيبات الخارجية ونصف التشطيبات الداخلية بعد توصيل المرافق، ولم يعد يتبقى سوى الدهانات، وحتى لا ننتظر بدأنا فعليا فى تشغيل العيادات الخارجية بعد تزويدها بأحدث الأجهزة الطبية كأجهزة الأشعة والموجات فوق صوتية ورسم القلب ومستلزمات عيادة العيون ومعمل للتحاليل بتكاليف بلغت نصف مليون جنيه وازدادت المساهمات وللحق كان كل من يرى الدعوة يسارع لدعمها.