بات من الضرورى تشديد عقوبة الاستهتار والإهمال واصدار تشريع حازم لمواجهته بعد أن أصبح يهدد الممتلكات والأرواح وتتحمل الدولة فاتورة باهظة، ولمواجهة الاهمال فى المجتمع ونشر الوعى بخطورته. وحوادث الإهمال لا تنتهي.. كان آخرها ما حدث لطفلة برياض الاطفال بمدرسة بالمنيا والتى أصيبت بصدمة عصبية وهلع وبكاء بعد أن نسيتها المشرفة فى باص المدرسة، وأيضا وفاة عدد من الطلاب بينهم طفلتان شقيقتان نتيجة استهتار وتهور سائق الباص المدرسي.. وقد ثبت أن 90% من حوادث الطرق سببها الاهمال. تقول أم لطفلتين فى مرحلة رياضة الاطفال والثانية فى خامسة ابتدائي: يهمنى توافر إشراف على مستوى عال من المسئولية والتدريب لضمان سلامة أولادنا، وأيضا تشترك معها فى الرأى أم لثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة وتقول: نريد مواجهة حاسمة للإهمال الذى استشرى فى المجتمع خاصة فى المدارس، والاعداد الجيد للمشرفات لحماية الأبناء من المخاطر والحوادث التى تكررت بشكل كبير فى الأونة الأخيرة. خبراء الصحة النفسية والتربوية يؤكدون أهمية التصدى للإهمال فى المجتمع ويوجهون عددا من النصائح والإرشادت لحماية الأبناء.. د.عماد محجوب أستاذ علم النفس الاكلنيكى والفئات الخاصة بكلية الآداب جامعة القاهرة ويؤكد إن الطفل مسئولية ولى الأمر وعليه تسليمه الى شخص راشد (مشرف او مشرفة) يكون مسئولا عنه طوال فترة غيابه عن المنزل.. ومن المهم التواصل مع المشرفة عن طريق الموبايل للإطمئنان على الطفل، ويعد الباص أخطر من الطائرة، ومع ذلك هناك إرشادات لركوب الطائرة ولاتجد للباص أية إرشادات.. لابد من عمل توعية وتدريب للطالب للقواعد الصحيحة لركوب الباص، وأن تكون هناك حصة كاملة من بداية العام الدراسى لشرح تلك القواعد للطفل بطريقة مبسطة، مثلا عدم صعود أو نزول الباص لطفلين معا، أيضا لايركب أو ينزل إلا عند توقف الباص تماما، وعدم وقوف الطفل فى الباص، أيضا يجب توعية الطفل أن يجلس بجوار شخص يعرفه والأفضل زميل أكبر عمرا، ويفضل جلوس الطلاب الكبار فى الصف الخلفى والصغار يجلسون فى الأمام، ويجب أن يكون مع المشرفة كشف بأسماء الطلاب وأن تنتبه لتسليمهم لذويهم، ولابد من توافر الحماية والأمان والصيانة فى الباص مثال أن يكون الزجاج مغلقا بطريقة لاتشكل خطرا على الصغير وضرورة ربط حزام الأمان، ومن المهم أن يتوافر فى المدارس المشرفون المدربون ومشرفون فى الحمامات للأطفال الصغار مما يمنع حدوث أى إيذاء للطالب. والتأكد من توافر وسائل الأمان فى المدرسة فالسلالم لها سور ثابت، والكرسى والدرج والمنضدة لايوجد بها المسامير، وفيش الكهرباء مغطاة، ويفضل أن يكون الأطفال فى المدارس فى الدور الأرضى وأن يكون على الشبابيك الحماية الكافية. ولتوفير بيئة مدرسية آمنة يجب أن يكون هناك لوحات إرشادية لكيفية طرق استخدام مختلف مرافق المدرسة على سبيل المثال وضع صورة كيف يمشى فى صفوف، و كيفية الاستخدام الصحيح للألعاب والزحاليق وإعطاء فرصة لزميله.. فالإرشادات المصورة تكون أكثر إيجابية لتعليم القواعد الصحيحة. نفس الخطوات تتبع مع الأطفال من ذوى القدرات الخاصة، فلابد من التأكد أن البيئة المدرسية آمنة، وتوفير باص مجهز لأنواع الإعاقات المختلفة. فريال توفيق مدرسة بالمعاش مارست العمل التربوى لأكثر من 30 عاما تقول إن مواجهة الإهمال مسئولية مجتمعية جماعية، مثلا عندما أجد باصا مدرسيا يحاول أن يمشى فى الطريق العكسى يجب أن اتصدى له ليعود من الطريق المخصص للسير.. ولابد من توافر أكثر من مشرفة مع مدرسة الفصل لمنع حدوث حوادث بين الأطفال فأخطر مرحلة هى الابتدائي.. ويجب أن تتوافر الصيانة الدائمة فى كل مدرسة. د عماد مخيمر أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب جامعة الزقازيق الإهمال يعنى عدم قيام الفرد بدوره وواجباته ومسئوليته بشكل سليم وكامل بداية من الأسرة ودورها فى عدم الإهمال فى رعاية الأبناء، فعلى الأم وربة البيت التأكد من قبل الخروج من غلق الأجهزة والتوصيلات الكهربائية ومفتاح الغاز والبوتاجاز والمياه، وأن 90% من الحوادث داخل المنازل والعمل ناتجة عن الإهمال وعدم الصيانة الدورية. والإهمال أيضا يكون فى عدم قيام العامل بأداء واجباته المفروضة عليه فى المدرسة او الجامعة أو بعد انتهاء اليوم الدراسى فدور العامل التأكد من غلق الأنوار وأن المدرجات لايوجد بها أحد، كذلك دورات المياه. وقمة الاستهتار فى الأونة الأخيرة فى حوادث المدارس من سقوط الأبواب الحديدية والزجاج والشبابيك على الطلبة وهى تعبر عن عدد من مخالفات جسيمة للقانون سواء من تعاطى السائق المخدرات والسير عكس الطريق، والاستهتار بأرواح وحياة الأبرياء. والحل.. تطبيق القانون وإصدار تشريع بتشديد العقوبة لردع ومواجهة الاستهتار والاهمال. كما ينصح د. مخيمر بتركيب كاميرات أمام المنازل والمدارس أيضا لحماية وأمان للطفل ويجب توعية الطفل وتدريبه على التصرف السليم فى حاله تعرضه الى مواقف يصعب عليه التصرف، وعدم الذهاب مع اشخاص غرباء، كما ينصح بأهمية إشباع حاجات الطفل حتى لايتعرض للإغواء أما فى المدارس فلابد من التأكد من نظافة وسلامة الأبواب والشبابيك والمراوح وغلق البالوعات وصيانة الفصول والحمامات وتوافر المربيات والمشرفات المدربات.