كتب : نهي محمد مجاهد استراتيجية جديدة أكثر دقة وأقل تكلفة تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السنوات الأخيرة لمكافحة الإرهاب حتي أصبحت رائدة في مجال استخدامها لكنها أثارت مخاوف من أن يصبح القتل سهلا دون رادع يكبح جماح توظيف هذه التكنولوجيا خاصة أن هناك احتمالات بسرعة امتلاك العديد من دول العالم لها مما يشكل تهديدا لأمن الشعوب الأخري. تلك هي ثورة الطائرات بدون طيار التي تلعب حاليا دورا بارزا في العسكرية الأمريكية وأجهزة المخابرات التي وجدت فيها غايتها وخيارها الأفضل في ظل تقلص ميزانية الدفاع لكن في الوقت نفسه أثارت استياء بعض الدول التي تستخدم هذا النوع من الطائرات علي أراضيها وعلي وجه الخصوص باكستان وأفغانستان واليمن والصومال معتبرة ذلك انتهاكا لحريتها, فضلا عن أنها تسببت في سقوط عدد لا حصر له من القتلي والجرحي من الأبرياء. بدأ استخدام هذا النوع من الطائرات التي يجري التحكم فيها عن بعد ضد الخلايا الإرهابية بشكل واضح عقب هجمات11 سبتمبر عام2001 وزاد في آخر عام للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, كما تبني الرئيس أوباما استخدامها بحماس لدحر زعماء تنظيم القاعدة. وكان الدافع الأساسي وراء تبني الإدارة الأمريكية هذه الوسيلة الحديثة هو أنها أكثر دقة وأقل تكلفة نسبيا من الوسائل التقليدية الأخري, كما وجدت فيها غايتها للقضاء علي هاجس الخسائر البشرية ما جعلها عنصرا محوريا في استراتيجية الدفاع الأمريكيةالجديدة. وعلي الرغم من أن برنامج الطائرات بدون طيار يحظي بتأييد العسكريين الأمريكيين والسياسيين علي حد سواء, إلا أن جماعات حقوق الإنسان وبعض الخبراء انتقدوا اعتراف الرئيس اوباما الرسمي بهذا البرنامج واعتبروه عملية تسييس له. كما انتقدوا استخدام الطائرات بدون طيار ضد أفراد بعينهم وتساءلوا فيما إذا كان هؤلاء الأفراد يشكلون خطرا كبيرا بالفعل علي مصالح الامريكية, كما أثاروا مخاوف من استخدام هذه التكنولوجيا ضد الولاياتالمتحدة وخاصة أن هناك رغبة من قبل عدد من الدول وفي مقدمتها تركيا في الحصول علي هذا النوع من الطائرات.وحذر دينيس بلير مدير المخابرات الوطنية من استخدام الولاياتالمتحدة المتزايد لهذه الطائرات دون النظر بعناية الي آثارها الجانبية قائلا إن الأخطار التي تمثلها الطائرات بدون طيار كافية لتدفع مرشحي الرئاسة الأمريكيين للحديث عن كيفية التعامل معها.وجهة نظر أخري داخل الإدارة الأمريكية نفسها تصف دور الرئيس باراك اوباما في مكافحة الإرهاب بأنه مبالغ فيه مشيرة الي أن اوباما لم يحدد سوي معالم هذه السياسة وحتي هذه المعالم قاتلة. وأثار برنامج الإدارة الأمريكية اهتمام العديد من الصحف الأجنبية وخاصة صحيفة الجارديان البريطانية التي انتقدت في أكثر من إصدار لها موقف اوباما من برنامج الطائرات بدون طيار قائلة الآن يجلس رئيس آخر في البيت الأبيض في شهوره الأخيرة قبل انتهاء فترة ولايته يراجع قائمة عمليات القتل الخاصة به ويخطط لإعادة انتخابه رئيسا لفترة ثانية باستخدام أقذر الخدع السياسية علي مدار كل العصور مستندة إلي وصف في مجلة فورين افيرز لأوباما يقول فيه إنه أصبح يتصرف تماما مثل سلفه جورج دبليو بوش. ولم تتوقف الإنتقادات الموجهه لاستراتيجية أوباما الجديدة لمكافحة الإرهاب عن هذا الحد لكنها اخذت أبعادا أخري قانونية حيث كشفت صحيفة الجارديان أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية يتم استجوابها حاليا بشأن برنامج القتل المستهدف الطائرات بدون طيار للرد علي دعوي قضائية رفعها الإتحاد الأمريكي للحريات المدنية بسبب رفض الوكالة تأكيد أو نفي وجود مثل هذا البرنامج.